مشروع للصرف الصحي صديق للبيئة في بلدة رمحالا

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, September 12, 2012

مشروع للصرف الصحي صديق للبيئة في بلدة رمحالا
... محطة تكرير... تعتمد الحصى والرمل وزراعة القصب

"غدي نيوز" – صفا ليُّون حجَّار

تُعدُّ بلدة رمحالا - قضاء عاليه واحد من أكبر قُرى المنطقة مساحة، فحدودها متصلة بقرى وبلدات: عيناب، كفرمتّى، مجدْليّا، سلفايا وصولاً إلى قبرشمون التي تعتبر حيّاً من أحياء رمحالا وامتداداً لها، وبينما شهدتْ قبرشمون تطوّراً عمرانياً كبيراً، على مختلف الأصعدة، وصارت تحوي على مرافق حياتية أساسية كثيرة ، بقيت "رمحالا" البلدة تواكب بخجل وببطء الحركة العمرانية، نظراً للأضرار الفادحة التي حلّتْ بها أثناء أحداِث لبنان، حيثُ هدمت معظم منازلها ومرافقها الحيوية وخاصة في الفترة ما بين عامي ١٩٨٢- و ١٩٨٣.
وبقيتْ البلدة على هذه الحال حتّى عام ٢٠٠٣، حيث بدأ الأهالي بالعودة الخجولة إلى بلدتهم، ومعها بدأوا ببناء ما تهدم، وإصلاح ما يمكن إصلاحه وإنشاء واستحداث مشاريع حيوية جديدة لإعادة إحياء البلدة. ومن أهم تلك المشاريع، مشروع شبكة الصرف الصحي ومحطة التكرير بواسطة القصب والحصى، الذي يُعتبر بفرادته وأهميته الأول من نوعه في لبنان.
في هذا الاطار التقي "غدي نيوز"، رئيس بلدية رمحالا ميشال سعد، حيث أطلعنا على تفاصيل هذا المشروع المميز، وكانت بداية الحديث حول فكرة المشروع.
وقال سعد: "منذ العودة، بدأنا بالتركيز على البنى التحتية التي تشمل الطرقات والأسوار وشبكات المياه والكهرباء والهاتف، ومؤخراً شبكة الإنترنت، وقد ساهم صندوق المهجرين في إنشاء شبكة المياه، بينما ساهمت وزارة الأشغال العامة في تأهيل الطرقات، واهتمّت البلدية بشقّ وتوسيع الطرق الداخلية، كما انتهت مؤخراً من دراسة لمشروع رمحالا - قبرشمون للصرف الصحي بتمويل من "مجلس الإنماء والإعمار"، ومن خلال الهيئات المانحة ومنها البنك الإلماني، وسوف يتمّ إنشاء شبكة متكاملة، إضافة إلى خطوط ضخّ لجهة مدينة خلدة".
وأضاف: "بينما كانت لرمحالا حاجة ضرورية وأساسية لحفر بئرٍ إرتوازية في البلدة، تقدمت في هذا الوقت السفارة الإيطالية من إثنتي عشر قرية لبنانية، لتمويل وتنفيذ إثني عشر مشروعاً حيوياً لكل قرية، ومنها رمحالا، في إطار دعم عودة المهّجرين لقراهم. فاستُبدِلَ مشروع البئر الإرتوازية بمشروع نموذجي آخر يقضي بمعالجة الصرف الصحي طبيعياً، وهي طريقة لا تدخل فيها الآلة ولا التقنية، ولا تحتاج لأي نوع من الطاقة ولا الصيانة، وقد نُفذّتْ هذه الفكرة في إيطاليا وأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية لأن كلفتها زهيدة. وقد وافق الإيطاليون على فكرة المشروع وأمّنوا التمويل واشرف على التنفيذ راشد سركيس مع عدد من المسؤولين الإيطاليين.
وعن ولادة المشروع وآلية عمله، قال سعد: "تولّتْ البلدية شراء قطعة الأرض مساحتها ٢٠٠٠ م2، واستخدم منها لصالح المشروع ١٢٠٠م2 وبقي ٨٠٠ م2، ستكون جاهزة في حال الحاجة لتوسيع المحطة. وتولّى الإيطاليون تنفيذ الخطوط الأساسية التي بلغ طولها١٥٠٠م، إشرافاً وتمويلاً، بينما ساهمت البلدية بمدّ الخطوط الفرعية بالتعاون مع الأهالي، حيث ساهم كل منزل في البلدة بمبلغ ٥٠٠ دولار أميركي، وأهّلت المناطق المحيطة لجهة تسوية الأرض وحفرها بعمق حوالي المتر، ووضع طبقة سميكة من البلاستيك، كي تمنع تسرّب المياه المبتذلة إلى الطبقات الجوفية، ثمّ تغطيتها بطبقة من الحصى والرمل، وزرع القصب فيها".
وتابع سعد: "تصل هذه المياه إلى أول نقطة تجميع والتي هي عبارة عن بركة كبيرة، وحين ترْكُدُ، تعبر بين الحصى الذي يحتضن القصب المغروس فيه، والذي يمدّ جذوره الكثيفة، ليشكل مساحة حركة أساسية  للبكتيريا، والتي تأكل جميع الرواسب والجزيئات غير المتفككة الناتجة عن مرور المياه، وتعرضها للأكسدة بفعل النمط الخاص بالقصب، وبهذه الطريقة تنتهي مفاعيل المواد المؤذية، وتنتهي معها الرائحة المنبعثة وتخرج المياه من الجهة المقابلة ذات لونٍ متعكّر بعض الشيء، لكن بدون رائحة ولا أية مفاعيل ضارة وصالحة لري المزروعات."
وأنهى رئيس بلدية رمحالا الحديث بالقول: "إن مثل هذا المشروع قابل للتطبيق في المناطق والقرى البعيدة، الصغيرة والمتوسطة، والتي تتميز بأراضي زهيدة الثمن، فمعدل الخدمة لكل شخص  يتطلب مساحة تتراوح بين ٣ أو ٤ أمتار مربعة، وإذا كان عدد السكان على سبيل المثال ١٠٠٠ أو أكثر، فسيكون هناك حاجة لمساحة أرض تتعدّى ٣٠٠٠ م2، وبالتالي ستكلف مبلغاً كبيراً من المال، لهذا يمكن اعتماد مثل هذا الحل عبر استحداث عدة محطات صغيرة تؤدي خدماتها بشكل لا مركزي، وتوفر على كل بلدة وماليتها أرقاماً كبيرة. وهذا الأمر ، شكّل حافزاً لبلدة القبيّات والأرز - شمالي لبنان، للإطلاع على تفاصيل المشروع والتحضير لمثله في القريب العاجل.
وبالعودة إلى رمحالا، فإنها أصبحت تتميز بمياه جوفية محمية تماماً من أية تسربات مؤذية بفضل هذا المشروع، وصار أهلها يفاخرون بالإنجاز الكبير الذي تحقق في معالجة الصرف الصحي، والذي لم تتعدّى كلفته ، ١٦٠٠٠٠ ألف دولار وبكلفة صيانة (صفر) بحسب قول سعد الذي وصف المشروع  بأنه  "مشروع  صديق للبيئة بامتياز وداعم للزراعة"، مبدياً سعادته لنجاحه، خاصة أنه "يخفف الكثير من الأضرار على البيئة".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن