التغيير المناخي يؤثر على سفر البشر وبعض الكائنات

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, April 27, 2014

التغيير المناخي يؤثر على سفر البشر وبعض الكائنات
ملايين الحيوانات المهاجرة... ستضل الطريق والتوقيت

desloratadin dubbel dos hjerteogvit.site desloratadin yan etki

"غدي نيوز"

عادة ما يشعر الناس بالإحباط عندما يتأخر سفرهم بسبب سوء الاحوال الجوية، لكن سيكون على الجميع الإعتياد على ذلك في المستقبل.
فقد أصدر الفريق الحكومي الدولي المعني بالتغير المناخي، خامس تقرير له عن آثار واستراتيجيات التكيف ومواطن الضعف المتصلة بتغير المناخ العالمي. ونص هذا التقرير، الصادر في آذر (مارس) الأخير، صراحة على أن السفر سيكون في المستقبل بمثابة محنة.
فمن المتوقع أن يتزايد تواتر الظواهر الجوية المتطرفة ذات الصلة بالتغيير المناخي - كموجات الحرارة والعواصف والفيضانات الساحلية - بمجرد إرتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بدرجة واحدة فقط، في حين تشير الاتجاهات الحإلىة إلى ارتفاع أعلى في متوسط درجة الحرارة.
وهذا - إلى جانب عدة آثار أكثر خطورة - هو السبب وراء المزيد من تأخير السفر، وإثارة المشاكل لأعداد أكبر من المسافرين، بل وعامة مخاطر أكبر في السفر.
هذا الوضع يسوء إذا كانت وجهة المسافر الشواطئ أو الشعاب المرجانية. فبذواب الجليد في أكثر المناطق القطبية في العالم، تزحف المحيطات إلى مستويات أعلى. وهذا يعني أن المناطق الساحلية والمناطق المنخفضة يمكن أن تعاني من الغرق والفيضانات وتآكل السواحل والشواطئ، فضلا عن تلوث المياه المالحة من امدادات مياه الشرب.
كذلك، ففي البحار، تواجه الشعاب المرجانية الملونة عملية "تبيض" أو تحول إلى اللون الأبيض، كرد فعل للتغيرات الواقعة في المياه. ويذوب ثاني أكسيد الكربون - وهو غاز الدفيئة - في بحار العالم ومحيطاته، مما يجعل مياهها أكثر حمضية.
هذه التغييرات تثير المشاكل للمجتمعات البشرية. لكن البشر ليسوا هم المسافرون الوحيدون الذين يتأثرون بتغير المناخ. ولا أحد يعرف ذلك أكثر وأفضل من اتفاقية الأنواع المهاجرة المكرسة للمحافظة على الأنواع المهاجرة الدولية.
تواجه الحيوانات المهاجرة العديد من نفس التحديات التي يواجهها البشر: اختيار موعد السفر، خط السير، أين الأكل والراحة، والى متى البقاء قبل العودة الى بلادهم. للأسف، هذه الخيارات التي قد تبدو تافهة بالنسبة للبشر، هي قرارات حياة أو موت بالنسبة للحيوانات المهاجرة.
الحيوانات المهاجرة هي رموز قوية لتراثنا الطبيعي المشترك، وهي تهاجر في كثير من الأحيان عبر القارات. وهكذا، فإن شتاءً أكثر دفئا وأكثر رطوبة، سيجبر الطيور المهاجرة في أوروبا إلى الهجرة إلى مناطق التكاثر في وقت سابق عن موعدها المعتاد، وسيسفر عن انخفاض عددها وتقلص نطاقاتها، بل وما هو أسوأ من ذلك: الانقراض.
وعلى سبيل المثال، تمتد هجرة أنواع من الفراشة عبر أجيال متعددة، لتعبر مسافات شاسعة عبر القارة الأمريكية الشمإلىة. لكن التغير المناخي يحول الموائل الشتوية الحإلىة لها في أمريكا الوسطى، مما يجعلها أكثر عرضة للتجميد الرطب، بل ويمكن أن يؤدي إلى حالات موت كارثية.
وفي الوقت نفسه، يهدد الجفاف الشديد واحدة من أكبر الهجرات في العالم، والتي تنطوي على سفر مئات الآلاف من الحيوانات البرية وغيرها، عبر سهول "سيرينجيتي" في أفريقيا.
كذلك فيعاني أكبر أنواع الأسماك على كوكب الأرض - الحوت القرش - من الأخطار أيضا بسبب التغيير المناخي. فالتغييرات في درجات حرارة المحيطات العالمية يمكن أن تسبب انخفاضا في أعداده في المستقبل.
أما السلاحف البحرية، فيتم تحديد نوع جنسها من خلال درجة حرارة الرمال على شواطئ التعشيش، بحيث تنتج الشواطئ الباردة ذكورا وإناثا أكثر من الشواطئ الدافئة. أما إرتفاع درجات حرارة الرمال فيعني ولادة عددا أكبر من الإناث، مما يؤثر على النسب الأمثل بين الجنسين.
في ضوء هذه القضايا، عقدت اتفاقية الأنواع المهاجرة، ورشة عمل بمشاركة مندوبي الدول والعلماء، في مدينة "ليمون"، كوستاريكا، في نيسان (أبريل) 2014.
وكان الهدف من الاجتماع هو وضع برنامج عمل بشأن التغيير المناخي وأنواع الحيوانات المهاجرة، وتلبية الحاجة إلى الرصد، والحفظ، واستراتيجيات التكيف التي تستوعب الاحتياجات الفريدة للحيوانات المهاجرة في مواجهة التغيير المناخي.
سيتم عرض نتائج ورشة العمل هذه على الاجتماع الحادي عشر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأنواع المهاجرة في كيتو، الإكوادور، خلال الفترة 4-9 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الجاري.
وصرح البروفيسور كولن غالبريث، المستشار العلمي لإتفاقية الأنواع المهاجرة لقضايا التغيير المناخي: "لقد أكدت ورشة العمل على أن التغيير المناخي هو أحد التهديدات الأكثر أهمية للأنواع المهاجرة والنظم الإيكولوجية التي تعتمد عليها".
وأضاف: "لقد شدد المشاركون على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لمواجهة التهديدات المعقدة الناجمة عن التغيير المناخي. ومن المشجع أن نرى المندوبين من جميع أنحاء العالم يعملون معا من أجل الخطوط العريضة لبرنامج العمل لدول إتفاقية الأنواع المهاجرة، لمكافحة آثار التغير المناخي على الحيوانات المهاجرة".
لا شك أن احتمال الاضطرار الى الجلوس لفترات أطول في المطارات هو امر محبط للمسافرين، لكن هذا الضجر البشري يتضاءل في التفاهه بالمقارنة مع التفاقم غير المسبوق في المعاناة التي تواجهها الأنواع المهاجرة في كفاحها من أجل البقاء على قيد الحياة.
التغيير المناخي هو مشكلة معقدة وشاقة. وتعتبر خطط الحد من تأثيرنا على المناخ مهمة، وكذلك الأمر بالنسبة لخطط للتخفيف من الضرر الذي سببناه بالفعل.
ونأمل، من خلال التعاون والجهد النشط، أن نتمكن من الحفاظ على روعة السفر، وأيضا سفر الحيوانات، من أجل مستقبل الأجيال القادمة.

*برادني تشامبرز، الأمين التنفيذي لاتفاقية برنامج الأمم المتحدة للبيئة بشأن الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية.

عن وكالة إنتر بريس سيرفس (آي بي إس)

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن