عندما يستسلم الطيارون للنوم أثناء الرحلات!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, July 12, 2012

 "غدي نيوز"

عندما ينام ربابنة الطائرات أثناء الرحلات، لا يعلم الركاب بذلك، وبأن حياتهم قد تكون معرضة للخطر. ولم تعد حالات النوم والعياء لدى الطيارين هذه نادرة الحدوث، وهو ما يدفع شركات الطيران وسلطات السلامة الجوية للبحث عن حلول.
"يمكن الطيار ذهب إلى الحمام..."، هذه المزحة التي يرددها ركاب الطائرات أحيانا، هي مسألة جدية حدثت في الواقع، كما يروي فيليب فان شوبنتاو، الأمين العام للجمعية الأوروبية لربابنة الطائرات، في حديث مع DW حيث يقول، إن أحد ربابنة طائرة كانت تحلق في الأجواء الاسكندينافية، ذهب إلى المرحاض وبعد رجوعه لم يستطع الدخول إلى قمرة القيادة، لأن زميله غلبه النوم على مقود الطائرة. والظاهر أن هذه الحالة ليست حالة منفردة، فنصف الربابنة الذين يخلدون للنوم في قمرة القيادة، لم يخبروا زملاءهم بالأمر، وهذا ما تدل عليه نتائج استطلاع للرأي في الدول الاسكندينافية، على حد تعبير فيليب فان شوبنتاو.

 

تعب قبل الهبوط

في العادة، ليس لدى عامة الناس أي فكرة عن تلك الحالات التي تقع في الطائرات. لكن حالات أخرى أصبحت معروفة، كما هو الأمر بالنسبة لحالة من ألمانيا. ويتعلق الأمر برسالة النجدة "Pan-Pan" التي يتم إذاعتها صوتيا من قمرة القيادة في حال وجود عطب بسيط لا يشكل بالضرورة خطرا على المسافرين وعلى الطائرة. فبتاريخ 5 أيار (مايو) من العام الحالي، وفي إحدى طائرات خطوط "برلين أب 9721"، التي كانت حلقت من جزيرة مايوركا متجهة نحو مدينة ميونيخ، أذاع الربابنة عبارة Mayday، عوضا عن عبارة بان بان.

 

هل ساعات الدوام الطويلة هي سبب الأخطاء؟

وكان سبب رسالة النجدة تلك هو أن ربانا الطائرة متعبين قبل الهبوط ولم يكونا متأكدين من نجاح عملية الهبوط، ليطلبا من برج المراقبة القيام بعملية الهبوط بواسطة الطيار أو المرشد الآلي. وبخصوص مثل هذه الحالات يكون رد فعل شركات الطيران متحفظا. فشركة طيران برلين لم ترغب في إعطاء أي تصريح لـ DW حول هذه الواقعة وكان جوابها كتابيا على النحو التالي: "شركة طيران برلين تنسق مع الدوائر الرسمية، وحتى هذه الواقعة فقد تم تسجيلها لدى مصلحة الطيران الاتحادي".
وتضيف شركة طيران برلين، ثاني أكبر شركة طيران ألمانية، أن "ساعات الدوام القصوى لربابنة طيران برلين تتلاءم مع اتفاقية الأجور المبرمة، والتي توفي بالإحكام القانونية بشكل واضح".
وبالفعل، فخلال عملية بحث قامت بها إذاعة شمال ألمانيا NDR، فربانا طائرة طيران برلين المتعبان، اللذان قادا الطائرة المتوجهة إلى ميونيخ، أمضيا 10 ساعات فقط في الدوام، وهو عدد لم يتجاوز المدة العادية للدوام.

 

قانون جديد لتعديل خطة الدوام سيرى النور قريبا

وبخصوص ساعات الدوام الرئيسية وأوقات الراحة فهي محددة من قبل الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، "منذ سنوات، هناك قاعدة قانونية تنص على أن الربابنة على سبيل المثال، لا يسمح لهم بالطيران لأكثر من 13 ساعة"، على حد قول فيليب فان شوبنتاو، الأمين العام للجمعية الأوروبية لربابنة الطائرات.
ويضيف فان شوبنتاو أنه "يجوز رفع مدة الدوام إلى 14 أو حتى 15 ساعة". ويتم حاليا إعادة النظر في هذه القاعدة من طرف الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران. وستظهر الصيغة النهائية للتعديل خلال صيف العام الحالي. لكن فان شوبنتاو، يخشى أن لا تتحسن ظروف عمل الربابنة، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تجبر شركات الطيران على البحث عن وسائل ملائمة لها.
وبغض النظر عن القانون الجديد المرتقب، فإن كل بلد لديه إمكانية سن توجيهات صارمة. كما يمكن أيضا لكل شركة طيران، إحداث آليات للمراقبة بغية حل المشاكل التي تتسبب فيها حالات التعب.

 

ربانا طائرة ناما معا!

"أتذكر رحلة جوية من الصين إلى ألمانيا، حيث غفونا معا لمدة عشر دقائق تقريبا"، يروي قائد الطائرة ذو التجربة الطويلة، توماس بولد، والذي عمل لشركات طيران عديدة، في حوار مع قناة شمال ألمانيا في شهر نيسان (أبريل) من العام الحالي. ولكي لا تتكرر تلك الواقعة من جديد في طيران "لوفتهانزا"، أكبر خطوط طيران في ألمانيا، فقد أحدثت "لوفتهانزا" وخطوط طيران أخرى ما أسمته "خطة للقيلولة"، كما صرح ميخائيل لامبرتي، الناطق الرسمي لطيران لوفتهانزا، والمقصود بذلك هو أن يقوم الربان بإخبار زميله حال شعوره بالتعب، ليخلد بعدها للراحة لمدة 10 إلى عشرين دقيقة يغمض فيها العينين، بينما يتولى زميله زمام الأمور.

 

النوم وحده ليس هو المشكلة

يرى فيليب فان شوبنتاو، أن النوم ليس المشكلة الوحيدة أثناء الطيران، بل التعب بشكل عام. فعند التعب لا يكون رد فعل الربابنة في مستوى رد الفعل المنتظر في الحالات الصعبة، والمشكلة تكون عندما يكون هناك عطب تقني أو عندما تلعب أحوال الجو دورا، وبسبب عدم توفر الربابنة على لياقة كافية، فإنهم لا يقدمون على تصرفات صائبة. وهذه الحالة نادرا ما تصبح معروفة لدى الرأي العام، كما يقول فيليب فان شوبنتاو، والذي يضيف أن شركات الطيران المعنية بالأمر نادرا ما تعرف عن التصرفات الخاطئة للطيارين، لأن هؤلاء نادرا ما يبعثون بتقارير إلى شركاتهم، عندما يتعلق الأمر بمثل تلك الحالات، خوفا من التبعات السلبية التي قد تلحق بمسارهم المهني.

 

عن الـ D.W

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن