بوركينا فاسو: تخصيب الأراضي بمواد مستمدة من الطبيعة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, April 22, 2015

fiogf49gjkf0d

 "غدي نيوز"

بوركينا فاسو، البلد الذي يعمل 80 في المئة من أبنائه الـ 17 مليون نسمة في القطاع الزراعي، يقوم مزارعوه بإحياء وإخصاب أراض زحف عليها القحط والجدب، مستخدمين وسائل إنتاج طبيعية تقوم على احترام الأراضي، في مسار شبيه بذاك الذي اعتمده على رئيس بوركينا فاسو الأسبق توماس سانكارا (1984 – 1987)، والذي كان ينادي باستغلال مسؤول للأراضي الفلاحية.
هذا التوجّه نحو ما يطلق عليه أهالي بوركينا فاسو "الزراعة المسؤولة"، استطاع أن ينال إعجاب عدد من الملاحظين المحلّيين والأجانب.
ويجتمع المزارعون في جمعية "تنمية الوسط الريفي بين المناطق"، ويحرصون على رفع مستوى معارفهم في مجال الوسائل "الطبيعية".
وفي قرية بيتا قرب العاصمة واغادوغو، يأخذ المركز مقام مخبر لنشر وسائل الإنتاج الزراعي الملائمة للظروف المحلية، بعد أن انطلق في العمل بشكل رسمي في العام 2002، وهو يقوم منذ ذلك التاريخ بتدريب مشرفين يمثلون همزة وصل بين المركز و200 ألف مزارع موزعين على 47 قرية.

الفلاحة البيولوجية

ويعتبر منسق المركز أبلاسي كمباوري أنّ التحدي الحقيقي يتمثّل في تغيير عقليات المزارعين، موضحاً أن "غالبية المزارعين مرتبكون، وهم يعيشون في انتظار المنتجات الأجنبية المضرّة بالبيئة والتي لا يحسنون استخدامها"، مشيرا إلى أنّ الفلاحة البيولوجية تمثل حلاّ من الحلول للمعضلة البيئية. ويقول "نرغب من خلال هذا المركز أن نبرهن للمزارعين إلى أنه يمكن تخصيب الأراضي عبر اللجوء إلى مواد مستمدة من الطبيعة".
وأكد كمباوري أنّ "الزراعة البيولوجية تخضع إلى جملة من المعايير، ضمنها احترام الطبيعة وتجنّب استخدام المواد الكيميائية، التي تحدث ضرراً كبيراً في المحيط. فالمزارع البيولوجي هو ذلك الذي يستخدم الأسمدة الحيوانية لإنتاج حبوبه، ثم يقوم بعد ذلك باستخدام سيقان السنابل كعلف لماشيته. ينبغي على المزارع أن يكون مكتفيا بذاته".
ومنذ إنشائه، انكب المركز على ابتكار طرق لإنقاذ الأراضي الجدباء أو المنهكة، بما في ذلك تدريب آلاف المزارعين على صناعة الأسمدة واستخدامها. وابتكر المركز "سماد الأيروبيك" الذي يجمع في حفرة بعمق 20 سنتيمتراً، ما يتيح إنشاء بيئية ميكروبية في الأرض عند رشها بالماء، لتستعيد الأرض خصوبتها خلال ثلاث سنوات.

سماد الأيروبيك

ويوضح كمباوري الطريقة المستعملة للحصول على "سماد الأيروبيك"، قائلا "نستخدم المواد النباتية والرماد، ثم نقوم بتغطية الخليط بكومة من التبن، ويقوم المزارع كل 15 يوماً بتحريك الخليط ومزجه بالماء، وفي غضون 60 يوماً ينتج عن ذلك سماد جاهز للاستعمال، يمكن الأرض المنهكة من استعادة عافيتها".
ويقوم المركز إلى جانب ذلك بإعادة استعمال البذور التقليدية التي كانت تستخدم منذ عقود، والتي تراجع استخدامها بشكل كبير حالياً، وهو يحرص على توفيرها لمن يطلبها من المزارعين.
واستلهمت هذه التقنيات الزراعية من الفترة الذهبية في بوركينا فاسو، مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حين كانت الخبرات المحلّية هي رأس المال الأوحد للارتقاء بالإنتاجية.
وفضلا عن المشرفين المحليين، يأوي المركز بعض الأجانب من فرنسا ومالي والنيجر وبنين وغيرها. ويقول إيلي سينايوكو، وهو فرنسي جاء إلى المركز لتعلم الزراعة الإيكولوجية الملائمة لدول الساحل الأفريقي، على غرار بوركينا فاسو ومالي. وقال سينايوكو "أنا فرنسي، لكني متعلّق بالقارة الأفريقية، كما أرغب في إنشاء مشروع عائلي في الفلاحة الإيكولوجية، وقد تعلمت طريقة صنع الأسمدة وتقنيات المحافظة على المياه وتقنيات زراعية أخرى، أنا حقا منبهر بهذا المركز".

بتصرف عن "الاناضول"
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن