تلوث الأرض وخطر المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية

Ghadi news

Thursday, September 4, 2014

"غدي نيوز"

يتلوّث سطح الأرض نتيجة تراكم المواد والمخلفات الصلبة التي تنتج من المصانع والمزارع والنوادي والمنازل والمطاعم والشوارع، كما يتلوّث ايضاً من مخلفات المزارع كأعواد المحاصيل الجافة ورماد احتراقها. ومن أخطر الملوثات للأرض المبيدات الحشرية .
والتي من اشهرها مادة (د .د.ت) وبالرغم من ان هذه المبيدات تفيد في مكافحة الحشرات الضارّة، الا انها ذات تأثير قاتل على البكتيريا الموجودة في التربة، والتي تقوم بتحليل المواد العضويه الى مركبات كيميائية بسيطة يمتصّها النبات، وبالتالي تقلّ خصوبة التربة على مر الزمن مع استمرار استخدام هذه المبيدات , وهذه طامة كبرى، وخاصة اذا اضفنا الى ذلك المناعة التي تكتسبها الحشرات نتيجة لإستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي تواجد حشرات قوية لا تبقي ولا تذر اي نبات اخضر اذا هاجمته او داهمته .
ان مادة الـ (د .د.ت) تتسرّب الى جسم الإنسان خلال الغداء الذي يأتي من النباتات والخضراوات ويتركز هذا المبيد في الطبقات الدهنية بجسم الإنسان الذي اذا حاول ان يتخلص منها ادت الى التسمّم بهذا المبيد، وتتركز خطورة مادة الـ (د.د.ت) في بقائها بالتربة الزراعية لفترة طويلة من الزمن دون ان تتحلل ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في الآونه الأخيرة بضرورة عدم استعمال هذه المادة كمبيد.
انه لمن المؤسف ان الإتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ الى استخدام المواد الكيمائية، ويزيد الطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات والنباتات والمحاصيل الزراعية. ان ذلك لا يؤدي الى تساقط الأوراق والأزهار والأعشاب فحسب، بل يؤدي الى تلوث الحبوب والثمار والخضروات والتربة , وذلك قد يؤدي الى نوعين من التلوث :
الأول: تلوث مباشر وينتج عن الاستعمال الآدمي المباشر للحبوب والثمار الملونة .
الثاني: تلوث غير مباشر وهذا له صور شتى وطرق متعددة .
فهو إما ان يصاب الإنسان من جراء تناوله للحوم الطيور التي تحصل على غذائها من التقاطها للحشرات الملوثة حيث تنتقل هذه المبيدات الى الطيور وتتراكم داخلها ويزداد تركيزها مع ازدياد تناول هذه الطيور للحشرات فإذا تناولها الإنسان كانت سماً بطيئاً، يؤدي الى الموت كلما تراكم وازدادت كميته وساء نوعه. وهو إما ان يصاب به نتيجة لتناوله للحوم الحيوانات التي تتغذى على النباتات الملوثة. كما يمكن ان يصاب به نتيجة لسقوط هذه المبيدات في التربة وامتصاص النبات لها، ودخولها في بناء خلايا النبات نفسه .
ومن الملوثات الخطرة أيضا:
الأسمدة الكيماوية: من المعروف ان الأسمدة المستخدمة في الزراعة تنقسم الى نوعين :
الأسمدة العضوية: وهي تلك الناتجة من مخلفات الحيوانات والطيور والإنسان، ومما هو معروف علمياً ان هذه الأسمدة تزيد من قدرة التربة على الإحتفاظ بالماء .
الأسمدة الغير عضوية: وهي التي يصنعها الانسان من مركبات كيميائية فإنها تؤدي الى تلوث التربة بالرغم من ان الغرض منها هو زيادة إنتاج الأراضي الزراعية، ولقد وجد المهتمون بالزراعة في بريطانيا ان زيادة محصول الفدان الواحد في السنوات الأخيرة لا تزيد على الرغم من الزيادة الكبيرة في استعمال الأسمدة الكيميائية يؤدي الى تغطية التربة بطبقة لا مسامّية اثناء سقوط الأمطار الغزيرة، بينما تقل احتمالات تكوّن هذه الطبقة في حالة الأسمدة العضوية .
ونقول: في الوقت الذي فقدت فيه المجاعات والأوبئة كثيراً من سقوطها وضراوتها في إرعاب البشرية نجد ان تلوث البيئة قد حل محل هذه الأوبئة، وخطورة التلوث هو انه من صنع الإنسان وان اثاره السيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته، بحيث تؤدي في النهايه الى قتل النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق، والى تغيير شكل الحياة على الأرض، ومن الواجب علينا  ان نحوّل منع ذلك بشتى الطرق الممكنة عملاً بقوله تعالى:
من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً (المادة 22).

رئيس جمعية طبيعة بلا حدود
المهندس محمود الاحمدية
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن