بومبيي تدعو إلى النبش عن أسرار المدينة الإيطالية الدفينة

Ghadi news

Wednesday, June 24, 2015

fiogf49gjkf0d

 "غدي نيوز"

• بومبيي Pompeii هي إحدى المدن الإيطالية القديمة التي تقع على البحر المتوسط بالقرب من مدينة نيبلس الإيطالية، وكانت عامرة في حكم الإمبراطور الروماني نيرون، ويسكنها حوالي 200 ألف نسمة حوّلهم انفجار بركان ضخم إلى أصنام متحجّرة في لمح البصر، لتصبح المدينة مزارا يحمل أسرارا لا يزال الكثير منها مطمورا غير كاشف بعد عن أبعادها الإنسانية والمعمارية..

كانت بومبيي من أشهر المدن الإيطالية القديمة قبل أن تُهلك بالكامل هي ومدينة أخرى بالقرب منها تسمى هيركولانيوم، بعد أن دمرهما، خلال عام 74 للميلاد، بركان فسيوفيوس بطريقة غريبة استعصت طويلا عن التفسير العلمي، ففسحت المجال للتأويل اللاهوتي. فهذه المدينة التي اكتشفت في القرن الثامن عشر ليست مجرد آثار تحمل قصة من قصص التاريخ، ولكنها تحمل الكثير من أسرار التاريخ والبشرية.
تمتّعت مدينة بومبيي بحضارة مزدهرة، وقد اشتهرت بما تحوزه من ذهب وقطع نقدية طائلة، فقد كان معظم سكانها من الأثرياء والمترفين، وهو ما ظهر بشكل واضح في معالم المدينة، التي كانت شوارعها مرصوفة بالحجارة، وبها حمامات عامة وشبكات لتوزيع المياه، كما كان بها ميناء بحري متطوّر ومسارح وأسواق، فضلا عمّا كشفته الحفريات الأثرية من تطوّر الفنون من خلال ما بدا بها من نقوش ورسومات على الجدران. وقد تناقلت الروايات التاريخية ما اشتهر به سكان بومبيي من حبّ للشهوات المختلفة، وانتشار بيوت الدعارة، إلى درجة ممارسة الجنس في الشوارع والطرقات بشكل علني في مختلف أرجاء المدينة، ويُذكر أنه في زمن أوج الرخاء في بومبيي انفجر البركان بشكل مفاجئ ليبيد المدينة بكاملها، وهو ما روّج تفسيرا لاهوتيا لهذا البركان بكونه جاء بمثابة عقاب إلهي لتلك المدينة جرّاء ما كان دارجا في ثناياها من ممارسات فاحشة.
ويُروى أنّ فناني بومبيي كانوا يرسمون الصور الإباحية على جدران منازل المدينة وأسوارها وساحاتها العامّة، حيث يُعتبر أنّ فن الخلاعة أو العُري يستمدّ جذوره من هذه المدينة، ثمّ تطوّر حديثا ليُصبح فنّا قائما بذاته.
وممّا ذكرته بعض الروايات التاريخية، أنّ أثرياء مدينة بومبيي كانوا يستمتعون بمشاهدة فنّ المصارعة بين البشر والحيوانات المفترسة التي تنتهي بموت أحدهما، وقتلوا بهذه الطريقة الكثير من الموحدين المسيحيين قبل قرابة 2000 سنة.
وظلت تلك المدينة مدفونة تحت رماد البركان نحو 1700 عام، حتى عثرت عليها بعثة للتنقيب في تلك المنطقة، وأعد اكتشافاً أثرياً كبيراً، وأثناء التنقيب تم الكشف عن الجثث على سطح الأرض، وكانت المفاجأة أن الجثث أظهرت الموتى على نفس هيئاتهم وأشكالهم. وقد وجد العلماء بعد عمل العديد من الأبحاث على 80 جثة لأهل المدينة، أنه لا تظهر على الجثث أيّ علامة للتأهّب لحماية نفسها أو حتى الفرار أو أيّ ردة فعل، وهو ما يرجح أن أصحابها ماتوا بسرعة شديدة دون أيّ فرصة للتصرّف، إذ حدث كلّ ذلك في ظرف ثوان معدودة.
74 للميلاد انفجر بركان فسيوفيوس، فدفن مدينة بومبيي بأكملها
ويفسّر باولوا بيثرون، الخبير في الآثار الرومانية، ما حدث لمدينة بومبيي بأن أهل المدينة أحيطوا بموجة حارة من الرماد الملتهب تصل درجة حرارتها إلى 500 درجة وبصورة سريعة جداً، وهو ما أدّى إلى موت سكانها بشكل سريع، ليبقوا متحجرين في الأوضاع نفسها التي كانوا عليها عند انفجار البركان.
ويضيف بيثرون أن سرعة الانفجار جعلت الجثث تظهر على أشكالها وقد تحجرت الأجساد كما هي، فظهر بعضها نائماً وآخر جالساً بكل الأوضاع، موضحا أن الغبار البركاني حلّ محل الخلايا الحية الرطبة مما أدى إلى ظهورها في شكل جثث إسمنتية في نفس الهيئة والشكل والحالة.
من جهته، يوضح عالم البراكين، البروفيسور جو سيفي، أنه عندما انفجر بركان فسيوفيوس ارتفع الرماد إلى تسعة أميال في السماء، وخرجت منه كمية كبيرة من الحمم، لافتاً إلى أن كمية الطاقة الناجمة عن انفجار البركان تفوق أكبر قنبلة نووية ثم تساقط الرماد عليهم كالمطر، وهو ما أدّى إلى دفن المدينة إلى ما تحت 75 قدماً.
ويوضح سيفي أن ذلك البركان انفجر مرة أخرى عام 1944، وحصد خلاله أرواح تسعة عشر ألف نسمة، غير أن قوة انفجار البركان عام 74 للميلاد كانت أضعاف الانفجار الثاني، واستمرّ حوالي 19 ساعة، حتى هلكت المدينة بكاملها ودفنت تحت الرماد، فطمرت معها أسرار حضارتها وعمرانها وعادات مجتمعها، فأطلقت التأويلات اللاهوتية والأسطورية أجنحتها في ذمّ ممارسات أهل المدينة..



 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن