تدشين النصب التذكاري للاديب فؤاد سليمان في فيع الكورة

Ghadi news

Monday, October 5, 2015

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"

دشنت بلدية فيع ولجنة تكريم فؤاد سليمان نصب تذكاري للاديب فؤاد سليمان في حضور وزير الاعلام رمزي جريج، وزير الثقافة روني عريجي، نبيل موسى ممثلا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، النائبين فادي كرم ونقولا غصن، الوزراء السابقين فايز غصن، فادي عبود والياس سابا، النائبين السابقين سليم سعادة ومحمود طبو، راعي ابرشية طرابلس وسائر الشمال للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، متروبوليت طرابلس والكورة للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس ممثلا بالاب جورج داود، قائمقام الكورة كاترين كفوري، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، نقيب اطباء الشمال الدكتور ايلي حبيب، رئيس بلدية فيع يعقوب عبود، رئيس بلدية اميون غسان كرم، نائب رئيس جامعة البلمند الدكتور ميشال النجار، السيدة ماري فريد حبيب، وعدد من الفاعليات الدينية والامنية والعسكرية والفنية والاعلامية وشخصيات كورانية واهل البلدة.

بعد النشيد الوطني وكلمة تقديم للاعلامية داليا داغر، القى وزير الاعلام رمزي جريج كلمة بالمناسبة قال فيها:أيها المحتفلون الاوفياء، كنت طالبا في صف البكالوريا عندما اكتشفت فؤاد سليمان، شاعرا طليعيا وكاتبا كبيرا، يتربع بتواضع أبناء الكورة، على عرشٍ ادبي صنع من خشب الزيتون، تقودك اليه دروب قرية على كتف سهلٍ، يضيئها القمر وتحتضنها النجوم.

لم أكن لأحسب وقتذاك أن القدر سيتيح لي بعد أكثر من نصف قرنٍ فرصة السير على تلك الدروب، لأزيح الستار في بلدة "فيع "العزيزة عن نصب تذكاري رفع في إحدى ساحاتها تكريما لفؤاد سليمان وتخليدا لذكراه. ولا أخفي عليكم مدى تأثري، في هذه المناسبة، التي تعيد إلى ذاكرتي أيام الصبا حين كنا نشتم رائحة العطر فواحا في أدب فؤاد سليمان مقارنة بهذه الأيام البائسة، التي نشتم فيها سموم النفايات ورائحة الفساد المنتشر في دهاليز السياسة وأقبية بعض السياسيين. ومثل العطر الذي لا يسجن في قارورة طيب، هكذا شعر فؤاد سليمان، الذي بتحرره من القوالب القديمة، مهد لنهضة شعرية حمل لواءها شعراء الحداثة الياس أبو شبكه، الأقرب إليه، وسعيد عقل وبدر شاكر السياب ومحمد الماغوط ونزار قباني وأدونيس وغيرهم".


اضاف:"كثرت في نفسه الهواجس الكبار، وغرته الابواب المغلقة، فراح يعصف بالحرف في جنونٍ بهي، وقد أصيب بشره تجديدي قلما أصيب بنعمته سواه"،وغنى فؤاد سليمان في قصائده الحب والجمال، كما لم ينشدهما أحد قبله، إذ قال والكلمة يغص بها صوته
أما نثره، الذي يذكر بأمين نخله في المفكرة الريفية، فإن فيه ارتباطا وثيقا بين الضيعة، بدروبها وتراثها، وبين الفضاء الأوسع بقمره ونجومه، بحيث تشعر وأنت تقرأه، أنه استملك الكواكب كلها لتسلك هي أيضا دربا تمتد من حقول الزيتون إلى منازل القرية وتفتح لك أبواب السماء".

وتابع:"إضافة إلى ذلك، كان فؤاد سليمان، صحافيا ألمعيا، تصدرت مقالاته الصفحة الأولى من جريدة النهار. ولكم كانت هذه المقالات بعيدة، في أسلوبها ومضمونها، عما نقرأه في كثيرٍ من صحف اليوم، من كتاباتٍ مبتذلة، تهدم ولا تبني، تفرق ولا تجمع، في حين أننا نحتاج في هذا الزمن الرديء إلى فكر نير كفكر فؤاد سليمان وميشال ابو جوده، الذي حل محله في "حقيبة النهار"، وغسان التويني، باعث النهضة الصحافية في لبنان.

وإن أنس لا أنس من فؤاد سليمان، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الاميركية، الذي تتلمذ عليه نخبة من أهل الفكر والثقافة، من أمثال بهيج طباره ومنح الصلح وجبران مسعود وسواهم. ومن أجدر من صديقي الوزير السابق بهيج طباره للإدلاء بشهادته في أستاذه فؤاد سليمان إذ يقول:
" كانت له تلك القدرة النادرة، التي لا تتوافر إلا في القلة من المعلمين، على تحريك المواهب الدفينة في نفوس طلابه ودفعهم إلى تجاوز الذات والارتقاء بهم الى أعلى درجات العطاء. كان له القدرة أن ينتزع منك - وأنت في مجلسه - أفضل وأسمى ما لديك من طاقات."

ولفت جريج الى "ان فؤاد سليمان، في تفوقه في الصنعتين: الشعر والنثر، وفي ممارسته الرسولية للصحافة والتعليم، كان مثالا" للأديب المفكر، الملتزم كل قضايا الانسان. فلا عجب أن يكون أثره باقيا" في نفوس قرائه وطلابه، وأن تبادر بلدته فيع إلى تخليد ذكراه برفع نصب تذكاري له في إحدى ساحاتها".

وختم:" يا أبناء فيع الأعزاء، شكرا" لكم لأنكم لم تنسوا تموز، وألف شكرٍ لفؤاد سليمان، الذي جمعنا في مناسبة، تخلد ذكرى عبقري من لبنان".

عريجي

ثم القى الوزير عريجي كلمة قال فيها: "جئنا الى فيع. في الذاكرة ضيعة الهناء وقراميد الدوري، والقناديل الحمر وخوابي الزيت، جئنا نحج الى مزارات أدب فؤاد سليمان وحروفه النارية، وفي البال بيادر الغلال والجرس العتيق وحكايات الدروب، ونفيء الى السنديانة الدهرية، حارسة "درب القمر" ...

نلتقي اليوم في فيع، نسلم على فؤاد سليمان مع وردة وفاءٍ في إنحناءة تقديرٍ وإكبار للمعة أدبٍ لبناني، أثرى حياتنا الثقافية، وأضفى على مكتبتنا جمالاتٍ وإرثا تجديديا متوهج الحضور ،لفتة وفاءٍ أن يرصع أسمه وخطوط وجهه ساحة فيع، وهو المستوطن في ذاكرتنا الوطنية والأدبية...قرأنا طويلا فؤاد سليمان في "درب القمر"، وأغاني تموز وسواها.

زاويته اليومية "صباح الخير" في صحيفة النهار 1949-1951 بتوقيع "تموز"، المنشورة في "تموزيات" و"القناديل الحمراء"، كانت بسمة الصبح ولسعة السوط في آن ....
وإذا كان "دم القلب خمرة الأقلام" ، في فهم الياس أبو شبكة، فأدب فؤاد سليمان يستله من وجع الناس ورهافة الحس وسخطه على الحاكم،ولو قيد لفؤاد سليمان ان يشهد ما في شرقنا اليوم، في غمرة هذا التداعي الانساني-السياسي، واغتيال الانسان والقيم ومعالم الحضارة، لكان استل من جراح هذا الشرق الف تموزية ويزيد ،كتب في السياسة والإجتماعيات والأدب وفي نصوصه أنفة ونبرة صدق صافعة وجدد أسلوبا وطرحا ، إنه أدب الحنين والغصص عن مشهدية ريفٍ، بهي البساطة وجمال النقاء، كان بدأ رحلة الزوال!!!
في تقديم لكتاب "درب القمر" كتب ميخائيل نعيمة "فؤاد سليمان صادق فيما يحب ويكره" وفي صفحاته، الكثير من التحدي الصارخ للموت..." وقرأنا في "تموزياته"، سنديانة الجبل تقول للعاصفة: "جباه السنديان في بلاد الجبل لا تنحني في العواصف. في الغابة عندنا، معركة الموت والحياة بين السنديانة والعاصفة ولن تحني عاصفة جبهتي!" وكأنه إستقر الزمن الحاضر".


ولفت عريجي الى "ان فؤاد سليمان كان مهجوسا بأوجاع شعبه، والظلم والقهر كتب تموزا:"عندما أمشي في طريقي الى هموم الحياة، أجر رجلي على إسفلت المدينة المحموم، وراء القرش والرغيف... ماذا نقول لأولادنا وأحفادنا عن لبنان، إذا سئلنا: ماذا فعلنا له وبه...!؟ مزرعة ...!؟ جعلناه غابة"...! وينهي: "ما زلنا نؤمن، في هذا البلد، بأعجوبة الكلمة التي يمكنها أن تقيم حقا...ترى متى أيها الناس ترون حقيقة كبر الله فتصغر أحقادكم؟!..."

واعتبر عريجي "أن شعبنا اليوم ضحية المماحكات والكمائن السياسية العقيمة.. ولبنان يستغيث، بين تأنيب كبار الماضي وانجازاتهم واسئلة جيل الزمن الآتي.ويبقى "درب القمر" قصيدة عطر أدب فؤاد سليمان، صاغها من ألوان قوس قزح روحه، بصفاء الحس ورعشة الحنين، وتلك الشاعرية الرهيفة!

سلاما وحبا فؤاد سليمان، قلم الشاعرية الرهيفة، وأدب النبض والوتر المشدود، نموذجا لأدب حي يفاخر به لبنان، أغنى نصنا الأدبي اللبناني وأثرى اللغة والآداب العربية،شكرا لبلدية فيع واللجنة التكريمية، ولعائلة سليمان المؤتمنة على ارث القلم الكبير.هنيئا لساحة بلدة فيع، وجها مضيئا وإسما شررا".

بلدية فيع

كما كانت كلمة لرئيس بلدية فيع قال فيها: فؤاد سليمان الذي شحذ حروفه بعنفوان النهضة التي امن بها وقودا للصراع وتنشق من جذور سنديانات عتيقة رائحة الكرامة.

واضاف : ومن فيع عرف فؤاد سليمان مفاهيم الحق والخير والجمال ، صعب اختصار فؤاد سليمان بكلمات قليلة انها اضاءة سريعة جدا وموضوعية اكراما له ولحماسته الكبيرة لنصرة قضية امن بها انها تساوي وجوده وهو القائل يوم انتمي الى صفوق النهضة، اليومولد في إله وماتت آلهة".

وتابع: لا تزال كلمات فؤاد سليمان عائشة معنا ونقرا"ها اليوم وسط ما يجري في لبنان".

وختم: "هكذا انت يا فؤاد باق في قلوبنا نبضا من ذهب".

والقى الممثل جهاد الاندري مقاطع شعرية لفؤاد سليمان واقيم حفل كوكتيل للمناسبة.
اشارة الى ان النصب التذكاري للاديب والشاعر فؤاد سليمان صممته المهندسة المعمارية رينا قرداحي.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن