تهديد البيئة... صُنِع في الصين!

Ghadi news

Sunday, July 20, 2014

"غدي نيوز"

ينطلق برنامج "مراسلون" السويدي، في حلقته الخاصة بالصين، من قرار حكومة الغابون التي أوقفت تعاملاتها مع أكثرية الشركات الصينية المختصة باستخراج النفط والذهب لتجاوزها نصوص المعاهدات المبرمة معها، واستغلالها حاجة البلاد لنمو وتوسيع البنى التحتية فيها. هذا الامر اعتــبره كثر موقفاً شجاعاً ينبغي على بقية دول العالم الثالث الإحتذاء به لوضع حد للإستهتار بالطبيعة والحياة البرية ومحاولة توسيع نفوذها بطرق لا تختلف عن تلك التي تستخدمها الدول العظمى في فرض هيمنتها السياسية والإقتصادية على العالم.
الموقف الغابوني اقترح أسئلة على البرنامج التلفزيوني منها: هل الصين كلها شر أم أنها دولة كبرى تساعد الدول المحتاجة اليها؟ وهل حقاً لا تعبأ بالآثار الكارثية التي تتركها شركاتها في الدول الأفريقية مع أنها تقدم أكبر منح دراسية لطالبها داخل الصين؟ وبالنسبة الى أوروبا لماذا تسكت البوسنة عن مشاريع استخراجها للفحم إذا كانت تضر بطبيعتها وتؤثر في صحة سكانها؟ أسئلة بدأ البحث عن أجوبة لها من العاصمة الغابونية التي وصل اليها أحد مراسلي التلفزيون السويدي وذهب مباشرة لتفقد أكبر ملعب كرة قدم في القارة الأفريقية بنته الصين لها مجاناً كعربون، كما قالت، عن الصداقة التي تجمع البلدين!
ظروف بناء الملعب أحاطته، بحسب بعض حماة البيئة الغابونية، ظلال من الشك، فالصين دخلت على خطه بعد تعثر شركات البناء الفرنسية في انجازه وإعلانها بعد 4 سنوات عن عدم قدرتها على تسليمه قبل بدء بطولة أفريقيا لكرة القدم عام 2012 ما شكل إحراجاً للجنة الأولمبية الغابونية، ولهذا قبلت ورحبت بالمقترح الصيني ببناء ملعب جديد وبزمن قياسي وبلا مقابل.
في غابات الغابون التي تعد الأكثر غنى في العالم اكتشف البرنامج الثمن الذي دفعته البلاد مقابل الملعب. فخلف "الجنة" الأرضية، التي تعيش فيها البقية المتبقية من "الأفيال الغابية" كان يكمن الشر: أنابيب نفط وتسريبات خطيرة دمرت مساحات كبيرة منها. وعلى الساحل فرغت سفن شركة "أداكس" الصينية لنقل النفط والمعادن الثمينة سمومها في خلجان البحر وتسربت الى عمق الأرض. وبخصوص الحماية البشرية تعرض كثيرون من العمال الأفارقة لأمراض بسبب عدم التزام الشركات بالقواعد المبرمة في العقود والتي تشترط حماية البيئة والعاملين. على مستوى آخر سجل البرنامج مقابلات مع طلاب غابونيين وروانديين حصلوا على منح دراسية مجانية في الصين ليتعلموا فيها ولكن بشروط غير معلنة منها: تسهيل حصول الصين على عقود اقتصادية عبر العائدين منهم الى بلادهم ونشر الأفكار السياسية الصينية وثقافتها من خلالهم، ما يشي ببداية تشكل سياسة توسعية، عنوانها "القوة الناعمة" وشعارها التضامن والصداقة مع الشعوب، وهذا ما سيتضح أيضاً أثناء زيارة البرنامج الى مقالع الفحم في البوسنة.
تشهد مدينة كورازدا حركة نقل تعدّ سابقة فالشاحنات الصينية تعمل ليلاً ونهاراً في نقل الفحم المستخرج من جبالها وتنقله الى مناطق أخرى مخلفة وراءها غيوماً سوداء غيرت ألوان بيوت المدينة وتركت آثاراً سلبية على صحة سكانها. هذا الأمر دفع نشطاء حماية البيئة للتحذير من مخاطر تجاوزات الشركات الصينية التي اشترت كل المناطق المحيطة بالمناجم حتى تضمن عدم تسرب معلومات عن الكوارث التي تسببها الى الخارج، وفي الوقت ذاته تضمن توفير فرص عمل رخيصة لسكان القرى المحيطة بها بشروطها المجحفة واشتراطاتها بعدم تقديم أي منهم شكوى ضدها وعدم الإعلان عن حالتهم الصحية المتدهورة بسبب انتشار الغبار الفحمي داخل المناجم وخارجها.
وكان نشطاء لحماية البيئة حذروا من الاندفاع السريع للشركات الصينية التي تسبق مقدمها الى أي منطقة استثمار بحملة دعائية تضامنية مع ضمان اسكات السياسيين المحليين عن خروقها المتعمدة، بالمال، وبشعارات رنانة وحملات علاقات عامة تغطي بها طموحاتها في التوسع السياسي والاقتصادي من آسيا الى أوروبا مروراً بأفريقيا والعالم كله.

"الحياة" اللندنية

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن