بعد 50 عاما... شركة ألمانية تعتذر لضحايا عقار كونترغان

Ghadi news

Monday, September 3, 2012

"غدي نيوز"

قال المدير التنفيذي في الشركة الألمانية "غرونتنهال" التي كانت تنتج عقار "كونترغان أو تاليدوميد" قبل 50 عاما، في خطاب ألقاه إن شركته "تشعر بالأسف فعلا" لصمتها الطويل إزاء ضحايا العقار الذي كان يباع للنساء الحوامل بهدف وضع حد للشعور بالغثيان الصباحي، في الخمسينيات ومطلع الستينيات من القرن الماضي. وأضاف "نتمنى منكم أن تعتبروا صمتنا دليلا على الصدمة".
ويحتفظ عقار تاليدوميد بذكرى سيئة جدا، فقد كان يوصف للنساء الحوامل في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بغية وضع حد للشعور بالغثيان الصباحي، قبل أن يتصدر الصفحات الأولى بآثاره المأساوية على الأجنة.
وجرى تقديم هذا العقار بداية على انه "مسكن رائع" خال تماما من الآثار الجانبية، وبدأت شركة "غرونتنهال" تسويقه ابتداء من العام 1956 في نحو أربعين بلدا. وجرى تسويق هذا العقار تحت أسماء عدة منها "سوفتينون"، و"تاليمول"، لكنه معروف في ألمانيا على نطاق واسع بـ "كونترغان".
وبعدما اكتشفت الآثار الخطيرة لهذا العقار على نمو الأطفال اثر الارتفاع الكبير في عدد الأطفال ذوي التشوهات مثل الأطراف المبتورة، سحب تاليدوميد من الأسواق نهاية العام 1961 في ألمانيا وبريطانيا، لكن استخدامه استمر لوقت أطول في بلدان أخرى. ويقدر عدد ضحايا هذا الدواء بين 10 آلاف و 20 ألف شخص، ولدوا مع تشوهات خلقية وأعضاء ناقصة.
من جهة أخرى، قال فريدي استبوري كبير مستشاري جمعية "تاليدوميد آيجنسي" في بريطانيا إنه ينبغي على الشركة الألمانية "أن تقرن أقوالها باستثمار مالي"، وليس الاكتفاء بتقديم الاعتذارات. واعتبر محامو الضحايا أن هذا الاعتذار "ليس كافيا، وجاء متأخرا".
يذكر أن آخر قضية بت فيها القضاء في شهر تموز (يوليو) الماضي، حيث أصدرت محكمة استرالية حكما لصالح امرأة استرالية ولدت بدون ذراعين وساقين قبل خمسين عاما بعد تناول والدتها عقار تاليدوميد أثناء الحمل، في تسوية قضائية تبلغ عدة ملايين من الدولارات.
ويتهم بيتر جوردون محامي الضحية الشركة الألمانية بأنها لم تقم "مطلقا بإجراء اختبار للدواء على إناث الحيوانات الحوامل أو على السيدات الحوامل ومع ذلك أكدت للأطباء بأن الدواء آمن تماما".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن