تقاليد أفريقية... ندوب الوجه وسيلة تواصل مع الأسلاف

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, June 20, 2014

"غدي نيوز"

جرى استخدام الندوب على الوجوه منذ عدة قرون في أجزاء من قارة إفريقيا للإشارة إلى تراث الشخص القبلي.
وعلى الرغم من أنه أصبح أقل شيوعا، إلا ان البعض لا يزال يرغب في حمل تراث أجداده الخاص.
هذا التقرير الذي نشرته الــــ BBC مؤخرا يحتوي على صور قد يكون بعضها مزعجا شيئا ما.
في بلدة أويدا جنوب بنين، تبدأ جماعة "هويدا" طقوسا غريبة يطلقون عليها "الفودو" بعد احتفال يستمر يومين.
وتعد هويدا واحدة من الجماعات العرقية في بنين، والتي تعتقد بأن وسم الأطفال -الذي عادة ما يكون على الوجه - سيربطهم بأسلافهم.
وتقوم الجماعة بإعطاء الأطفال أسماء جديدة، وتحلق رؤسهم، وتنقلهم إلى أحد الأديرة، حيث تساعدهم هناك العرافة على التواصل مع الأجيال السابقة.
ويقول جينيفيف بوكو "هذا جزء من تقاليدنا وتراثنا، وهو ما يُعد أمرا مهما بالنسبة لي".
ولدى بوكو ابنة، تدعى مارينا، عمرها ستة أشهر، وابنا أخيه لوك وهوسبيس، اللذين تتراوح أعمارهما بين 10 و12 عاما، وهم جميعا على وشك أن يخضعوا لعملية ندب في وجوههم.
ويُستخدم الرماد لتحديد المكان الذي سيجري فيه شق البشرة، على أن يبدأ بعد ذلك بثوان قليلة استخدام الآلة الحادة لبدأ عملية الندب.
ويقول لوك بعد إجراء العملية "أصدقائي يسألونني إذا ما كان الأمر ضارا أو ومؤلما، فأجيب بــ: لا".
وأضاف "قبل ذلك، عندما كنت أمشي في الشارع بصحبة أخي الكبير الذي يكتسي وجهه بالكثير من الندبات لم يكن يصدق الناس أنه أخي، والآن أنا سعيد لأننا أصبحنا متشابهين."
ومنذ وفاة زوجها، أجرت غامبا داهويي، جميع عمليات الندب المحلية لأبناء القبيلة، وكانت تنظف الشقوق ببعض النباتات الطبية، وأحيانا كانت تضع الفحم أيضا على الجروح لمساعدتها على الالتئام.
ودائما ما كانت تستخدم داهويي نفس المشرط في عملياتها، متجاهلة النصائح باستخدام شفرات معقمة وجديدة لكل شخص، لتجنب خطر انتقال الأمراض عن طريق الدم.
وهو نفس الأمر الذي يجري في المناطق الأخرى من بنين، حيث لدى كل جماعة عرقية أشكالها الخاصة من الندوب.
ويقول فلويري يورو، الذي جاء من أتاجورا شمالي بنين "في أي مكان أذهب إليه أكون مميزا بهذه الشقوق التي في وجهي. وإذا كان لي الخيار لم أكن لأرغب في أن يصبح وجهي بهذا الشكل".
عندما كان يدرس يورو في كوتونو، أكبر مدن الجمهورية، يقول إنه كان كثيرا ما يواجه سخرية الآخرين بسبب تلك الشقوق.
لكن هناك آخرين لديهم أسبابا أخرى لاتخاذ قرارهم بعدم إجراء مثل هذه الندوب للأجيال الأصغر سنا، إذ توقف سينكيني نتشا، بعد أن أنجب أطفاله الثلاثة الأول بسبب مخاوفه من"مرض الإيدز".
وأضاف نتشا "يجب تغيير الشفرات في كل مرة، لكن من يقوم بإجراء العملية يرفض ذلك".
ويضيف نتشا أنه بالنسبة له كأحد أفراد جماعة أوتوماري، فإن تلك الشقوق "غير مجدية"، إذ يمكن التعبير عن الموروثات الثقافية بطرق أخرى، من خلال اللغة والرقصات والاحتفالات والهندسة المعمارية.
ويقول "إديث" إن الكثيرين من جماعة أوتوماري لا يزالون يختارون الخضوع للندب، بما في ذلك بعض الشابات اللائي يفضلن إجراءها على ظهورهن وبطونهن عندما يصلن إلى مرحلة البلوغ كنوع من "إظهار الشجاعة".
وفي حين خضعت مارينا ابنة جينيفيف بوكو، عند بلوغها ستة اشهر لإجراء الندب، خضع الرضع في بعض المناطق من بنين لنفس الأمر بعد أسبوع من ولادتهم.
وفي دولة نيجيريا المجاورة، دفعت المخاوف من انتهاك حقوق الشباب في بعض الولايات إلى تمرير القوانين التي تحظر مثل هذه الممارسات على جميع الأطفال.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن