هل تؤمن بسانتا كلوز؟ القصة الحقيقية للقديس نيكولاس

Ghadi news

Wednesday, December 9, 2015

fiogf49gjkf0d

''غدي نيوز''

حسناً إنه زمن المجيء و هذا يعني أن الوقت قد حان للقصة! فلنجلس و نستعرضها.
هل أصبح الله خالق كل الخلق إنساناً؟ في الواقع هو لم يصبح إنساناً فقط، بل أصبح طفلاً رضيعاً محتاجاً حساساً و مستضعفاً. و ليس هذا فقط بل ولد في عائلة فقيرة . و كما لو أن ذلك لم يكن كافياً، فهو لم يحصل يوماً على منزل أو سرير؟ هل يبدو هذا مبالغ فيه و لا يمكننا تصديقه؟ هل يبدو شيئاً مستحيلاً و مثيراً للسخرية؟ هل تشعر بصعوبة أن تؤمن في هذه “الشخصية”؟ كثر من يشعرون بهذا.
بالنسبة لبعض الناس فإن الحقائق العميقة التي تحيط بولادة يسوع كبيرة جداً على الفهم. و لذلك بدلاً من التأمل فيها بالصلاة فإنهم يقللون من قصة ولادة المسيح ليصفونها بمجرد قصة. إن هذا مؤلم لكنه حقيقة.
فلنلقي نظرة على قصة أخرى … حقيقة تاريخية أخرى … قد تعرفها أو لا تعرفها.

اسمحوا لي أن أتحدث إليكم عن نيك.
من المثير للاهتمام أن الكثير من الناس بإمكانهم أن يؤمنوا في سانتا كلوز، لكنهم يرون قصة يسوع على أنها مجرد تلفيق. الكثير من الناس لا يدركون حتى أن قصة سانتا هي امتداد و مبالغة عن قصة قديس عظيم … نيكولاس.
ولد القدس نيكولاس فيما يعرف الآن بتركيا عام 280 و توفي في كانون الأول 343. عاش حياة صعبة بدءاً من اليتم في سن التاسعة. درس الفلسفة و العقيدة المسيحية (لا صناعة الألعاب) و كان يعتبر مثيراً للمتاعب من قبل الإمبراطور دقليانوس الذي أراده أن يوقف تبشيره بالمسيحية. لم يسجن مرة واحدة، بل اثنتين،بسبب التبشير، و في النهاية أعلن أسقفاً للكنيسة في أوائل القرن الرابع.
كان من المعروف عن نيكولاس كرمه. كما هو متعارف عليه، فقد كان يساعد جاره الفقير، دعمه و دفع لحفلات زفاف بناته (على الرغم من أنه أيضاً كان فقيراً). تسلل نيكولاس إلى منزل جاره ليلاً و وضع حفنة من العملات الذهبية من خلال النافذة المفتوحة لتتمكن الابنة البكر من تحمل نفقات الزواج. و كرر هذا العمل السخي مرتين. و من هنا أتت أسطورة سانتا لتصبح ما نعرفه اليوم – جوارب، مداخن، و بطن كبيرة، و كل هذه الأشياء الجيدة.
لكن القصة الحقيقية لحياة القديس نيكولاس قصة من المعاناة و البساطة و الكرم و التواضع. و قصة ولادة يسوع هي من هذا النوع من القصص. كلاهما لم يراهما أحد، لكن كلاهما حقيقي.
لقد غيرت القصتان حياتنا المعاصرة، لكن واحدة منهما فقط هي التي فتحت لنا باب الملكوت.
الخلاص< الهدايا
إن حقيقة ما فعله الله بتأنّسه، ليست مثيرة بما فيه الكفاية بالنسبة للبعض. كيف ذلك، لست متأكداً. لكن قصة عيد ميلاد يسوع تحوي كل الجمال و البطولة التي نسعى إليها. و مع ذلك فهي تحتاج إيمان و قلباً مفتوحاً لتقبلها.
بعض الناس تأسرهم النجوم في السماء أكثر من طفل المذود. فكثر يقرؤون مستقبلهم في نجوم السماء، بدلاً من السماء نفسها. لا تشعر بالراحة من الفكرة الشائعة عن يسوع “الإنسان الطيب” فتضيع حقيقة قصة المسيح.
إنه يسوع ربك و مخلصك.
هو الله و قد أتى إلى هنا لأجلك.
في حين أن القديس نيكولاس رجل مقدس فاضل و شجاع فلا يزال مجرد رجل. و على الرغم من أن سحر سانتا قد يدفئ قلب البخيل، فليس بإمكانه تحويل القلب إلى الله و إنقاذ الأرواح. كي لا نقع في الخطأ، لكلا القصتين نهاية سعيدة، واحدة تنتهي بهدايا تحت الشجرة و أخرى بنعمة الخلاص ممن علق على خشبة و قام من جديد. السؤال هو كيف و أين تريد لقصتك أن تنتهي؟
لقد عرف أجدادنا، أخوتنا و أخواتنا في الإيمان، قوة القصة الجيدة. كما أدركوا أهمية تمييز أي من القصص سينقلونها لأطفالهم و بأي طريقة. كما نرى في المزمور التالي:
“اِصْغَ يَا شَعْبِي إِلَى شَرِيعَتِي. أَمِيلُوا آذَانَكُمْ إِلَى كَلَامِ فَمِي. أَفْتَحُ بِمَثَلٍ فَمِي. أُذِيعُ أَلْغَازًا مُنْذُ ٱلْقِدَمِ. ٱلَّتِي سَمِعْنَاهَا وَعَرَفْنَاهَا وَآبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا. لَا نُخْفِي عَنْ بَنِيهِمْ إِلَى ٱلْجِيلِ ٱلْآخِرِ”. مزمور 78: 1-4.
لقد أخذوا على محل الجد الحاجة لتمرير حقائق الإيمان في قصصهم، لا أن تكون مجرد قصة للترفيه. و للقيام بذلك يجب اتباع تعاليم الله، لا القيام بذلك لكبت صوت الله عن جيل الشباب الذي يحتاجه.
يعرف المجتمع أن اليوم المميز قادم. الحقيقة واضحة. لما اكتسب هذا اليوم خصوصية و كيف يؤثر على الحياة الدنيوية و الأبدية … هذه هي بقية القصة.
يتم الاحتفال بعيد القديس نيكولاس في 6 كانون الأول، أيها القديس نيكولاس صلي لأجلنا!

روما / أليتيا (aleteia.org/ar) – 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن