أسرار الأمازون... جيش لا يرحم من النساء

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, December 26, 2013

"غدي نيوز"

في عام 2011 كشف العلماء الانكليز عن نتائج مذهلة لأبحاث ودراسات عملوا عليها لسنوات عديدة. وهي تبين أنه في القرن الرابع ميلادي كان هناك بعض المحاربين السارماتيين الذين تميزوا بمهارة وشجاعة وشراسة خاصة، قاتلوا في صفوف فرسان الإمبراطورية الرومانية على الأراضي البريطانية حالياً. حتى أن البريطانيين تمكنوا من العثور على شاهدة عليها صورة المحارب السارماتي. وبعد أن أمعن العلماء النظر في هذه الشاهدة أذهلوا لما رأوه، فقد كانت الصورة تحكي عن امرأة فارسة. وعندما تم العثور أيضاً على رفات اثنين من المحاربين الإناث في أراضي مقاطعة كمبريا زالت الشكوك تماما وتبين أن وحدات من قوات الأمازون المقاتلة اجتاحت الأراضي البريطانية في ذلك الزمان
أراضي السكيثيين... لوحة فنية قريبة إلى القلب تبين كيف أن قطيعا من الخيول ترعى العشب بشكل سلمي. وفجأة حدث هجوم قوي من قبل لصوص حاولوا سرقة الخيول. وبإشارة من الرعاة اندفع رجال السكيثيين لقتال هؤلاء اللصوص. ولم يتمكن أصحاب الأرض من معرفة ماهية أولئك اللصوص إلا بعد مرور بعض الوقت عندما تقابلت السيوف وسمع أصوات صليلها وبدأ صراخ النساء يعلو. وهنا أوعز قائد السكيثيين مقاتليه الخروج من ساحة المعركة ومن ثم إلقاء النظر على جثث العدو من حولهم، والذي تبين هو أن الغزاة المروعين هم من النساء.
ومنذ ذلك الوقت عندما غزا الإغريق طروادة مضى أربعة قرون من الزمن. وقد كان هناك رجل أعمى يتجول ويرافق الزعيم في الطرق اليونانية مانحاً بصوته المتعة لسكان البلدات والقرى التي يمر بها، وهو يغني بشكل أساسي عن مآثر أبطال اليونان - أوديسيوس وأخيل وهرقل. وبعد فترة من الزمن يوحد هذا المغني الرحالة جميع هذه الأغاني ويقوم على أساسها بتأليف "أوديسيا" و"الإلياذة" الخالدة. وهذه المؤلفات بدورها تمنح الشاعر هوميروس الحياة الأبدية. وبعد وفاة هوميروس تم الإيعاز بوضع نصوصه ضمن مخطوطات مؤطرة، وهكذا ترى النور حكاياته وقصصه التي تحكي عن مشاركة أفواج الأمازون في حرب طروادة.
تمر مئات السنين، ولكن ما زالت قصص وأساطير المحاربات من النساء الجميلات تثير عقول البشرية، حيث يظهر نصفها اللطيف رغبة جامحة في الاستقلال والقدرة على المحاربة، ويعبر الرجال عن دهشتهم لهذا المزيج المتناغم بين الأنوثة والقوة الخارقة في نساء الأمازون، وكلا الطرفين يحاولان من خلال القيام برحلة عبر التاريخ في العثور على أي شيء متعلق بحياة ونشاط هؤلاء الجميلات الماكرات والقاسيات.
العديد من العلماء يربطون ظهور نساء الأمازون بفترة ظهور حضارة كيوكوتيني حسب التسمية باللغة الرومانية، وتُعرف أيضاً بـحضارة كيوكوتيني - تريبيليان بالإنجليزية وحضارة تريبيليان بالأوكرانية، وحضارة تريبولي بالروسية. ومنذ خمسة آلاف سنة، عندما ازدهرت مهنة الصيد وجمع المحاصيل، بدا أجدادنا حينها كمزارعين حرفيين خاصة في مجال زراعة الحبوب وتربية المواشي. وازدادت أهمية اليد العاملة من الذكور إلى حد أصبحت تقدم فيها المرأة خدماتها مجاناً. وبدأ الرجال يرون في رفيقات حياتهم وسيلة لاستمرار النسل فقط، حتى وصل بهم الحال في بعض الأحيان مضاجعة نسائهم مرتين أو ثلاثة في السنة. وبدأت النساء تعبر عن استيائها لمجرد أنها أصبحت تلعب دور الخدامات والطهاة فقط في المنزل وبدأن في تشكيل تجمعات أطلق عليها اسم مجتمعات الأمازون.
وقد عثر الخبراء على مرايا وأسلحة في المقابر بالقرب من جثث النساء في سهوب أوكرانيا وغاباتها وفي جنوب بولندا وروسيا. وقد تم العثور على زعيمة الأمازون ويفترض أن تكون الملكة تماريسك في القوقاز الشمالي بالقرب من بياتيغورسك. ويؤكد الباحثون أن حرباً دامية دارت رحاها خلال 20 عاماً بين الإغريق والأمازون بزعامة الملكة تيرغاتاو في شبه جزيرة تامان. أما في آسيا في التسعينيات من القرن العشرين وبالتحديد في كازاخستان تم العثور على مقابر مهيبة مزينة للنساء، ومن بين الثياب والمجوهرات تم العثور على السلاح في هذه المقابر. كما تم اكتشاف مقابر للأمازون في الهند وكاراكالباكي وماليزيا.
تجدر الإشارة إلى أن كريستوفر كولومبس، عندما علم بوجود الأمازون، عزم على تقديم بعض من نساء الأمازون هدية لملكته. وبعد أن استطلع جزر الأمازون شرع مع عدد من القوات الاسبانية للسيطرة على المكان وأسر بعض من نسائها، لكنه سرعان ما تعرض للهجوم، واضطر الأسبان للتراجع والفرار من جزر العذارى "هكذا أطلق عليها كريستوفر" تحت وابل من سهام فارسات الأمازون.
أما في القرن الرابع عشر ميلادي انخرط الفاتح الإسباني أوريليانا في أميركا الجنوبية بالقرب من نهر خلاب في معركة مع نساء فارسات، حيث اضطر للانسحاب بسرعة تحت وطأة وشراسة قتال الفتيات الحسناوات، علماً أن النهر الذي شهد هذه المعركة أصبح اليوم معروفاً لدى العالم كله باسم نهر الأمازون.
وقد عرف التاريخ اثنين من القادة الذين لن يعرفا الهزيمة وتميزا بشجاعة منقطعة النظير والحديث يدور عن أخيل الأسطوري والإسكندر المقدوني. وتحكي إحدى القصص كيف أن أخيل أصاب ملكة الأمازون بانتيسيليو إصابة مميتة عندما قام بخدعة أوهم العدو بأنه انسحب عن طروادة بعيداً. وبعد أن كشف أخيل عن وجه الفارسة وقع المحارب الشجاع بحبها لشدة جماله المبهر أما الإسكندر المقدوني الذي كان يعتبر أخيل نموذجاً يحتذى به فقد عرف بهذه القصة وسمع بجمال فتيات الأمازون الخلاب، حتى أنه وقع بحب فاليستريس الأمازونية. لكن ما أثار دهشة الزعيم المقدوني هو عندما أعلنت الملكة الأمازونية عن رغبتها إنجاب طفل منه ووضعت شرطاً مفاده أنها في حال ولدت صبياً فسوف تعطيه لأبيه ولكن إذا أنجبت فتاة فستكون وريثة مملكة الأمازون.
وبعد سبع سنوات توفي المقدوني قبل أن يحصل على رسالة من حبيبته، لكن حاشية الإسكندر استنتجت بأن فاليستريس أنجبت فتاة. ولذلك بدأت الحاشية تعد لحملة ضد الدولة المعادية بهدف العثور والقضاء على الأميرة الشابة. كانت الرحلة طويلة واندلعت خلالها معركة رهيبة خسرت خلالها فتيات الأمازون الشجاعات، علماً أن المؤرخين لم يتمكنوا من معركة حيثيات هذه المعركة. لكن المعروف هو عندما أراد أسطول المقدونيين العودة ومعه جميع الفتيات اللواتي يتراوح أعمارهن من 6-9 سنوات، تعرض لهجوم من فتيات الأمازون مرة أخرى اللواتي قمنا بذبح الجميع عدا طاقم السفينة الذي تمكن من الهروب.
وتقول الأساطير القديمة أن آلهة أرتميس وأريس هي التي كانت تمنح الحياة لفتيات الأمازون علماً أن مملكتهن كانت من النساء فقط اللواتي كن يتعاملن مع جميع متطلبات الحياة والمهام التي يقوم بها الذكور باستثناء واحدة. أما فيما يتعلق بقضية استمرار النسل فقد كانت المحاربات الجميلات يبرمن عقداً مؤقتاً مع الرجال لهذا الغرض، مع الإشارة إلى أن نساء الأمازون كن يتخلصن من الذكور في الحال، في حين كنا يحتفظن بالإناث لتربيتهن حتى يصبحن قادرات على تعلم فن القتال. ولكن عندما ألحقت الهزيمة بالفتيات المحاربات وطردن من آسيا الصغرى انتشرن في سفوح القوقاز وفي أراضي أوكرانيا اليوم.
إذا السؤال الذي يطرح نفسه ما هو مصدر كلمة الأمازون؟ في معظم الأحيان يواجه الذين يحاولون إيجاد معنى هذه الكلمة تفسيراً لبلوتارك وكتاب آخرين الذين يؤكدون أن كلمة أمازيس تعني باليونانية "بدون ثدي". الذي تبين أن فتيات الأمازون كن يحرقن ثديهن الأيمن ليتمكن من الرمي بشكل جيد من القوس عند ركوب الخيل. على كل حال فإن بعض الخبراء يرفض هذا التفسير رفضاً تاماً ويقدمون تفسيراً بديلاً مفاده أن النساء سمّين بالأمازونيات لأنهن كن لا يرضعن أطفالهن. وهناك فرضية أخرى تقول بأن كلمة أمازون تعني النساء اللواتي يقتلن أزواجهن.
لكن ما يثير للدهشة في أيامنا هذه هو وجود النساء الأمازونيات حالياً، علاوة على ذلك فإن عددهن لا يقل شأناً عن الأعداد التي كانت موجودة في العصور القديمة. ويعير العلماء الانتباه إلى ما يلي: يبدو أن الطبيعة كانت تجرب كل شيء على الرجال، وفي حال نجاح هذا أو ذاك الابتكار يتم نشره وتطبيقه من خلال النساء. زمن العواصف الاجتماعية خلقت نوعاً جديداً من النساء المقاومات للإجهاد واللواتي يستوعبن المعلومات بسرعة وهن أقل حساسية للألم ويتمتعن بعقل أكثر مرونة.
وها هن أصبحن في السلطة على رأس المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية وبعض المناصب العليا في السياسة وفي إدارة الشركات الصغيرة والمتوسطة، نساء بارعات تتحمل الصعاب، ماكرات وفي الوقت نفسه جذابات بشكل كبير. والسؤال الذي يطرح نفسه هل ينبغي على الرجال المعاصرين أن يهابوا هذه الحقيقة؟
يبدو أن هناك قشة يمكن أن يستعين بها الرجال المعاصرين وهي: على الرغم من أن النساء يعلن عن استقلاليتهن ويطالبن بالمساواة لا يبدو أنهن يردن التخلي عن دور الرجل الحبيب.

عن "صوت روسيا"



 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن