بحث

الأكثر قراءةً

اخر الاخبار

العيناتي يدعي على شركتي ترابة

"خطر وبائي".. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود

حملة توعية لجمعية غدي للتعريف عن الملوثات العضوية الثابتة وأخطارها

دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟

الصحة العالمية تتخوف من تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر.. "أخطر من كوفيد 19"

هل يمكن أن تتبادل جسدك مع آخرين؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, May 18, 2014

 "غدي نيوز"
 
إذا كان يمكنك أن تصبح أي شخص في هذا العالم، فمن سيكون ذلك الشخص؟ هذا عادة مجرد سؤال نظري، لأن فكرة أن تأخذ شكل جارك أو تتجسد فجأة في شكل نجم سينمائي هي بالتأكيد فكرة ممتعة، لكنها تبدو مستحيلة التنفيذ.
لكن القليل من الناس خاضوا تجربة تشبه إلى حد ما الدخول في جسد شخص آخر، وذلك بفضل جهاز الواقع الافتراضي غير العادي.
تقول ريكي فرانسيس التي "دخلت" في جسد رجل لفترة مؤقتة "لقد غمرتني التجربة في الثواني الأولى"، موضحة: "في البداية يمتلكك شعور غريب ثم ما تلبث أن ترتاح إليه أكثر فأكثر، ثم تبدأ بعد ذلك في رحلتك الخيالية لمعرفة كيف تصبح حياتك لو كان هذا جسدك".
وتعمل ممثلة وهي من المشاركين في تجربة تبادل الجسد التي صممتها مجموعة من الفنانين في مختبر في برشلونة وقالت إنها اكتسبت جسدها الجديد بواسطة آلة أطلق عليها آلة "كن شخصاً آخر".
الإعداد بسيط نسبيا، إذ يرتدي كلا المستخدمين سماعة الواقع الافتراضي مع وجود كاميرا مثبتة عليها. ويجري إرسال مقاطع الفيديو التي تسجلها كل كاميرا إلى الشخص الآخر، لذلك فإن ما تراه يطابق تماما منظر شريكك في التجربة. فإذا حرك ذراعه سترى ذلك والعكس صحيح.
ولكي تعتاد على رؤية جسد شخص آخر دون سيطرة فعلية عليه، ينبغي أن يبدأ المشاركون في تحريك أذرعهم وأرجلهم ببطء شديد حتى يتمكن الشخص المقابل من متابعة الحركة عن كثب.
في نهاية المطاف، يكون هذا النوع من الحركة البطيئة المتزامنة مريحا، ويبدأ المشاركون في الشعور كما لو أنهم يعيشون في جسد الشخص الآخر فعلا، ويصبح الأمر طبيعيا جدا، كما تقول ريكي ضاحكة، لكنها تضيف أيضا "في الوقت نفسه بدا ذلك غير طبيعي الى حد بعيد."
وعندما تبادلت جسدها مع شريكها، فيليب برتراند، الفنان الذي يعمل في المختبر، قررا خلع ملابسهما.
وتقول: "كنا نقف هنا بالملابس الداخلية فقط، وعندما نظرت إلى أسفل، رأيت جسدي كله على هيئة جسد رجل بسروال داخلي"، وتضيف "إنني أتذكر هذه الصورة جيدا."
ومما يثير الاهتمام والفضول، انه باستخدام ما تعد به تلك التقنية يمكن التأثير لاحقا على السلوك البشري، ومن الممكن أن يكون ذلك للأفضل. فقد أظهرت الدراسات أن الواقع الافتراضي يمكن أن يكون فعالا في مكافحة العنصرية الضمنية والتحيز الموروث لدى البشر ضد أولئك الذين لا يبدون مثلهم أو لا يشبهونهم.
وفي هذا الخصوص، وزع باحثون في جامعة برشلونة استبياناً تحت اسم "اختبار الربط الضمني"، لقياس مدى الربط بين اشخاص معينين، على سبيل المثال من ذوي البشرة السوداء، وصفات محددة مثل: جيد، سيء، رياضي أو أخرق.
ثم طلبوا منهم السيطرة على صورة رمزية رقمية لأيدي ذات بشرة سوداء باستخدام نظارات الواقع الافتراضي، قبل إجراء الاختبار مرة أخرى. وفي هذه المرة، كانت درجات التحيز الضمني للمشاركين أقل.
والفكرة هي أنه بمجرد أن تضع نفسك في مقام شخص آخر، يتضاءل احتمال نظرتك السيئة اليه، ذلك لأن عقلك الباطن تقمص الشعور بأنك ذاك الشخص.
ويأمل صناع آلة "كن شخصاً آخر" في تحقيق نتيجة مماثلة، وفي هذا المجال يقول آرثر بوينتيو، وهو مبرمج في المشروع "في نهاية تبادل الجسد يشعر الناس وكأنهم يعانقون بعضهم البعض".
ويقول: "إنها طريقة لطيفة حقا أن يكون لديك هذا النوع من الخبرة، التي تفرض التقمص العاطفي على العقل البشري."
بصرف النظر عن التقمص العاطفي، فقد قام مختبر "كن شخصاً آخر" باستخدام هذه التقنية في الحالات الأخرى التي يكون فيها تبادل المواقع له تأثير إيجابي.
فقد سمح للمعالجين بتبادل الجسد مع مرضاهم، من أجل فهم أفضل لفكرة أن تكون معاقاً جسدياً، وكذلك تبادل مستخدمو الكراسي المتحركة الأجساد مع الراقصين الأصحاء بدنيا.
تقول المشاركة في الاختبار أنها قد ترغب في تبادل الجسد مع شخص مرة أخرى وتضيف: "أود ذلك حقا، بل إنني أوصي به الجميع، وينبغي على الجميع تجربة هذا الشيء".

بتصرف عن الـ "بي بي سي"
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن