مؤتمر تغير المناخ وأثره على النزاعات دعا الى وضع خارطة طريق للمشاكل البيئية في المنطقة

Ghadi news

Friday, August 7, 2015

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"


نظم حزب الخضر اللبناني بالتعاون مع شراكة الشرق الاوسط وشمال افريقيا للوقاية من النزاعات المسلحة، المؤتمر الاول حول تغير المناخ وأثره على النزاعات في المنطقة، في فندق "كوسموبوليتان" - بيروت، بمشاركة ممثلين عن دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا الى جانب لبنان الدولة المضيفة، البحرين، تونس، السعودية، سوريا، السودان، العراق، عمان، الكويت، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن، ايران، تركيا، سلوفاكيا، هولندا والمملكة المتحدة. وحضره ممثلون لاحزاب وجمعيات وناشطون بيئيون ومن المجتمع المدني.

وألقت رئيسة حزب الخضر اللبناني ندى زعرور كلمة أشارت فيها الى أن "المتغيرات المناخية الناجمة عن الانشطة البشرية والكوارث الطبيعية اصبحت من أولى اهتمامات المجتمع الدولي، ما يؤكد أن التدهور البيئي الخطير سوف يهدد الامن والسلام الاقليمي والدولي"، لافتة الى أن "الموارد الطبيعية تتأثر بالمتغيرات المناخية مما ينعكس سلبا على حياة البشر ويؤدي الى الهجرة والنزاعات للحصول على تلك الموارد مثل الطاقة والمياة لما لهما من تاثير على المستوى المعيشي والنمو السكاني".

وأوضحت ان "الكمية الكبيرة من مخزون الطاقة توجد في مناطق متأثرة بالتغيرات المناخية، وان منطقة الشرق الاوسط غنية بمصادر الطاقة وتمتلك مخزونا كبيرا من النفط والغاز يقارب نصف احتياطي العالم، مما يعزز التنافس حول امتلاك تلك الثروة، والمخاطر تكمن في الصراع الدولي للسيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة الى جانب غياب حسن الادارة البيئية وعدم ملاءمتها".

وقالت: "ان الصراعات التي تشهدها منطقتنا العربية من حروب هدفها غير المعلن اقتصادي يستهدف السيطره على مصادر النفط، والصراع على الموارد المائية لا يقل اهمية عن الصراع على مصادر الطاقة. ولبنان متأثر كغيرة من دول العالم بالتغير المناخي، اضافة الى أن الحروب التي شهدتها البلاد ساهمت في تقليص ثرواته الطبيعية وكذلك غياب خطط استراتيجية طويلة الامد وفاعلة للحفاظ على تلك الثروة. أضف الى ذلك تفاقم نسب الفقر بين مواطنيه واستقباله عددا كبيرا من النازحين على ارضه. كل ذلك تسبب باستنفاد موارده الطبيعة وتدهور بيئته".

أضافت: "الصراع في لبنان هو بين المعتدين على ثروتة الطبيعية والمدافعين عنها والساعين للحفاظ عليها، وحزب الخضر اللبناني الذي اختار من بين شعارتها (قبل ان تصبح الخغرافيا تاريخ) يكافح من اجل الحفاظ على ثروة لبنان الطبيعية مع سعيه الدائم الى وضع استراتيجيات للحد من التلوث والتخفيف من الانشطة الملوثة التي تساهم في تغير المناخ، كذلك السعي الى تشجيع اعمال تؤمن فرص عمل خضراء للتخفيف من نسب الفقر المتزايدة والتي تشكل واحدة من اسباب تغير المناخ وتتسبب في النزاعات الحالية".

 

ابي علام


من جهته، قال منسق شراكة الشرق الاوسط وشمال افريقيا للوقاية من النزاعات المسلحة فادي ابي علام: "نحن من يساهم في تسعير التغير المناخي باستهدافنا العشوائي للموارد الطبيعية وتقلص المساحات الخضراء. فما هي سبل المواجهة في وقت نشهد فيه مزيدا من اللاستقرار ومن الضعف والانحلال في بنى معظم الدول وانظمتها في هذه المنطقة لتصبح اولوية المواجهة لديها بقاءها واستقرارها وليس مواجهة التحديات التي قد تنجم عن تغير المناخ".

وأوضح أن "التعاون بين حزب الخضر اللبناني وشراكة الشرق الاوسط وشمال افريقيا للوقاية من النزاعات المسلحة سيستتبع بالمزيد من الخطوات العملية الاخرى، ولا سيما على صعيد صوغ السياسات الوطنية وحتى الاقليمية منها لمواجهة هذا التحدي المقبل الذي يمكن ان يكون بمثابة داعش من الطبيعة، لا بد من مواجهته اليوم قبل ان تصبح المواجهة اللاحقة اصعب ان لم تصبح مستحيلة".

 

هاجوتشوفا


بدورها، قالت الباحثة السلوفانية كاترينا هاجوتشوفا: "ان التغير المناخي واثره ادخل حقائق جديدة على مفاهيم الاستقرار والامان والتعنيف الى اعلى مستوى من المخاطر الامنية التي تهدد المنطقة. وان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا هي من اكثر المناطق عرضة لآثار التغير المناخي. العلاقة بين آثار تغير المناخ والمخاوف الامنية، تكون عبر سلسلة من الردود والتفاعلات والتي يمكن الحد منها عن طريق ادارة المخاطر وتطبيق حلول مبتكرة ومرنة ومتطورة، فالتوقعات ان الطلب على المياه في الشرق الاوسط سيزداد خمسة اضعاف في العام 2050 ويتجاوز العرض بنسبة 50%، البلدان ولا سيما التي تعاني من سوء الادارة تزداد فيها ندرة المياه وتعاني من ضغوطات ملحة للتغيير مما بدأ يخلق توترات ادت الى عدم الاستقرار والعنف".

وأكدت أن "المجتمع الدولي أدرك ان التغير المناخي ليس فقط خطرا على البيئة بل ايضا على الامن العالمي والازدهار الاقتصادي".

 

نقاش


بعد ذلك، دار نقاش بين الحاضرين اداره عضو المكتب السياسي لحزب الخضر اللبناني الدكتور نزار دندش، تطرق الى الازمة السورية وتأثيرها على البيئة في لبنان، وموضوع النفايات وتأثيرها على الصحة والسياحة والبيئة وعلى تغير المناخ في حال عدم معالجتها ضمن شروط بيئية وعلمية سليمة.

كما تناول النقاش التحديات المستقبلية لتغير المناخ على الزراعة والطاقة والمياه وعلى المناطق الساحلية.

وخلص المؤتمر الى الدعوة لعقد مؤتمرات اخرى بالمستقبل القريب، مؤكدا "أهمية مؤتمر COP21 لتغير المناخ والمشاركة فيه، وضرورة وضع خارطة طريق للمشاكل البيئية في المنطقة، الدعوة الى انشاء احزاب خضر في البلدان التي لا توجد فيها نظرا الى أهميتها".

وتخلل المؤتمر توزيع دراسة من اعداد حزب الخضر اللبناني حول مشاكل البيئة في لبنان والحلول المقترحه لها.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن