"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

بات من المؤكد، بالاستناد إلى عشرات الدراسات البحثية، أن تغير المناخ يدفع الحياة البحرية داخل المحيطات نحو الانقراض، وليس غريبا أن يقرع علماء البيئة ناقوس الخطر لمواجهة هذا التحدي.
لكن الجديد في هذا المجال ما أكدته دراسة جديدة خلصت إلى حقيقة صادمة، وهي أنه "بالرغم من أن اضطرابات النظام البيئي البحري تحدث بسرعة، إلا أن إزالة آثارها قد تستغرق آلاف السنين"، أي انه لن يكون في مقدورنا اصلاح الضرر في فترة زمنية قصيرة، ما يعني تدمير البيئة البحرية تماما.

مؤلفة الدراسة

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة "سارة موفيت" Sarah Moffitt، وهي عالمة من "مختبر بوديغا للأحياء البحرية" Bodega Marine Laboratory و"معهد علوم البحار" Coastal and Marine Sciences Institute في جامعة كاليفورنيا: "ما نشهده الآن من التغيرات المناخية سيسبب تحولا على المدى الطويل، وسيحتاج النظام البيئي إلى آلاف السنين لإصلاحه".

تغير المناخ والنظم الإيكولوجية البحرية

وقد درس الباحثون في هذه الدراسة أكثر من 4500 حفرية لافقرية من رواسب قاع المحيط قبالة "سانتا باربرا" Santa Barbara بولاية كاليفورنيا، من أجل فهم كيفية تأثير تغير المناخ على النظم الإيكولوجية البحرية، ومدى تسببها في انخفاض مستوى الأوكسجين المذاب في المحيطات.
أعمار بعض هذه الحفريات كانت تبلغ 3400 عاما، والبعض الآخر منها بلغ 16 ألف عام، وكان هذا هو الوقت الذي تزامن فيه ذوبان الأنهار والقمم الجليدية القطبية مع انخفاض مستوى الأوكسجين في المحيطات بسبب احترار المناخ وقتها.

نضوب مستويات الأوكسجين

واستنادا إلى دراسة هذه الحفريات، وجد العلماء أن هناك خسارة كبيرة في تنوع الأحياء المائية، مع نضوب مستويات الأوكسجين، وهذه الفترة من التغير المناخي، بالرغم من أنها استمرت عشر سنوات فقط، إلا أن النظام البيئي الذي خلقته يحتاج لاسترداد عافيته بعدها إلى آلاف السنين.