"غدي نيوز"
 
يقول الخبير البيئي خوسيه غولدنبرغ، الأستاذ في معهد الكهرباء والطاقة في جامعة ساو باولو البرازيلية، إن الاستثمار في هذا البلاستيك الاخضر هو أمر إيجابي لأنه يحل محل المواد الخام الأساسية لصناعة البتروكيماويات مثل النفط (البنزين وأثير البترول).
ويشرح لوكالة إنتر بريس سيرفس أن النفط هو المصدر الرئيسي للبتروكيماويات، ويمثل ما يقرب من 50 في المئة من الإنتاج العالمي للإيثين، وإن كانت بعض المناطق مثل الشرق الأوسط وأميركا الشمالية تستخدم المزيد من الغاز. ومن ثم، فإن استخدام قصب السكر ليحل محل منتجات مصنعة من النفط يعد خطوة مهمة نحو الاستدامة، وفقاً لغولدنبرغ.
هذا وليس لقصب السكر تأثير مهم في سوق صناعة البتروكيماويات مقارنة بالنفط. ويقول الخبير روبرتو كيشينامي المتخصص في التغير المناخي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية إنه بمرور الوقت سيصبح ضروريا إيجاد بديل عن النفط والغاز الطبيعي لإنتاج البوليمرات، وبالتالي فخير البر عاجله.
بيد أن كيشينامي وهو خبير استشاري مع منظمات مثل معهد الديموقراطية والاستدامة، أعرب في حديثه مع وكالة إنتر بريس سيرفس عن اعتراضه عن إمكان أن يؤدي الاستخدام الجماعي الهائل لقصب السكر - لانتاج الوقود أو البتروكيماويات - إلى تفاقم آثاره كمحصول زراعي أحادي واسع النطاق.
كما أن زراعة قصب السكر لانتاج البلاستيك الأخضر تستخدم حوالي 0،02 في المئة فقط من جميع الأراضي الصالحة للزراعة في البرازيل. كما أنها لا تنافس الصناعة الغذائية كما هو الحال بالنسبة لبعض أنواع البلاستيك المصنع من الذرة على سبيل المثال. لكن المهندس الزراعي والناشط البيئي في ريو غراندي دو سول، لويس جاك سالدانها، يعترض على كل ما سبق ذكره من أقوال. فيقول لوكالة إنتر بريس سيرفس إن "تسمية هذه العملية بأنها خضراء فقط لأن مصدرها يأتي من الزراعة هو احتيال كبير".
ويشرح أنه تحدث تغييرات في إنتاج الغذاء، وسيتحول إلى سلعة أساسية أخرى كما هو الحال بالنسبة للصويا، التي تعد مأساة كبرى يشهدها هذا القرن من حيث استخدام الأراضي المنتجة في جميع أنحاء العالم، لأغراض زراعة محاصيل أحادية هائلة.
وأكد سالدانها أن البوليمرات "الخضراء" هي مجرد "ماكياج أخضر"، وهو المصطلح المستخدم لوصف منتجات جديدة تسعى لإظهار مساهمة بيئية مزعومة لصالح كوكب الأرض، "لأنها ليست قابلة للتحلل، ومن ثم فهي لا تعتبر أخضر لأنها تستمر إلى ما لا نهاية في البيئة وتلوث النظم البيئية".