"غدي نيوز"

السفير الفرنسية في الاردن كارولين دوما خلال لقائها رئيس واعضاء مركز ميشع للدراسات في مادبا مساء اليوم الثلاثاء، لبحث اعادة مسلة ميشع الى الاردن، تفهم الحكومة الفرنسية للأهمية التاريخية لمسلة ميشع والتي تعبر عن الارث الحضاري للاردن.
وقالت ردا على المطالبة باعادة المسلة، ان الاردن وفرنسا بلدان اصحاب سيادة وتم التوقيع على اتفاقيات دولية ولا يمكن حل هذه المسألة الا في اطار هذه الاتفاقيات مؤكدة ترحيب الحكومة الفرنسية بفتح قنوات حوار بين المركز وادارة متحف اللوفر حول المسلة.

وكان مركز ميشع للدراسات والابحاث قد اطلق حملة وطنية العام الماضي 2014 لاستعادة مسلة ميشع من متحف اللوفر في باريس الى موطنها الاصلي في الاردن والتي نقلت من موطنها الاصلي في لواء ذيبان عام 1868 .

وعبرت السفيرة الفرنسية عن عمق العلاقات الاردنية الفرنسية على كل الصعد وان وجود مسلة ميشع في متحف اللوفر مثال على هذه العلاقات المتميزة بين الشعبين الصديقين مؤكدة انه سيتم نقل هذه المطالب الشعبية باستعادة المسلة للحكومة الفرنسية مشيرة امكانية استضافة باحثين اردنيين لاستكمال البحوث حول تاريخ المسلة اضافة الى دعوة رئيس المركز لزيارة متحف اللوفر والتباحث حول مطلب اعادتها الى الاردن
واضافت انه في اطار العلاقات المتميزة بين الشعبين تم تقديم نسختين من المسلة الى الاردن مشيرة الى ان باحث فرنسي عثر على المسلة في العام 1869 في ذيبان وكانت محطمة وتم اعادة ترميمها ووضعها في متحف اللوفر في باريس لتتاح لكل زوار المتحف من جميع انحاء العالم والتي تشير الى الارث التاريخي للاردن.

من جهته اكد رئيس مركز ميشع للدراسات والابحاث الدكتور ضيف الله حديثات حرص المركز على العلاقات المتميزة بين الشعبين الاردني والفرنسي وان المطالبة باعادة مسلة ميشع الى الاردن هو مطلب شعبي وحق شرعي للاردن كونه تم نقلها الى متحف اللوفر ابان حكم الدولة العثمانية.

واضاف ان مسلة ميشع تمثل جانبا هاما من الهوية الاردنية التي تربط الاردن الحديث بجذوره التاريخية وتشكل استعادتها من متحف اللوفر قيمة معنوية واعترافا بحقنا الوطني باستعادة ما نهب منها.

وابدى استعداد المركز للحوار مع الاصدقاء في فرنسا في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين مع الحفاظ على حق الاردن باستعادة المسلة الى موطنها الاصلي في الاردن معبرا عن شكره للحكومة الفرنسية باحتفاظها طيلة هذه المدة بمسلة ميشع في متحف اللوفر في باريس.
وعبّر اعضاء المركز عن حرصهم على العلاقات التاريخية بين الشعبين الصديقين مؤكدين ان المطالبة باستعادة المسلة اصبحت قضية رأي عام ومطلب شعبي اردني آملين باتخاذ الجانب الفرنسي خطوات ايجابية بهذا الاتجاه.

يذكر ان مسلة ميشع مسلة تاريخية كتبها الملك ميشع ملك المملكة المؤابية والتي ظهرت في وسط وجنوب الاردن في القرن التاسع قبل الميلاد وتعتبر من اقدم المسلات التاريخية في بلاد الشام حيث خلد الملك ميشع فيها انتصاراته على اليهود في عام 850 قبل الميلاد.

واكتشفت المسلة في ذيبان عاصمة المؤابيين عام 1868 ابان الحكم العثماني للمنطقة ونقلت عبر البحر من حيفا لتستقر في متحف اللوفر في باريس حيث تؤرخ المسلة للاردن في العصور القديمة كما تعد شاهدا قويا على الزعامة والشهامة والبطولات الاردنية عبر العصور.

وتتكون المسلة من 34 سطرا منقوشة على الحجر البازلتي الاسود وكانت تعرف في القرن التاسع عشر بالحجر المؤابي حيث تبلغ ابعاد المسلة 124 سم ارتفاعا و 71 سم عرضا وهي مقوسة من الاعلى.