"غدي نيوز"

عقد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال كابي ليون مؤتمرا صحافيا في مقر المعهد الوطني العالي للموسيقى الكونسرفتوار - سن الفيل، في حضور رئيس المعهد العالي الوطني للموسيقى بالانابة (الكونسرفتوار) حنا العميل، الفنان مارسيل خليفة، المايسترو اندريه الحاج والمايسترو هاروت فازليان واعضاء مجلس ادارة المعهد.
بداية الوقوف دقيقة صمت حدادا على رحيل الكاتب والشاعر الكبير جوزيف حرب بناء على طلب ليون الذي اعتبر انه "برحيله فقد الوسط الثقافي والأدبي علما من اعلامه كذلك المكتبة الموسيقية التي اضاف اليها اجمل القصائد بصوت السيدة فيروز والفنان مارسيل خلفية".
وقال ليون: "رغم الازمة الحاصلة في البلد الا ان الشعوب تكون تواقة الى الافضل حيث ان الابداع يولد من رحم الازمات، ونحن نعيش ازمة حكم وتفكيك في مفاصل الدول وهذا التفكيك أصاب الكونسرفتوار بسبب عصر النفقات والشح المادي وان بعض دوائر القرار في الدولة يعتبر انه لا حاجة لوجود هذا المعهد الذي سيظل مؤسسة قائمة وطلابها في تزايد وانجازاتها تدل عليها لا بل اهم من ذلك، ان هذه المؤسسة تتوسع جغرافيا وعلى مساحات الوطن حيث بات عدد الفروع للكونسرفتوار في لبنان 13 فرعا، وفي شهر ايلول (سبتمبر) المقبل ان شاء الله سيتم افتتاح الفرع الـ14 في قضاء البترون".
ولفت الى ان "الكونسرفتوار الوطني ابرم اتفاقية تعاون مع نظيره في مدينة ليون الفرنسية بهدف تطوير وتحديث البرامج التعليمية في الكونسرفتوار وتدريب وتأهيل الجسم التعليمي، كما ان الاوركسترا الفلهارمونية اللبنانية خرجت من القمقم حيث اصبحت حفلاتها منتشرة في كل المناطق اللبنانية وهناك مشروع بأن تنتقل هذه الاوركسترا خارج لبنان".
وأثنى على "جهود ادارة الكونسرفتوار التي عملت على انشاء اوركسترا الناشئين من طلاب المعهد الوطني العالي للموسيقى بهدف إعدادهم ليصبحوا اعضاء في الاوركسترا الوطنية".
وقال: "من دواعي سرورنا ان نعلن ان اجتماعنا اليوم هو للاعلان عن حفل خاص سيقام في الـ 13 من الشهر الحالي في قصر الاونيسكو تحية للفنان الكبير المبدع الفنان الملتزم مارسيل خليفة الذي أغنى الموسيقى الشرقية بحنان فريد من نوعه شمل الصوت والموسيقى والأنامل الرشيقة حيث نتوقع مشاركة جماهيرية مميزة. وأيضا نحن على موعد في الـ28 من الشهر الحالي في كنيسة مار يوسف - مونو لحفل اوبرا مع الاوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان".
ونوه بالدور الذي يقوم به رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقي بالانابة وإدارته "الحكيمة والناجحة للمعهد منذ توليه مهامه بعد رحيل المايسترو وليد غلمية، ورغم المهام الموكلة اليه كرئيس مصلحة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة حيث يواكب كل الحفلات التي ينظمها المعهد حفاظا على سير العمل من جهة ولانه متذوق للموسيقي من جهة اخرى".

العميل

من جهته، قال العميل: "يمر لبنان في ظرف صعب ودقيق، إن على صعيد الوضع الأمني السائد وحالة العنف المطردة التي تعصف بالبلد من جهة، وإن على صعيد المستوى الفني الهابط، الفن التجاري والإستهلاكي الذي يهيمن على الساحة الفنية من جهة ثانية. وفي مواجهة هذا الواقع وعدم الإستسلام له، وإيمانا منا بأن لبنان الرسالة هو لبنان السلام والحريات والثقافة وهذا هو وجهه الحقيقي والحضاري الذي عرفناه ونريده أن يبقى ويستمر، حرصنا ولا بل أصررنا على إقامة النشاطات الموسيقية وتعزيزها كما ونوعا لتبقى علامة مضيئة وفسحة أمل للشعب اللبناني. ومن هذا المنطلق إعتمدنا سياسة موسيقية تستهدف المواطن والفنان المبدع معا: الهدف الأول هو نشر الثقافة الموسيقية ولا سيما الموسيقى العريقة لكافة الفئات العمرية وفي كافة المناطق اللبنانية، وفي هذا الإطار حرصنا منذ سنتين ونيف على ألا تقتصر إقامة الحفلات الموسيقية على العاصمة بيروت بل تتعداها إلى معظم المناطق اللبنانية، طرابلس، صيدا، زحلة، الضبية، وإلى الجامعات، اللويزة، الجامعة الأميركية في بيروت، الكسليك AUST ESA، الهدف الثاني هو تعزيز الإبداع في لبنان من خلال الإنفتاح على الفنانين المبدعين، من مؤلفين موسيقيين، وعازفين منفردين، ومغنين وقادة أوركسترا، مقيمين أو مغتربين، وتخصيص حفلات تكريما لمبدعين من لبنان والعالم العربي، وفي إطار نشاطات الكونسرفتوار للموسم 2013/2014، نتوج هذا الموسم بحدثين مميزين:
-الأول وهو حفل خاص تحييه الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية كتحية للفنان الكبير مرسال خليفة، بقيادة المايسترو أندره الحاج وغناء الفنانة أميمة الخليل والفنان محمد محسن من جمهورية مصر العربية، ومرافقة الفنان رامي خليفة على البيانو، بمشاركة كورال سيدة اللويزة بإدارة الأب خليل رحمة. يقام هذا الحفل في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس في 13 الحالي على مسرح قصر الأونيسكو في بيروت.
-الثاني وهو للسنة الثالثة على التوالي، نقدم عرض أوبرا عالميا جديدا وهو CAVALLERIA RUSTICANA، مع الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، وبمشاركة المغنين المنفردين: السوبرانو كارولين سولاج، التينور إيليا فرنسيس، البريتون ماكسيم شعيا، والسوبرانو لارا جو خدار، المازو سوبرانو مونيكا تالياساتشي، بمشاركة كورال مختلط من الكونسرفتوار وجامعة اللويزة والجامعة الأنطونية، بإدارة الأبوين خليل رحمة وتوفيق معتوق، المدرب الأساسي للغناء المايسترو فابيو سانتاني، المخرج الإيطالي العالمي أليسيو بيزيش، مساعد المخرج انطونيو ليغاس. يقام هذا العرض في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الجمعة الواقع في 28 الحالي في كنيسة مار يوسف - شارع مونو".
ولفت الى أن "قسم الغناء الغربي في الكونسرفتوار سيقدم في نهاية العام الدراسي الحالي Opera Studio, Barbiere de Secilia (Rossini)  وذلك في 15 أيار (مايو) المقبل".

خليفة

أما خليفة فقدم مداخلة بعنوان "الحرية وطن طائر"، قال فيها: "ما يعنيني في امسية الخميس القدرة على اعادة الدهشة من جديد، وذلك عبر الرحيل مع الطيور الصادحة الى افق بعيد، واضح المعالم في تلك الاقاصي الزاخرة، رغبة في التعبير عن فرح غامض، عن سعادة من وسط هذا الظلام الدامس، علنا نستطيع ان نغير هذا الواقع ونستبدل فوضاه بإيقاع الموسيقى".
أضاف: "ليس سهلا الكلام عن الموسيقى، بمعزل عن حالنا العامة ووضعنا الشامل. كيف نستطيع ان نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم، وهناك حروب صغيرة وكبيرة ومحاولات مقصودة ومنظمة لإرهاب كافة اشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى ابداعي. الثقافة الحرة الرافضة للامتثال، هي المستهدفة، لا تكون ثقافة الا متى كانت حرية، الحرية للثقافة شرط وجود او هي بهذه المثابة. ان الحرية للمثقف، كالفضاء الفسيح للطائر، فالحرية لا تقاس بالمقادير، ولا تخضع للتكميم الحسابي. ليس في وسع المبدع المحجوز في اصفاد المنع ان يبدع بالمعنى الحقيقي للابداع، المعنى الوحيد له كانطلاق حر نحو اعادة بناء كل الاشياء والرموز والمعاني والعلاقات للتعبير النظيف عن العالم، والذاكرة والوطن والحياة".
وتابع: "منذ 30 سنة كنت هنا معكم قبل ان يتم طردي او إقصائي عمدا من هذا المعهد الذي نحن فيه الان. حملت امتعتي وعودي ونوتاتي وقصائدي وامنياتي وذهبت في رحلة فنية الى المستقبل، المستقبل الغامض، وظل الحلم يراودني كل ليلة ان اعود اليكم، وان احيي امسية في ربوعكم. امنية مجيئي اليكم تضاهي الولع، وذلك اعترافا بجمال روحي يزخر في الاعماق. ومرت الايام وحاولت الا اشعر بذلك الزمن الفيزيائي الذي يتلاشى في الجسد، وما زلت انتظر هذا اللقاء ليل الخميس 13 شباط. هل تستطيع امسية موسيقية على ارض المعهد الموسيقي الوطني ان تخلصني من نقل اشياء عديدة ترمي بوزنها على الذاكرة، كما على الجسد والروح. وليس لعلاقة الانتماء التي تربطني بالكونسرفتوار تلميذا واستاذا، سوى واحدة من العناصر العديدة التي اعتز وامجد بها حياتي بلا تردد".
وختم: "في المعهد الموسيقي لا استطيع ان ارى حدودا، اراها مفتوحة على كل الاحتمالات، وارغب في ان تصدقوني بأنني اطمح بأن اتوصل الى ممارسة حريتي الى اقصاها، وان احقق امنية ذات يوم بان ننقلب على الموروث البالي، وان اصبح واحدا منكم وبينكم. كأن في الموسيقى من الاحلام ما تكفي لإيقاظ العالم".