"غدي نيوز" في حوار مع وزير البيئة الأسبق محمد رحال

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, March 18, 2016

:"غدي نيوز" في حوار مع وزير البيئة الأسبق محمد رحال
لحل أزمة النفايات والمشكلة سياسية أكثر منها بيئية waste to Energy الـ

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"

هو وزير شاب يتسم بحيوية تجلت منذ اليوم الأول لتسلمه وزارة البيئة، ما أدار شؤون وزارته من خلف مكتبه، وإنما نزل إلى الأرض، وعاين عن كثب ما يرتكب في حق البيئة في لبنان، وشاءت الصدف أن نتعرف إليه في بلدة عين دارة (قضاء عاليه)، يوم آثر الحضور ورؤية ما تخلفه المرامل من كوارث في الأحراج، وتمكن من إيقافها.
إنه وزير البيئة الأسبق محمد رحال، التقاه "غدي نيوز" وكان حوارا تركز حول أزمة النفايات، كقضية وكارثة لما تزل ماثلة منذ ثمانية أشهر ونيف، وتمكنا من معرفة الكثير الأمور المتصلة بهذا الملف، من موقعه كوزير في حقبة كان يمكن أن تكون المنطلق لحل ناجز، وكان يمكن أن نتجنب في ما لو اعتمدت قبل نحو ست سنوات، كارثة وفضيحة ليس ثمة من يعلم إلامَ ستستمر.
وفي ما يلي نص الحوار:

"غدي نيوز": بداية، ثمة سؤال يفرض نفسه، كيف كنتم ستواجهون أزمة النفايات المستمرة في ما لو كنتم ما تزالون على رأس وزارة البيئة؟ وهل كان بالامكان تداركها؟ 

محمد رحال: البحث عن حل لمشكلة النفايات وكيف تتم معالجتها في كل العالم، ليس اختراعا جديدا، وما هو متبع في معظم الدول ويمكننا تحمل كلفته، هو الفرز من المصدر، ويعتبر أساسيا، ومن ثم يأتي التسبيخ والطمر لنسبة قليلة من البقايا (العوادم)، وبرأيي هي أكثر بقليل من النسب التي يتحدث عنها بعض ممثلي المجتمع المدني، والآن هناك معيار عالمي معروف في أوروبا وأستراليا وأميركا، ويجب أن نبدأ بالفرز من المصدر، ومن ثم هناك التسبيخ، وعندما نبدأ بالفرز من المصدر تكون عملية التسبيخ أنظف، ومن ثم نذهب الى طمر النسبة القليلة المتبقية والتي لا تتعدى الـ 10 بالمئة.

"غدي نيوز": وهناك استراد ما يمكن الافادة منه...؟

محمد رحال: بالتأكيد، فالفرز يعني أيضا إعادة التدوير، وبرأيي هذه هي الطريقة الأمثل، لانه لا نعود بحاجة لمساحات كبير من المطامر، وبالتالي لا نذهب إلى خيارات أخرى مؤذية، والمشكلة في لبنان برأيي، هي عدم ثقة المواطن بالدولة، وما يقوله الناس أن التقنيات الحديثة المعتمدة في دول متقدمة لا يمكن تطبيقها في لبنان، لانه بعد اشهر عدة تصبح عرضة للاهمال، لا أقول رأيي وانما ما أسمعه من الناس، ويقولون أن هذه التقنيات ناجحة في اليابان واوروبا، لكن في لبنان وعندما تتسلمها الدولة فلا تكون هناك ادارة سليمة، ولذلك أقول، أن مشكلة النفايات في جانب منها، هي مشكلة ثقة بين المواطن والدولة.

"غدي نيوز": وماذا لو كنتم في موقع المسؤولية؟

محمد رحال: كنت سرت في هذا الخيار الذي تحدثت عنه، أي الفرز من المصدر، إعادة التدوير، التسبيخ وطمر المتبقي.

"غدي نيوز": برأيك، لماذا اتجهت الدولة لخيار الحرق...؟

محمد رحال: قبل الاجابة عن السؤال، نحن قدمنا خيار الـ Waste To Energy، وأنا مع هذا الخيار، وهو ليس من اختراعي، وأنا لست تقنيا، ولكنني التقيت خبراء وزرت دولا بالتعاون مع الامم المتحدة، ولا سيما هولندا وفرنسا ووجدنا أن المعامل موجودة قرب البيوت، ولكن، أين الخوف؟ وهذا ما يثير مخاوفي أيضا، بمعنى أننا أحضرنا هذا المعمل وقمنا بتشغيله، لكن ماذا سيحل به بعد سنة أو أربع سنوات، فهذا المعمل بحاجة إلى صيانة وإلى فلاتر وإدارة شفافة، فهناك على سبيل المثال معامل كهرباء لا ينجم عنها أي تلوث (صفر انبعاثات)، معمل الزوق نعرف ما هو وضعه، بالنسبة لي أنا مع التشدد أكثر بالمراقبة، أو لتساعد بعض الدول الاوروبية ومؤسسات وإدارات من قبلها، وتتسلم هي موضوع التشغيل والصيانة، كي لا نعود إلى دوامة عدم ثقة المواطن بالدولة، وأبعد من ذلك، يمكن للمجتمع المدني لو أراد أن يضع تقنيا يشرف على مراقبة التلوث، وكذلك الجامعات الاساسية التي لديها اقساما كبيرة للابحاث العلمية، وهي: الاميركية واللبنانية والكسليك واليسوعية، أن يكون هناك فريق مختص من قبلها يحق له في اي وقت الدخول إلى هذه المنشأة وفحص نوعية الهواء ونسب التلوث، لنتمكن من ضمان موضوع الادارة السليمة والتشغيل السليم. بدأنا بهذه الخطة، ولكن للاسف توقفت مع الحكومة التي جاءت بعدنا. 

"غدي نيوز": لماذا تركيز الحكومة على الطمر والترحيل؟

محمد رحال: هم طرحوا الترحيل، وعندما فشل عادوا واتجهوا نحو المطامر، مع الفرز، ولكن ليس من المصدر.

"غدي نيوز": يمكننا البدء بمعامل الفرز والمعالجة، ولدينا معامل وبكل أسف متوقفة...؟

محمد رحال: هم يعملون على موضوع المعامل التي قدمها الاتحاد الاوروبي إلى المناطق، في بعلبك والجنوب والمناطق الريفية التي لديها أراض تستوعب مطامر، ولكن حتى هذه المعامل ضعيفة تقنيا، ولا تفرز أتوماتيكيا، خصوصا وأن ليس ثمة فرز من المصدر، والآلية الموجودة قديمة نسبيا، وتاليا، هناك المشكلة العامة الموجودة في البلد، الأموال لا تدفع للبلديات، بمعنى أن المشكلة السياسية التي يمر بها، مثلما هي تؤثر عن كثير من القطاعات، تؤثر أيضا على قطاع النفايات، والمشكلة الأساسية والأكبر في لبنان في ما يخص النفايات، هي مشكلة بيروت وجبل لبنان، لجهة عدم توفر أراض لإقامة المطامر، إن كان عبر الفرز من المصدر أو عدم توفر إمكانية الفرز، لانه في النهاية هناك حاجة لمطمر، وجبل لبنان القريب من بيروت ليس لديه مساحات جغرافية كبيرة لهذه الغاية. وبرأيي، وما تقدمنا به من خلال خطة الـ 2010 هو الحل، وهناك جزء كبير من المجتمع الاهلي يرفضه، أي التوجه نحو الـ Waste To Energy بالطرق المتبعة في غالبية الدول الاوروبية، لكن بشروط رقابية صارمة جدا، يشارك فيها بعض من هذه الدول التي تلتزم هذه المعامل.

"غدي نيوز": ثمة سؤال استطرادي، هناك من قدم مشروعا بنفس الشروط Waste To Energy، وتمت دراسته في وزارة البيئة، وللأسف لم يمر لاسباب واعتبارات كثيرة...؟

محمد رحال: نحن سرنا بهذا المشروع، وأخذ القرار في سنة 2010، والمشروع بحاجة لثلاث سنوات للبدء في تشغيله، وفي هذه الفترة اتخذنا قرارا كحكومة، ووافقت عليه كافة القوى السياسية، خصوصا وأنه اتخذ هذا القرار بعد إنشاء لجنة وزارية لدرس هذا الموضوع، وهي أيضا كانت قد أخذت هذا القرار بالاجماع بالذهاب إلى الـ Waste To Energy لمعالجة النفايات، وبدأنا لنحو عشرة أشهر حتى استقالت الحكومة، وخلالها توزعت المهام على وزارات عدة، وكان هناك جزء أساس من العمل منوطا بمجلس الانماء والاعمار، لجهة استدراج عروض للشركات لانتقاء واحدة منها، من أجل أن تضع هذه الشركة دفاتر الشروط للشركات التي يحق لها التقدم، وأتذكر رست هذه المناقصة على شركة "رامبول" الدانماركية، وبدأت القيام بعملها، ولكن في هذا الوقت جاءت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وأوقفت السير بهذا المشروع، ومن أجل أن ننجز المشاريع، فإن الحكم والسلطة استمرارية، بمعنى أن هناك أمورا تتطلب ثلاث وخمس سنوات، ومعدل عمر الحكومة في لبنان سنة ونصف السنة.  

"غدي نيوز": مع تشكيل الحكومة الحالية كانت هناك وعود وتطمينات أن مطمر الناعمة لن يقفل قبل إيجاد البديل، وحصل خلاف ذلك، فمن هو المسؤول؟

محمد رحال: أنا لم أسمع عن ذلك، وما أعرفه أنه كانت هناك وعود بإقفال المطمر، حتى إيجاد البديل، ولم يجدوا البديل، وهنا أصبحت مشكلة سياسية أكثر منها بيئية؟

"غدي نيوز": من وراء ذلك؟

محمد رحال: المسألة ليست من وراء ذلك، ولكن قطع وعد للقوى السياسية في هذه المنطقة أنه سيتم ايجاد البديل خلال سنة، ومن ثم تكرر الامر في السنة الثانية والثالثة، ولم يجدوا البديل، ولا تحب الغوص في بعض الحسابات الداخلية، ومن هنا أعود وأكرر أن المشكلة هي الثقة، وكيف يمكن للدولة أن تعيد بناء الثقة مع المواطن.

"غدي نيوز": برأيك، هل ثمة حل؟

محمد رحال: أعرف أن دولة الرئيس رفيق الحريري منذ مجيئه إلى لبنان، وهو يتحدث مع كل القوى السياسية في هذا الموضوع.

"غدي نيوز": كيف يمكن أن نقنع الناس بأي حل طالما أن ليس ثمة ثقة؟

محمد رحال: لذلك، ما أقوله أن ما يتم الاعداد له الآن كحل مؤقت، من أجل التوجه لاحقا إلى خطة الـ Waste To Energy، الحكومة الحالية اتخذت قرارا، لجهة إنشاء 3 أو 4 مطامر على غرار مطمر الناعمة، وهنا، نتمنى أن تكون الآلية والرقابة أفضل، في موضوع الفرز والتسبيخ، لكن بشرط الاستمرار في موضوع الـ Waste To Energy، وإذا حصل ذلك، فمن هنا إلى نحو سنتين ونصف السنة إلى معامل Waste To Energy، فيمكن عندها توليد الطاقة مع التخلص من كل النفايات تقريبا، ويبقى هناك أقل من واحد بالمئة، ولا يعود ثمة مشكلة في مجال طمرها.

"غدي نيوز": هل يمكن أن نراك مجددا في وزارة البيئة؟

محمد رحال: الله أعلم.

 

أجرى الحوار – فادي غانم

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن