ميشال عبيد اكتشف علاجا يقضي على الأورام

Ghadi news

Monday, April 11, 2011

ضنّ عليه وطنه بمنحة دراسية ليبدأ مشواره في دراسة الطب، ولم تسعفه الظروف المالية وقصر ذات اليد من دخول كلية الطب في الجامعة اللبنانية، فاحتضنته فرنسا واستطاع أن يحقق في معهد "غوستاف روسي دو فيل جويف" إنجازا عالمياً لم يسبقه إليه أحد منذ أبقراط إلى اليوم، وليس في الأمر مبالغة إذا علمنا أن الشاب اللبناني ميشال عبيد لم يكن قد تعدى الرابعة والعشرين من العمر، عندما استطاع أن يقهر السرطان وأن يجد علاجاً لهذا المرض المخيف والقاتل يقضي على 90 بالمئة من الأورام. إنجاز جديد حققه ميشال عبيد خارج بلده، ليتصدر اسمه قائمة العلماء اللبنانيين والعرب ممن أسهموا في رصف مداميك كبيرة في بنيان الحضارة الإنسانية الحديثة.
ميشال عبيد قد يصبح بعد تأكد التجارب على الانسان، مكتشف العلاج الذي يفتك بالسرطان، هذا المرض الذي أتعب الناس، والعلماء والباحثين. وعبيد اللبناني من بلدة بقرزلا في قضاء عكار في أقصى شمال لبنان، أصبح بين ليلة وضحاها شاغل الصحف العالمية، كتبت عنه جريدة "Le Parisien" تحقيقا بعنوان "السرطان: الاكتشاف الذي لا يصدق لباحث في الـ 24"، كما نشرت مجلة "Nature Medecine" تحقيقا مماثلاً.
الصحافي دانيال روزينويغ، كتب عنه قائلاً: اعتاد معهد "غوستاف روسي دو فيل جويف" اكتشاف الباحثين الذين يقدمون آخر الاختراعات للبشرية. ومن بين هذه الاكتشافات المتقدمة التي تستحق المتابعة واحدة تبدل الاسطورة لمكتشفها، العالم الشاب الذي لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره، ها هو ينشر ثمار أتعابه في العدد الاخير من مجلة Nature Medecine المرموقة. والاكتشاف واعد جدا لمرضى السرطان. ويضيف: في ليلة الميلاد عام 2005 نظر ميشال عبيد مرة أخيرة في مجهره وكاد اليأس يتملكه. وصل هذا الشاب الى المعهد قبل ثلاثة أعوام ليحضر أطروحته حول التلقيح ضد السرطان في القسم الذي يديره غيدو كرويمر. وبدأ يختبر ردة فعل بعض البروتينات ويشك في انها قد تصلح لانذار جهاز المناعة بوجود خلايا سرطانية. اختبر البروتين الاربعين "الكاريتيكولين" المعروف بـ "كال" في الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي. حال عجيبة غريبة، فالكال الذي يراقب ينبه جهاز المناعة! 90 بالمئة من الورم انتقص حتى العدم.

لقد ابتدعنا العلاج

يقول الباحث الشاب في لقاء اجرته معه مجلة فرنسية: الـ"كال" موجود في كل الخلايا. ان الفكرة تكمن في جذب جهاز المناعة الى الخلايا السرطانية عبر هذا البروتين. فما أن تعرف وتصنف الخلايا الدخيلة على أنها غريبة تطرد الكريات اللمفوية كل الخلايا الشبيهة بغية القضاء عليها، وبعد بضعة اشهر، وعقب تجارب على الفئران تفاعل جهاز المناعة.
ويشرح طالب الدكتوراة ميشال عبيد قائلا: خلال أيام، انتقص الورم بنسبة 90 بالمئة لدى الفئران ولكن هذه المرة وعلى عكس المعالجة الكيميائية لم تنتج اضرار.
وقرر ميشال عبيد ومديره غيدو كرويمر المتخصص في موت الخلايا اختبار البروتين ومزجه مع الادوية المستعملة في العلاج الكيميائي. النتيجة كانت مذهلة. تأثير الناتج زاد بكثرة. الاكتشاف مهم. كذلك الآثار وبالاخص الاقتصادية منها. وهذا ما يدفع الى نيل شهادة عالمية.
يلخص كرويمر قائلا: "لقد ابتدعنا العلاج". وعندما سأله عبيد: لماذا لم تصل اليه سابقا؟ أجاب: اعتقد أنه لم يتم البحث عنه، لقد بحثنا من جهة موت الخلية وليس من جهة المناعة. ويبقى كرويمر حريصا على مستقبل هذا الاكتشاف بالنسبة الى السرطان المتقدم الا انه يقول: انني واثق من ان مشابهات ستحصل عند الانسان ولكن الترتيبات النظامية تنص ان التجربة على الانسان لن تقام قبل عامين وان تطبيقها على المريض قد يحتاج الى عدة أعوام.

لبنان يتذكر عبيد

وعندما بدأت تصل إلى لبنان إنجازات ابنه الشاب بالتواتر عبر صحف عالمية متخصصة، راحت بعض وسائل الإعلام تتسقط أخباره للوقوف على انجازاته. الطالبة فرح ابرهيم عيسى التي تدرس الترجمة واللغات الحية في جامعة القديس يوسف في بيروت تابعت المسألة باهتمام بالغ، وعملت على ترجمة التحقيقات التي أجريت حول عبيد واكتشافه، حتى أنها أجرت اتصالاً بالطالب الشاب وهو في باريس، وكان الحوار القصير الآتي:
_ هلا أخبرتنا عن دراستك ما قبل وصولك إلى فرنسا؟
_ درست في مدرسة بقرزلا الرسمية ثم انتقلت الى مدرسة مار يوسف. وعند انتهائي من الدراسة الثانوية تابعت سنة تحضيرية للطب في الجامعة اللبنانية، الا انني لم اقبل لدخول الكلية. وفي عام 2001 انتقلت الى فرنسا الى مدينة تولوز وبعدها قصدت العاصمة باريس.
_ أليس من الغريب استبعادك عن الجامعة اللبنانية وتفوقك في فرنسا؟
_ لبنان ويا للاسف بلد "الواسطة" ولسوء الحظ لم تكن "واسطتي" قوية...
_ الاكتشاف واعد جدا لمرضى السرطان هلا شرحت لنا عنه؟
_ يختبئ السرطان في جسم الانسان، لذلك لا يتعرف عليه جهاز المناعة مما يعطيه الوقت ليكبر ويتكاثر حتى انه ينتقل الى اعضاء اخرى في مرحلة متقدمة. الفكرة تكمن في ايجاد خلايا تكشف السرطان وتسهل كشفها عبر جهاز المناعة، وارتكز البحث على جهاز المناعة لا على السرطان، وفي شكل خاص على بروتين موجود في كل الخلايا السليمة، هو "الكالريتيكولين" المعروفة بالـ "كال".
_ ما هو دور الكالريتيكولين؟
_ يستطيع الـ"كال" إعطاء اشارة للقضاء على الورم، فما ان توجد الخلايا السرطانية حتى يستطيع جهاز المناعة ان يقضي على السرطان عبر الكريات اللمفاوية.
_ هل قمتم بتجارب ثابتة؟
_ زرعنا خلايا سرطانية لفأرة ثم حقنا الكالريتيكولين فاختفى السرطان من دون ان تتأذى الخلايا السليمة.
_ هل من المحتمل ان تنتج عنه مضاعفات؟
_ البروتين موجود في كل الخلايا وهو فيزيولوجي لذا لا يمكن ان يكون ساما.
_ لماذا لم تذكر صحيفة "Le Parisien" انك لبناني؟
_ لقد طرح علي الجميع هذا السؤال. لم يسألوني عن الامر. وانا لم ارد التحدث كباحث مستقل احتراما للاستاذ المسؤول عني فهو نمسوي.
_ هل من المحتمل ان يتطور هذا الاكتشاف؟
_ أظن ان هذا هو الحد الاقصى حاليا وعلينا ان نختبره على الانسان. وقد نلنا شهادة عالمية عليه.
_ هل تود ان تضيف شيئا؟
_ لا يسعني سوى ان اشكر الله واهلي في لبنان وكل من أوصلني الى ما انا عليه.

عبيد يعقد مؤتمرا صحافيا

بعد يومين على وصوله إلى لبنان 2006، عقد الباحث اللبناني ميشال عبيد مؤتمرا صحافيا في "المجلس الوطني للبحوث العلمية" عرض خلاله تفاصيل اكتشافه العلمي لمعالجة مرض السرطان، استهله بالقول: إن مداواة السرطان ترتكز على تدمير الخلايا السرطانية بالموت غير المناعي اي بالطرق الكيميائية التي برهنت عدم فاعليتها على المدى البعيد وعلى عدد كبير من الاورام السرطانية، اضافة الى اعراضها الجانبية. لافتا الى ان اكتشافه "يرتكز على تفعيل جهاز المناعة عند الانسان عبر تعريفه على الخلايا السرطانية كي يتمكن من رصدها والقضاء عليها بالكامل".
اضاف : السرطان ذكي جدا يخبىء نفسه بنفسه، حيث يعمد الى سحب البروتينات الموجودة على سطح الجسم السرطاني التي تنشط جسم الانسان، الى الداخل، مما يعني ان جسم الانسان يصبح غير قادر على رؤية السرطان كجسم غريب، بل يراه كأي خلية طبيعية تتكاثر وتكبر مع الوقت. ولفت إلى أن "اكتشافه يعتمد اعادة القدرة الى جسم الانسان لكي يرى السرطان".
وتابع : يتم وضع هذا الدواء في داخل الجسم السرطاني كي يتعرف جسم الانسان على الجسم السرطاني، كأنه جسم خطير وغريب يعمد خلاله الى القضاء عليه، فيعود جسم الانسان لمزاولة عمله الطبيعي والتفتيش على الخلايا السرطانية التي تتمتع بالصفات ذاتها للقضاء عليها. وتمت تجربة هذا الاكتشاف على نحو 5000 فأرة، وقد توصلنا الى شفاء 90 بالمئة من الفئران من انواع وأحجام اورام سرطانية عدة.
وأكد عبيد أن "نسب النجاح على الانسان مرتفعة جدا، والتجارب ستبدأ قريبا بعد تأمين التمويل اللازم ونيل براءة الاختراع، الا ان النتائج لن تظهر قبل 6 او 7 سنوات".
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن