"غدي نيوز"

يعمل خبراء الكهوف في "منظمة حماية الطبيعة" بولاية تينيسي الأميركية على بناء كهف اصطناعي للخفافيش (الوطاويط)، ليكون الأول من نوعه في توفير الحماية ضد مرض عدواني جديد يهدد بإبادة خفافيش أميركا الشمالية.
وتقول صحيفة "غارديان" البريطانية، في تقرير نشرته أخيرا، إن العمل على كهف الخفافيش، الذي بني على عمق أكثر من متر واحد من سطح تلة تبعد 70 ميلا إلى الشمال الغربي من مدينة ناشفيل، بدأ في أواخر آب (أغسطس) الماضي، ومن المقرر أن ينتهي الشهر الجاري.
ويبدو الكهف، بالنسبة لكل من يقترب من أبوابه الفولاذية المخصصة للبشر، أشبه بالقبر. ولكنه، بالنسبة لخفافيش أميركا الشمالية، يمكن أن يوفر فرصة للنجاة.
ويعتقد أن المرض المذكور، ويعرف باسم متلازمة الأنف الأبيض، قتل ما يصل الى 6,7 ملايين من خفافيش أميركا الشمالية، وذلك منذ أن تم اكتشافه للمرة الأولى في أحد كهوف نيويورك في عام 2006.
واجتاح المرض 19 ولاية أميركية وأربع مقاطعات كندية، متسببا بهلاك 90 بالمئة من خفافيش بعض الكهوف في شمال شرق الولايات المتحدة. ووصلت متلازمة الأنف الأبيض إلى كهفين في ولاية تينيسي تستخدمهما الخفافيش الرمادية، التي تعد من الفصائل المهددة بالانقراض.
وقال كوري هوليداي، أحد الخبراء الذين شاركوا في بناء كهف الخفافيش: "لقد خشينا أن نفقد فصيلتين من الخفافيش في غضون عام أو عامين".
وللانخفاض الجذري في عدد الخفافيش انعكاسات واسعة النطاق، إذ تتغذى هذه الكائنات على ما يعادل وزنها من البعوض والحشرات الأخرى يوميا. وحسب بعض التقديرات، فإنها توفر على الزراعة الأميركية ما يصل إلى 3,7 مليارات دولار سنويا.
ويهاجم المرض الخفافيش خلال موسم السبات، فيضع كمية من الزغب الأبيض على أنوفها، ويوقظها من سباتها، متسببا في حرقها لمخزونها من الدهون، بينما يقول الباحثون إن المرض يعود إلى نوع من فطريات التربة، جلبه رحالة إلى أميركا الشمالية من أوروبا. ولا يوجد، حتى الآن، أي علاج معروف له.
ومع ذلك، فقد خلص بعض دعاة حماية البيئة إلى أنهم إذا تمكنوا من بناء كهف للخفافيش يخلو من الفطريات المسببة لهذا المرض، وقاموا بتطهير المنطقة بشكل سنوي، فإن حماية الخفافيش يمكن أن تصبح أمرا ممكنا.