ما هي وسائل النقل الأكثر ضررًا على البيئة:

Ghadi news

Wednesday, January 20, 2016

ما هي وسائل النقل الأكثر ضررًا على البيئة:
السيارة .. الطائرة.. أم القطار؟

fiogf49gjkf0d


"غدي نيوز"

في ظل التقدم الحاصل على مدى عقود طويلة، طوّر الانسان نفسه ليتأقلم مع حاجات أساسية وثانوية، وأهمها تطوير وسائل النقل لتلبّي انشغالاته، ومن الدراجة الهوائية الى الاخرى النارية الى السيارات والقطارات والطائرات.. تكنولوجيا  تلمع عند ابتكارها ومهما اختلفت كلفتها عبر السنوات، كانت كلفتها البيئية هي الاكبر. بين هذه الوسيلة وتلك، جامع واحد، انبعاثات لغازات سامة كانت سبباً من أسباب الاحتباس الحراري واتساع رقعة ثقب الاوزون فضلاً عن ظاهرة النينيو وارتفاع نسبة الامراض التنفسية.


قطاع النقل يستأثر بـ30 % من استهلاك الطاقة


يستأثر قطاع النقل على الصعيد العالمي بحوالي 30% من إجمالي الاستهلاك التجاري للطاقة، حيث يستهلك النقل البري وحده 82%، غير أن هناك اختلافات واسعة بين البلدان وهذا مرده إلى الوضع الاقتصادي لتلك البلدان. وتعتبر الانبعاثات الناجمة عن المركبات المصدر الرئيسي لتلوث هواء المدن خاصة وأن أعداد المركبات في تزايد مستمر، وينتج من احتراق الوقود داخل محركات السيارات العديد من الملوثات ومن أهمها أول أكسيد الكربون، المركبات العضوية الطيارة هيدروكربونات، وأكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت والجسيمات العالقة بالإضافة إلى مركبات الرصاص السامة الناتجة من العادم عند استخدام وقود البنزين الذي يحتوي على نسبة من الرصاص وغيره من المعادن كمواد إضافية. ويتعرض كثير من السكان وخاصة في المدن إلى الضوضاء الناجمة عن حركة المرور بما يتجاوز 65 ديسيبل، وهو المستوى الذي إذا تجاوزته الضوضاء فإنه يسبب الإزعاج والضرر.


أين يكمن الضرر الأكبر.. السيارات ام الطائرات؟


في السياق، وفي حين لا يختلف اثنان على اضرار كافة وسائل النقل على البيئة، تتناقض الدراسات في ما بينها حول الوسيلة الاكثر تلويثاً للبيئة.
فقد وجدت بعض البحوث  إنه في جميع أنحاء العالم، تصبّ الطائرات التجارية ما يقدر بنحو 700 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويا، واستندت أخرى على تحليلات دقيقة وجدت ان معدلات غاز ثاني اوكسيد الكربون التي ينتجها سفر راكب واحد في الجو هي أقل بكثير من معدلات الكربون التي ينتجها نفس الراكب على الأرض، إذا ما قُطعت نفس المسافة.
والعامل الرئيسي الذي استندت اليه الابحاث، والذي يجعل السيارات تتفوق على الطائرات في انبعاثات الكربون هو، كما ذكرت دراسة حديثة وضعها مركز خدمات بحوث السيارات "بولك" في مدينة إسن الألمانية، أن عدد السيارات في أنحاء العالم بلغ عام 2010 حوالي مليار سيارة.
وأشارت الدراسة إلى أن الارتفاع الكبير في أعداد السيارات يعود إلى ازدياد الطلب عليها في دول آسيا وشرق أوروبا، وتوقعت الدراسة أن ترتفع الأعداد في عام 2016 إلى 1.124 مليار سيارة بزيادة نسبتها 20%، مما سيزيد من المخاطر التي تتعرض لها البيئة، على الرغم من المحاولات الجارية لخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون التي تبثها عوادم هذه السيارات.
في المقابل، تشير دراسة أعدها "معهد فوبرتال للبيئة والطقس والطاقة" الالماني، الى ان "الميزان البيئي" للطائرة يتفوق على السيارة سوءا رغم سمعة السيارة الباهتة بين أنصار البيئة "كأكبر ملوث للبيئة في العالم".
وتبدو السيارة "بريئة" تقريبا بالقياس الى الطائرة حينما يتعلق الأمر بوزن ثاني اوكسيد الكربون الذي تطلقه وسائط النقل المختلفة لكل شخص أثناء الموسم السياحي. فسيارة عائلية (4 أشخاص)، حسب الإحصائية التي نشرها المعهد، تطلق 150 غم من ثاني أوكسيد الكربون للشخص الواحد لكل كيلومتر بالمقارنة مع 207 غم من ثاني أوكسيد الكربون للشخص الواحد الكيلومتر تطلقها الطائرة أثناء الرحلات القصيرة والمتوسطة.
في حين اعتبرت الدراسة نفسها ان القطارات هي الوحيدة التي تسير على سكك "خضراء" بالمقارنة مع السيارات والطائرات لأنها تطلق ما مقداره 45 غم من ثاني أوكسيد الكربون/الشخص/ كيلومتر وتكون بذلك أكثر وسائط النقل بيئية وخصوصا حينما يتعلق الأمر بالرحلات الطويلة.
ولفت المعهد نفسه الى ان كل لتر من الكيروسين يجري حرقه من قبل الطائرات في الجو يعمل على تسخين الجو3-4 مرات اكثر مما يفعله على الأرض. والسبب هو ان الطائرات تطلق بخارها وجزيئاتها الضارة بالبيئة على ارتفاع 10 كيلومترات، أي في اكثر طبقات الجو حساسية حيث تتضاعف تأثيرات الكيروسين وغيره على الأثير. علاوة على ذلك تطلق الطائرات أوكسيد النتروجين في هذه الطبقات ويؤدي ذلك الى بناء المزيد من الاوزون.


أعداد ضحايا التلوث تفوق ضحايا تحطم الطائرات!


في الاطار، يقول الباحثون ان الملوثات السامة تقتل عشرة آلاف شخص على الأقل سنوياً والانسان أكثر عرضة للوفاة  بسبب التعرض للملوثات السامة المنبعثة من عوادم الطائرة  أكثر من وفاته في حادث تحطم طائرة!!!  في حين اشارت الارقام الاخيرة الى انه في السنوات الأخيرة ، اسفر تحطم الطائرات عن مقتل  نحو ألف شخص سنويا في حين أن انبعاثات الطائرة تقتل نحو عشرة آلاف شخص كل عام .
وعلى الصعيد العالمي قدر فريق أن حوالي8000 حالة وفاة العام تتأتى نتيجة التلوث المنبعث من الطائرات عند انطلاقها على علو حوالي 35 الف  قدم (10،668 متر) في حين أن حوالي 2000 حالة وفاة تنتج عن التلوث المنبعث أثناء الإقلاع والهبوط .
وفي تقارير بيئية أخرى، فان حالات الوفاة الناتجة من تلوث الطائرة لا تزال تمثل حصة صغيرة من عدد الضحايا من جميع أنواع تلوث الهواء،  فانبعاثات السفن على سبيل المثال قتلت ما يقدر بنحو 60000 شخص سنويا في حين ان اجمالي عدد الوفيات السنوي من تلوث الهواء هو حوالي مليون  وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة .


لبنان ينتظر خطة النقل العام


في لبنان، وبحسب دراسة لمجلس الإنماء والاعمار،  بلغ عدد سكان لبنان عام 1994، 1,3 مليون نسمة  ينتمي 410,000 منهم إلى بيروت الإدارية. في ذلك العام كان 50% من العائلات يمتلكون سيارة واحدة، فيما يملك 25% سيارتين أو أكثر. وسجلت الطرقات حينها 1,5 مليون رحلة بالسيارة يومياً، 55% منها فقط هي رحلات عمل، فيما كانت حصة النقل العام أقل من 10%.  اما في العام 2009، فقد بات لكل 2,7 فرد سيارة .
وفي دراسة مركزة حول مدينة بيروت الكبرى، عام 2011، كانت تمر حوالي 5352 سيارة في ساعة الذروة صباحاً على الخط المتجه من الدورة باتجاه بيروت. وإذا لم تُحل أزمة النقل، فسيصبح الرقم 6447 عام 2020، و8937 عام 2035 …
وفي حين تسعى الدول من خلال الاتفاقية الاطارية للحد من تغير المناخ الى حل ازمة الاحتباس الحراري العالمي وتأثيرها على البيئة، ماذا ينتظر لبنان ليحقق خطة نقل عام تقيه مختلف المشاكل البيئية كما تحل ازمة السير وتضرب عصفورين بحجر واحد؟
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن