"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

يبدو أن الأخطار الناجمة عن التغير المناخي أكبر وأخطر بكثير مما كان يتوقع العلماء، وما تزال الدراسات تكشف المزيد عن تبعات التغير المناخي، وآثارها الكارثية على الكوكب وقوانينه الناظمة للحياة.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير جديدة أن المنطقة الواقعة في غرب القطب الجنوبي من الكرة الأرضية فقدت الكثير من الجليد، الأمر الذي أثر على الجاذبية الأرضية هناك، وجعلها أضعف مما كانت عليه، الأمر الذي بات يشغل بال العلماء حيال هذه المسألة وما قد يترتب عليها من نتائج.
والجدير بالذكر أن "وكالة الفضاء الأوروبية"The European Space Agency أكدت أيضا أن الذوبان السريع للغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية، ولا سيما بين عامي 2009 و 2012 كان كبيرا جدا، بما يكفي للتسبب في تراجع بمجال الجاذبية الأرضية هناك.
ونُشرت هذه النتائج في أحدث طبعة من "جريدة رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية" Geophysical Research Letters، حيث اعتمدت على القياسات التي أجريت على مدى أربع سنوات من 2009 وحتى 2013.

خريطة لحقل الجاذبية الأرضية

في هذه الفترة قام القمر الصناعي GOCE التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بعمل خريطة لحقل الجاذبية الأرضية، بحسب ما أشار موقع RT الروسي، وهذه الخريطة يمكن أن تختلف من منطقة لأخرى، بسبب التغيرات في الكتلة الجليدية.
وسجل القمر الصناعي في هذه المنطقة غرب القارة القطبية الجنوبية تراجعا في مجال جاذبية الأرض هناك بسبب فقدان الجليد الواسع في هذه المنطقة.
وتقول جريدة Live Science العلمية إنه عندما تذوب الصفائح الجليدية الضخمة يكون هناك جليد أقل، وبالتالي قوة جاذبية أقل.
وتشير القياسات الدقيقة التي أجريت في غرب القارة القطبية الجنوبية أنها فقدت نحو 230 مليار طن من الجليد سنويا بين عامي 2009 و 2012، كما ورد في تقارير NBC.

انهيار الذي لا يمكن إيقافه

ووفقا لدراسات نُشرت في وقت سابق من هذا العام، تقول "ان بي سي" أيضا إن هذه المنطقة من القارة القطبية الجنوبية قد مرت بنقطة تحول في تاريخها، مع حدوث هذا الانهيار، الذي لا يمكن إيقافه.
هذا ويخطط فريق البحث في وكالة الفضاء الأوروبية الآن لتحليل فقدان الجليد في جميع أنحاء القارة القطبية الجنوبية.