نمور الثلج في باكستان... تواجه خطر الانقراض

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, April 13, 2015

fiogf49gjkf0d

 "غدي نيوز"

تواجه نمور الثلج خطر الانقراض بسبب عمليات الصيد، وهي الآن واحدة من أكثر الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض في العالم.
وفي أقصى شمال أفغانستان كان السكان المحليون يخشونها لفترة طويلة، لكنهم الآن يعتمدون على الأموال التي تأتيهم من أجل انقاذ نمور الثلوج. لكن كيف تبدو الحياة بجانب هذا المفترس الشرس؟
يقول مراد خان: "الأطفال في رامان رأوا نمرا جبليا، وأتيت لأبلغ عنه قبل حدوث أي مشكلة"، ويترأس خان جمعية تعاونية في رامان، وهي قرية جبلية معزولة في مقاطعة جترال.
وشرح أيضا أنه بمجرد أن أخبر السلطات فإنهم سوف يخبرون في الحال السلطات المسؤولة لاتخاذ اللازم. وفي خلال ساعة من المتوقع أن يذهب اثنان من الشرطة للقيام بدورية حول القرية، وسينضم إليهم السيد خان ومتطوعون.
ولا تتخذ السلطات عادة رد فعل بمثل هذه السرعة، وبصورة خاصة في مكان معزول، لكن حماية نمور الثلوج أمر هام جدا لكل من المجتمع والمسؤولين هنا.

حوافز نقدية

وتوجد برامج استثمارية كبيرة للمساعدة في الحفاظ على هذه الحيوانات النادرة، والتي رغم كونها نادرة وجميلة تمثل تهديدا خطيرا للثروة الحيوانية.
ويقول علي نواز، رئيس مؤسسة نمور الثلج: "هذه مجتمعات رعوية تعتمد بصورة كبيرة على الثروة الحيوانية، ووجود حيوان مفترس آكل للحوم يخيفهم".
وأوضح أن المشكلة تتفاقم بسبب حقيقة أن جميع الحيوانات المفترسة يحميها القانون، وتقريبا كل المجتمعات في محيط النمور الثلجية لديها اتفاقيات مع الحكومة والمانحين الدوليين لحماية هذه المفترسات.
وفي المقابل فإن هذه المجتمعات تحصل على استثمارات كبيرة في مشروعات تحسين مستوى المعيشة، والتي يجري تقليصها إذا عثر على أحد أعضاءها يضر بالحياة البرية في المنطقة.
لكن الشيء الأكثر فائدة وربحا للمجتمعات المحلية هو برنامج مكافأة الصيد الذي بدأته الحكومة الباكستانية في فترة التسعينيات.
ووفقا لهذا النظام فإن المجتمعات التي توافق على تنفيذ الحظر على الصيد غير المشروع للحيوانات المفترسة آكلة اللحوم، بما فيها نمور الثلوج، تحصل على تصاريح سنوية مربحة يمكنهم بيعها لصيادين أجانب لصيد الماعز الجبلية في مناطقهم.
وفي العام الجيد فإن الجمعيات التعاونية بمحيط المنطقة التي تتواجد بها نمور الثلوج، والتي تغطي مساحة تتخطى 80 ألف كيلومتر مربع، ترتفع أرباحهم من تصاريح الصيد إلى ما بين 700 و800 ألف دولار.
والجمعيات التعاونية التي يمكنها تنظيم أنماط رعي الماشية بشكل أكثر كفاءة من غيرها تحقق أموالا أفضل، لأنها تنجح في جذب عدد أكبر من الماعز البري، وبالتالي المزيد من تصاريح الصيد. كما أنها تستفيد أيضا من نمور الثلوج، التي تتغذى على الماعز الجبلية.
ويوضح شفيق الله خان، ضابط ميداني في جترال لمؤسسة الحياة البرية العالمية، إن الضغط الأقل على المراعي في جبال الألب، والمزيد من الماعز البري سوف تزدهر، وستزيد فرص نمور الثلوج في البقاء على قيد الحياة لأنها تتغذى على تلك الماعز.

نمور الثلوج

ويقدر عدد نمو الثلوج في العالم ما بين 4 إلى 6 آلاف نمرا، من بينها 200 إلى 400 في باكستان.
موطنها الأصلي المناطق الجبلية في جنوب آسيا التي تصل مساحتها إلى أكثر من 80 ألف كيلومتر مربع. ويتغذى هذا النوع من النمور في الغالب على الحيوانات البرية، وبشكل أقل على الماشية، ويتعرض للقتل الثأري من جانب المزارعين، في حالات نادرة.
لكن على الرغم من كل هذه الجهود، تظل الماشية عنصرا أساسيا بالنسبة لاقتصاد لم يتحرك بعيدا عن مستوى حد الكفاف.
ويؤدي هذا إلى صراع مستمر بين البشر والحيوانات المفترسة، وتسجل كل عام حالات افتراس نمور الثلوج للماشية، وحالات قتل لتلك النمور على أيدي المزارعين الغاضبين.
ويقول الدكتور نواز: "القتل الثأري للنمور هو رد فعل غير محسوب من جانب المزارعين، لكنه مستمر لأن المجتمع، الذي قد يرفض ذلك، يتكتم على تلك الحالات لتجنب إثارة مشاكل مع السلطات والجهات المانحة".
ويضيف نواز: "عدد السكان في السلاسل الجبلية التي تقطنها نمور الثلوج تزايد إلى أربعة أمثال، منذ انفصال باكستان عن الهند عام 1947، وتزايد عدد الماشية بنسبة تتراوح بين 40 إلى 60 في المئة".
ويتابع: "وبالمقارنة نجد أن عدد الماعز البري انخفض بنسبة 50 في المئة على الأقل، وتناقصت مساحة السلاسل الجبلية غير المأهولة بنحو النصف، لصالح الزراعة وتربية الماشية".
وتظل باكستان موطنا لنحو 200 إلى 400 من نمور الثلوج، لكن الحفاظ عليها يتطلب جهدا هائلا من المجتمع الدولي على مستوى ما سماه نواز "مناطق حياتها الطبيعية".
وفي هذا السياق، فإن رجال الشرطة وحراس الحيوانات البرية في الأودية النائية يعملون كعنصر استقرار، في العلاقات بين المجتمعات والنشطاء في مجال الحفاظ على البيئة.
وبالعودة إلى قرية رامان، أعطى هاسيل مراد خان المسؤولين وصفا دقيقا لما لنمر الثلوج الذي رآه نجله، يمكن أن ينطلقوا منها في عملهم.
وقال: "لقد كان ولدي في بركة البط ورآه بنفسه. وأخبرني أنه لديه أذنان صغيرتان ووجه على شكل القبة، وذيل يشبه الأنبوب المنحني قليلا".

معرفة محلية

لكن هذه التفاصيل مجرد إجراء شكلي رسمي بالنسبة للمجتمعات التي تعيش في المناطق الجبلية. إنهم يعرفون ثعالبهم من ذئابهم ويعرفون حيوان الوشق من نمور الثلج بل إنهم يعرفون الطرق التي تسير فيها الحيوانات المختلفة.
ويقول خان: "إنه ربما نزل إلى مرعى غير مأهول فوق ذلك التل، كما يفعل الكثير منهم خلال الشتاء، ومع عدم وجود فريسة هناك ربما يكون قد سلك وادي غولوف بقرية رامان، ونزل إلى النهر. وقذفه اثنان من الصبية كانا يصطادان هناك بالحجارة، ولذلك فقد غادر ضفة النهر، وقفز في بركة البط وعبرها إلى الناحية الأخرى، وذهب بعيدا مختفيا في الأشجار الواقعة وراء البركة".
وفي رحلة بالسيارة لساعة باتجاه الشرق وصولا إلى ممر شاندور، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 12500 قدما وجدنا عشرات من حيوانات الياك (البقر الوحشي)، منتشرة في المراعي العشبية الممتدة، تأكل تحت شمس ما بعد الظهيرة الفاترة.
وبمجرد قفزات قليلة من حيوان الياك إلى أعلى إحدى التلال، وأخرى إلى أسفل قبالة منحدر صخري باتجاه الغرب، وجدنا أحد نمور الثلج يترقب خلسة.

بتصرف عن الـ BBC
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن