بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية، تختلف حياتهم عن باقي الشعوب، فبين الحين والآخر، يشاركون في مظاهرات تواجه الغاز المسيل للدموع لتشكل جزءا من إصرارهم اليومي على تحقيق حلمهم في دولة مستقلة.
وفي خضم ذلك كله، حصل رياضيون فلسطينيون مثل ورود صوالحة على فرصة الجري في ظل العلم الفلسطيني، ليتحقق الحلم الأولمبي ويصبح حقيقة.
وحول هذه المشاركة، تقول صوالحة: "المعجزات تحصل، وبتوفيق من الله، أتمنى أن أحقق نتائج طيبة، فمنذ تم اختياري للمشاركة في الألعاب الأولمبية، تحسن زمن الركض عندي من أربع دقائق إلى أقل من ثلاث، لذا شهدت مؤخرا تطورا كبيرا."
وفي منزل عائلتها بقرية صغيرة قرب نابلس، عرضت ورود بعضا من الجوائز التي حازت عليها في سباقات الجري لمسافة 800 متر.
غير أن ورود لا تمتلك أي خبرة في المشاركة بمثل هذه المنافسات الدولية، كما أنه خبر فوجئت به ولم تتوقعه أبدا، إذ تقول: "في الحقيقة لم أكن أتوقع ذلك، لأني لم أعتقد أنه سيتم اختيار فتاة لتمثيل فلسطين في الأولمبياد، وحلمي هو تغيير طريقة تفكير الناس هنا فيما يتعلق بالنساء."
ويشارك في الألعاب الأولمبية العام الجاري أربعة لاعبين فلسطينيين من بينهم ورود غير أن فرصهم على ما يبدو في الفوز بأي ميداليات ضئيلة للغاية.
ولكن بالنسبة لهم، يبقى شرف المشاركة أهم بكثير من الفوز، فحتى اليوم، لم يتمكن أي لاعب فلسطيني من الوصول إلى معايير الألعاب الأولمبية فهم يشاركون كضيوف في الألعاب التي ستستضيفها العاصمة البريطانية لندن.
وفي قطاع غزة، يتدرب رياضي آخر استعدادا لهذه المشاركة التاريخية، فرغم شح الموارد والإعدادات لمثل هؤلاء الرياضيين، يأمل بهاء الفرا في أن يكون ندا قويا في الألعاب.
يقول الفرا: "نحن بحاجة إلى ميدان أولمبي للتدريب، فنحن لا نركض إلا على الشوارع والرمل، ولكن أتمنى ألا تؤثر هذه الموارد الضئيلة على أدائي وأن أثبت للعالم قدرتنا نحن الفلسطينيين على المنافسة."
ولكن يبدو أن الوقوف على منصة التتويج سيكون أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا لهؤلاء الرياضيين الشباب.

عن الـ CNN