جهاز يطلق غيمة تهطل ثلجاً على جبال الألب

Ghadi news

Friday, December 5, 2014

إنقاذاً للبيئة الجبلية والألعاب الشتوية
جهاز يطلق غيمة تهطل ثلجاً على جبال الألب

"غدي نيوز"

بهدف التعويض عن كميات الثلج المتراجعة على جبال الألب وحفاظا على التوازن البيئي وحماية مواسم التزلج، صممت مجموعة من العلماء جهازا يطلق غيمة تهطل ثلجا ناعما.
تسارعت وتيرة انكماش الجليد على جبال الألب في ربع القرن الأخير بشكل يستدعي القلق من وجهة نظر علماء البيئة الدوليين. كان سمك الجليد في العام 1910 على جبل تسوجشبيتسه (2962 مترا)، في ألمانيا 80 مترا وتراجع إلى 45 مترا فقط الآن. وذكرت اللجنة الحكومية للتغيرات المناخية، التي شكلتها الامم المتحدة، أن الجبال الجليدية في خطر، محذرة من اختفاء الجبال الجليدية الصغيرة، وتراجع حجم الجبال الكبيرة بنسب تتراوح بين 30 و70 بالمئة بحلول عام 2050.
تعتبر ثلوج قمم جبال الألب من مؤشرات التحولات المناخية الجارية على الأرض بالنظر لذوبانها السريع تأثرا بارتفاع درجة حرارة الأرض. وتشهد جبال الألب منذ سنوات ذوبانا لثلوجها رغم "أزلية" بعض القمم المتجلدة على مدى العصور. وفي محاولة لانقاذ تدهور البيئة على جبال الألب، وانقاذ الألعاب الشتوية، استخدم العلماء النمساويون جهازا يطلق غيمة تهطل ثلجا ناعما.
ويفترض أن تكون تقنية إطلاق "الغيمة الجليدية" بديلا لمدافع الثلج في الحرب ضد "الصلع الجليدي" الذي يصيب قمم جبال الألب. إذ كثرت في السنوات الأخيرة الانتقادات لمدافع الثلج التي تستهلك كميات كبيرة من الماء والطاقة، وتستخدم المواد الكيميائية الملوثة للبيئة الجبلية.
وثبت في العقدين الأخيرين من السنين أن السياحة الجليدية في جبال الألب، وكذلك الألعاب الرياضية الشتوية، صارت متعذرة دون اللجوء إلى مدافع الثلج. وإذ يستخدم الألمان منذ سنوات "واقيا مطاطيا" لحماية قمم الجليد من الذوبان صيفا، يستخدم النمساويون دروعا ضخمة (كالمرايا) لتوجيه أشعة الشمس بعيدا عن قمم الجبال.
والغيمة الجليدية الاصطناعية الواعدة من ابتكار الباحث ميشائيل باخر من شركة "نوي شني" (تعني الثلج الجديد) النمساوية المتخصصة في إنتاج الثلج الصناعي. وتم عرض الجهاز الذي يطلق الغيمة في مدينة اوبرغرغل، التي تعتبر من المناطق السياحية المرموقة في تيرول، والمعروفة بمعاناتها من انقراض الجليد وتراجع سقوط الثلج في الآونة الأخيرة. والمهم في التقنية، بحسب باخر، انها تطلق الثلج الناعم جدا الذي يعتبر الأفضل بالنسبة للرياضات الشتوية.
وفي حين تطلق أفضل مدافع الثلج تطورا، مترين مكعبين من الثلج مقابل كل متر مكعب من الماء، نجحت غيمة باخر في إسقاط 15 مترا مكعبا من الثلج الناعم من كل متر مكعب من الماء.
وتتلقى شركة "نوي شني" دعما ماليا وتقنيا من جامعتي فيينا الزراعية وجامعة فيينا التقنية. وذكر باخر أن عملية تكوين الضباب المنتج للغيمة تتم داخل مفاعل صغير يجري فيه تجميع الماء بحالة رذاذ، يضاف إليه من الخارج كريستالات جليدية دقيقة، ويتم تحويل المزيج إلى ضباب جليدي باستخدام الضغط. ويمكن بهذه الطريقة انتاج سديم جليدي أكثر تركيزا من الغيوم الاعتيادية فوق جبال الألب 10 مرات. يطلق المزيج إلى الهواء في جو بارد فيهطل ثلجا ناعما، وفقط مثل هذه الكثافة تضمن إنتاج هذه الكمية من الثلج من متر مكعب واحد فقط من الماء.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن