"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

أن تقام "ليلة الوطاويط العالمية" في مدينة عاليه، وأن يكون لبنان البلد العربي الوحيد الحاضر ضمن هذه الفعالية تزامنا مع عواصم أوروبية، فهذا مبعث سعادة، مع ما يحمل هذا الأمر من رمزية تتجاوز الحدث بعينه برغم أهميته، فمن كان يتصور يوما أن يجمعنا "الوطواط" بعد أن كنا نصطاده ونخرب موائله ونحرق المغاور ملاذه الآمن؟
صحيح أننا لم نرقَ بعد إلى مستوى الحفاظ على هذا الطائر اللبون، لكن الوعي يتجذر تراكما من جيل لآخر، وما يسترعي الانتباه أن هذه الفعالية في نسختها الثالثة والتي ينظمها تواليا مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها" Animal Encounter، برعاية سفارة اليابان في لبنان بدت بمثابة احتفالية جمعت هذه السنة المئات في ما يشبه ظاهرة لم يشهدها المركز من قبل، ولعل هذا الحضور دفع أبو سعيد لإطلاق طائر جارح "عقاب" كان قد عالجه في المركز في خطوة أكد من خلالها على أهمية حماية الطيور من الصيد الجائر.
بعد النشيد الوطني عرضت المهندسة ديانا أبو سعيد لأهمية الوطواط في التوازن البيئي، "ولا سيما لجهة القضاء على الحشرات الضارة، ودور بعض أنواعه في تلقيح الثمار".

سفير اليابان

وشكر السفير سيتشي اوتسوكا "الدكتور منير أبي سعيد وزوجته السيدة ديانا للدعوة الى هذا الحدث الإستثنائي". وقال: "يسعدنا أن نشارك في ليلة الوطواط الدولية، وقد أعجبت بهذا المركز الذي يهتم بالحفاظ على الحيوانات البرية منذ زيارتي اليه منذ سنتين".
ولفت  إلى أن "لبنان بلد غني بالمظاهر الطبيعية، إلا أن حماية الحياة البرية مهددة بسبب التدمير البشري للبيئة الطبيعية، الصيد غير الشرعي وجهل قيمة الحياة البرية"، وتمنى "من الجميع أن يتعرفوا إلى الحياة الجميلة للحيوانات والتي لا تقدر بثمن، وكذلك التقرب منها ولمسها برقة"، واعتبر ان "كل النشاطات التي نراها الآن هي ثمرة جهد الدكتور منير والسيدة ديانا اللذين كرسا نفسيهما من أجل حماية الحيوانات".
وقال: "اليوم، وباسم سفارة اليابان ننتهز هذه الفرصة بتقديم عرض بسيط لجزء من الثقافة اليابانية، يسمى "أوريغامي" وبالعربية "الفن الياباني لطي الورق يدويا" وكذلك "دورياكي" وهي حلوى تقليدية يابانية المعروفة بالـــ"بان كيك". ورأى أن "هذه المشاركة المتواضعة تعبر عن دعمنا لهذا الحدث".

مراد

وقال مراد: "لم نكن نتوقع هذا الحضور في (ليلة الوطاويط) لأنه في النشاطات البيئية والثقافية يكون في الغالب عدد الحضور قليلا، ولذلك نشكر حضوركم جميعا ونشكر سعادة سفير اليابان على حبه للبيئة وهو ينصحنا كلبنانيين كي لا ندمر بيئتنا"، وأشار إلى أن "المركز والمدرسة المجارة قائمان في أرض للبلدية"، لافتا إلى أن "هذا هو العمل البلدي وليس الصرف الصحي والطرقات فحسب، فالامور البيئية والثقافية التربوية والصحية هي من مهام البلديات".
وقال: "هذا النشاط يقام في دولة عربية واحدة هي لبنان وفي مدينة عاليه وفي هذا المركز بالذات، وما أعطى هذه الليلة غنى وتميزا وجود سعادة سفير اليابان في عاليه ورعايته لهذا النشاط"، وعرض مراد لمشروع "حديقة السفارات في عاليه كمشروع نموذجي وحضاري"، وأثنى على "جهود الدكتور أبو سعيد وزوجته المهندس ديانا لانهما كرسا حياتهما من أجل البيئة".

أبو سعيد

وعرض الدكتور أبو سعيد لهذا اليوم، وقال: "حيواناتنا في لبنان مهمة جدا، وليس بالضرورة أنه كلما أمسكنا بحيوان نقوم بتسفيره الى الخارج لحمايته، لانه اذا بقينا على هذه الحال، فلن يبقى هناك في لبنان لا حيوانات ولا غير حيوانات".
وأضاف: "نسمع دائما أنه كل ما ارتكب انسان خطأ ما يتم تشبيهه بالحيوان، لهذا السبب وطاويط الليل ليست كما يتحدث عنها الناس "وطاويط الليل"، فالوطاويط التي نعرفها نحن مهمة جدا ولا تؤذي ونافعة، أما الوطاويط الخطرة فهم بعض البشر الذين يرتكبون كل شيء".
بعدها قدم أبو سعيد باسم المركز دروعا تقديرية لسفير اليابان ومراد وممثلي الجهات الراعية للنشاط عبارة عن منحوتة رخامية من وحي ليلة الوطواط انجزها الفنان والنحات ناجي الحلبي.
وكانت سلسلة من المحاضرات في قاعة "الخيمة العلمية" في المركز، وأقيمت نشاطات الباحث الصغير، ومنها الامساك بدمى على شكل وطاويط بواسطة الشباك، ولعبة (كن وطواطا) ودع الوطواط يطير، وتذكارات من وحي المناسبة تحمل رسالة للحفاظ على الوطواط (قبعات، قمصان، كرات مطاطية)، فضلا عن اتاحة الفرصة للمشاركين لسماع صوت الوطواط عبر تقنيات سمعية متطورة.