نباتات مقاومة لتغير المناخ في جبال الهيملايا

Ghadi news

Monday, June 4, 2012

"غدي نيوز"

تنمو في جبال الهيملايا نباتات تتمتع بقدرة كبيرة على تحمل البرودة الشديدة والجفاف. فهل من الممكن إكساب النباتات الصالحة للاستخدام كغذاء أو كعلف مثلا، تلك الخصائص التي تتمتع بها نباتات الهيملايا؟ إن ذلك سيكون مفيدا لحمايتها من تباعات التغير المناخي، لذلك يحاول العلماء الألمان والهنود، عبر تجربة مشتركة فريدة من نوعها، تحقيق هذا الهدف.
ففي جبال الهيملايا الهندية وعلى ارتفاع يبلغ أكثر من 4000 قدم، تطل القمم الجبلية المغطاة بالثلوج، حيث يقل الأوكسجين وتسود البرودة الشديدة والجفاف على مدى أشهر عديدة في العام في تلك الصحاري الجليدية النائية. إلا أننا نجد بالرغم من ذلك مجموعة متنوعة من النباتات تنمو في تلك المناطق. وهنا يُطرح السؤال حول كيفية تحمل هذه النباتات لظروف مناخية قاسية؟ وهل من الممكن مستقبلا جعل المحاصيل الزراعية تتمتع بهذه الخاصية الفريدة في مواجهة درجات الحرارة أو البرودة العالية أو الجفاف الشديد؟ وهذه هي بالتحديد الأسئلة التي يعمل علماء النبات في مركز يوليش Jülich للأبحاث على الإجابة عليها.
بدأ مركز الأبحاث للتو مشروعا مشتركا في غرب جبال الهيملايا مع المعهد الهندي لتكنولوجيا الموارد الحيوية في الهيملايا(IHBT) . وقد عثر الباحثون الهنود على جينات في إحدى النباتات العشبية (Potentilla) واكتشفوا أن هذه الجينات هي التي تمنح النبات الخصائص التي تجعله قادرا على مقاومة الجفاف. وبعد أن تم نقل تلك الجينات إلى نباتthaliana Arabidopsis  الذي ينمو داخل المختبر، يعكف الباحثون على تحليل عملية نمو النبات المعدل وراثيا. وكما يقول سانجاي كومار من معهد (IHBT) فإن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا. ويضيف كومار الذي اكتشف تلك الجينات المقاومة للجفاف: "قمنا حتى الآن بحصاد النبات على فترات منتظمة، وقسنا درجة النمو، لكن نظرا للتكنولوجيا المتطورة التي تتوفر لديهم، فبإمكان الباحثين في مركز يوليش، إجراء أبحاث أكثر دقة على النباتات ودون تدميرها، بحيث يتم تسريع البحوث برمتها".
وسيقوم الباحثون في معهد Jülich بتعديل بعض المحاصيل الزراعية الأخرى وراثيا في مختبراتهم المزودة بتكنولوجيا عالية. ويشارك في المشروع أيضا شركتان ناشطتان في مجال التصنيع التجاري من الجانبين الهندي والألماني. هذا ويسعى الشريكان التجاريان إلى تطبيق النتائج العلمية في وقت لاحق على محصولي القطن والكانولا Raps، حيث يتم إدخال تعديلات وراثية عليها لإكسابهما خصائص تجعلها أكثر تحملا للجفاف، وبالتالي يتحقق هدف استهلاك كميات أقل من المياه. وكما تقول عالمة الأحياء أنيكا فيزه التي تتولى رئاسة المشروع من الجانب الألماني، فإن "الجفاف حاليا يتسبب في انخفاض حجم  المحاصيل الزراعية بشكل كبير، وسيزداد الوضع سوءا في المستقبل، نظرا للتبعات المرتبطة بالتغير المناخي. هدفنا هو جعل النباتات أكثر صلابة في مواجهة الجفاف".
وسيستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يصبح هذا الجيل الجديد من المحاصيل المعدلة وراثيا قابلا للتسويق التجاري. لكن التعاون في مجال الأبحاث مع الهند يعتبر مكسبا إيجابيا بالنسبة لمركز Jülich، فهذا المشروع "يعتبر مثالا جيدا، خصوصا على مستوى الجمع بين الأبحاث الأساسية والأبحاث التطبيقية"، وذلك بحسب اوولي شنور، مدير معهد العلوم النباتية بمركزJülich . وهو يضيف: "نحن بدأنا للتو التجارب لفهم كيفية عمل النظم النباتية المختلفة، والكيفية التي تتمكن بها من تحمل الوضع هناك".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن