لقاء للجنة الثقافية في الليونز عن انسي الحاج

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, April 8, 2016

لقاء للجنة الثقافية في الليونز عن انسي الحاج
عريجي : أحد فرسان مرحلة مضيئة في حياة لبنان الفكرية

fiogf49gjkf0d

''غدي نيوز''

أقامت اللجنة الثقافية في جمعية أندية الليونز الدولية لقاء عن الشاعر الراحل أنسي الحاج على مسرح بلدية الجديدة، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي، حضره الى راعي الحفل، رئيس بلدية الجديدة أنطوان جبارة، السوبرانو والمؤلفة الموسيقية هبة القواس، نائبة رئيس جمعية بربارة نصار لدعم مرضى السرطان يولا الحاج، رئيس مجلس ادارة شركة "ميوزيك نايشن" خالد آغا، وحشد من الفاعليات الثقافية والأدبية والليونزية والسياسية والدبلوماسية والإجتماعية والإعلامية.

بعد النشيد الوطني، إفتتحت اللقاء الصحافية جويل رياشي فقالت: "شاعر الحب والحرية والثورة والتمرد والنقاء الذي غير وجه الشعر العربي. نقل تجربته الشعرية الى أروقة الصحافة بحيث كان حريصا على وضع اللغة في خدمة الفكرة وليس العكس".
وتوقفت عند "احتفال مؤسسة أنسي الحاج قبل أيام بمولود جديد هو كتاب "كان هذا سهوا" الصادر عن دار "هاشيت أنطوان" والذي يتضمن نصوصا لأنسي الحاج تنشر للمرة الأولى جمعتها إبنته الشاعرة ندى الحاج بكل حب وعناية، علما أنه كان ينوي نشرها لكن الموت سبقه".

وأشارت الى أن "ريع الكتاب الذي يضم شذرات تحتوي آراء الشاعر في مواضيع الحياة المختلفة، مكتوبة بصيغة خواتيمه الشهيرة، يعود لمؤسسة بربارة نصار التي تهدف الى مساندة مرضى السرطان وعائلاتهم".

ريما كنعان


وبعد عرض فيديو عن الشاعر تخلله إلقاؤه إحدى قصائده حتى نهاية المشوار في قيتولي حيث يرقد، ألقت رئيسة لجنة الثقافة في جمعية أندية الليونز الليون ريما كنعان كلمة جاء فيها: "من كتابه الجديد "كان ذلك سهوا"، الذي يذكر بقوة حضور، وتوهج، أنسي الحاج، قبل رحيله كما بعده، هذا الشكر له أولا لأنه جمعنا على حبه، وفكره العابر للحدود بين الحياة والموت. والشكر متوجب لرئيس بلدية جديدة المتن الاستاذ انطوان جبارة، رجل الإنجاز، وعاشق الكلمة أيضا. الشاعر الذي لولاه لما كان لقاؤنا هنا في هذا المكان الرحب. وأيضا للجمعيات الثقافية والاجتماعية الحاضرة، وللسادة رؤساء البلديات ومجالسها، وللدبلوماسيين، ولحاكم أندية الليونز، الليون مرشد الحاج شاهين، خصوصا لثقته الغالية بي ولدعمه عمل اللجنة الثقافية، وأرجو أن أكون عند حسن ظنه".

شاهين


وكانت كلمة لحاكم أندية الليونز في المنطقة 351 الليون المهندس مرشد الحاج شاهين جاء فيها: "ها نحن ذا نجتمع في هذه الأمسية الراقية برعاية وزير، ثقافي الهوى، وثقافي العمل، وثقافي اللبنة، لنحتفي بحضوره ورعياته، بشاعر قل للشعراء له نظير. هو أنيس الطباع، أنسي الهوى، يأنسه الجميع بأدبه الرفيع وثقافته الراقية واغنائه للشعر العربي بلمسة لبنانية، بهوية عربية، وبنكهة عصرية. هو محجة لطالبي العلم، فهو الحاج على أبواب اللغة العربية والمعتمر في أروقة القوافي والمعمد بماء الشعر الدافئ".

أضاف: "هي أمسية رائعة، يتحلق فيها المحاورون الأبطال من نخب المثقفين والأدباء ليلتمسوا ذاك الاغناء الشعري للشاعر المحتفى به في ثقافتنا اللبنانية والعربية.
وما تجمعنا اليوم الا نتيجة إنعكاس لوجه من أوجه الليونزية الثقافية التي تعنى بالشعر والأدب والأدباء وأصحاب العقول المستنيرة اعتناءها بمد يد المعونة لأصحاب الجيوب الفقيرة. فلطالما كانت لجمعية أندية الليونز خارطة طريق ثقافية بحيث تعنى بمن هم في طليعة المنتجين في مجتمعنا المعاصر. ولطالما كانت الثقافة بما تمثل بمفهومها العام هي ذلك المرسى الذي اليه تأوي القلوب الهاوين والمحبين والمتنورين ليكون فيها منطلق لشركة واسعة من هذا المجتمع الراقي لنشر مفهومنا اللبناني العربي لتطور الشعر العربي على مدى عالمنا العربي الواسع".

عريجي


وكانت مداخلة لراعي اللقاء جاء فيها: "هو لقاء جميل بأنسي الحاج، هذه الليلة، تحية وحبا واستذكارا، واحتفالا بعطاءات ابداع شاعرنا الكبير...
واذا كان انسي محتلا حيزا اثيرا في ذاكرتنا الجماعية، فهو كثيف الحضور عبر مجموعاته الشعرية...
في سطور مدونات مسار الشعر في لبنان، يحتل انسي الحاج موقع فرادة وسمت منحاه، منذ مجموعته الأولى "لن" في العام 1960 ومقدمتها التي كتبها بنفسه وأثارت سجالات بين كتاب ونقاد ومثقفي العالم العربي، حول اتجاهات الشعر المعاصر، واعتبرت يومها بيانا لولادة ما اسماه "قصائد النثر" في الحداثة الشعرية العربية.
شكل الشعر عند انسي قضية خاصة جدا، وقف لها حياته، وابتدع لشعره ادوات وتعابير ومفاتيح سرية، أثرت فضاءنا الشعري في لبنان والعالم العربي منذ "الرأس المقطوع" وصولا الى "الرسولة"، الى "الوليمة"، وفي "خواتم" تأملاته الوجدانية...
هاجس التحديث والتغيير، ربما بتأثير من سعة اطلاعه على تحولات وتجارب الغرب الشعرية، كان واحدا من الحوافز، اضافة الى روح التوق عنده الى مغامرة مطلق الحرية في التعبير...".

أضاف: "أسقط بحور الخليل وهواجس التفعيلة، وشق نسقه اللغوي وثور النص الشعري، محتوى ومضمونا، لاستيعاب تحديات اللحظة الحضارية، استجابة لرهانات شعر بالعربية، حداثي، متفاعل مع هواجس الانسان المعاصر في اسئلته والمآزق وهموم اليومي والصيرورة وايقاعات الحياة.
لم يقتصر حضور انسي الحاج على المساحة الشعرية، ففي سيتينات القرن الماضي، استمتع جمهور لبنان بروائع المسرح العالمي، ترجمها انسي بلغة حديثة، توائم مناخ الخشبة، فكان لمسارح بيروت اطلالات ممسرحة لاعمال شكسبير ويونيسكو وبريخت وأرابال وDurrenmatt.
روائع أدتها فرق مسرح الستينات في عز تألقها، مع كبار مسرحيينا مخرجين وممثلين... مع منير أبو دبس وريمون جبارة وروجيه عساف وانطوان ولطيفة ملتقى ونضال الاشقر وانطوان كرباج ورضى خوري وسواهم...".

وتابع عريجي: "كلمات" انسي الحاج في ملحق النهار، واكبت المرحلة السياسية وغليان التحولات الكبرى في المنطقة العربية، من ثورات وانقلابات وحروب، وتهاوي انظمة وتثوير اخرى، وقمع حريات باسم أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"!!!
يومها كانت بيروت، ساحة الحرية اليتيمة المتاحة في هذا الشرق، وكانت "كلمات" انسي نارية راصدة متوثبة، نقدا للتخلف وجلدا لنومة اهل الكهف.
كما تناولت "كلماته" في ملحق النهار، المحطات الفكرية والآفاق الجديدة، في السياسة ومناحي الآداب في الغرب، من وجودية سارتر الى سوريالية النص الشعري وفضاءات التشكيل اللوني، الى ثورة الطلاب الباريسي في ايار 1968، الى مسائل الالحاد والايمان والثورة الجنسية وصولا الى الثورة الثقافية على بوابات سور الصين العظيم.
كانت مرحلة مضيئة في حياة لبنان الفكرية، وكان انسي احد فرسانها وحرف التحريض الجميل...".

وختم: "تحية لجمعية اندية الليونز الدولية منظمة هذا اللقاء التكريمي، والى مزيد من الفعاليات الثقافية.
انسي الحاج، المقيم في الذاكرة والوجدان ودينامية النسغ الثقافي اللبناني.
لك عندنا كل حب ووردة في البال".

عطالله


وتوجه الصحافي سمير عطالله الى الشاعر أنسي الحاج بكلمات تختصر سنوات طويلة من الصداقة والزمالة في تسجيل صوتي قال فيه: "أنسي، كلما أوغلت في البعد كلما ازددت في حياتنا. لا أدبك يذوي ولا حضورك يذبل. لا المغادرة سهلة عليك ولا الوداع هين علينا. كأنك مسحة سحرية في حياة كل منا، أو تعويذة تحمي من الضياع".

أضاف: "كلما بحثنا عن كلمات لرثاء يليق بوداعك، تمثل أمامنا حيا ومغردا وصائحا وفريدا وأميرا على عزلتك التي كانت مثل رحلة صديقك سيلين، رحلة في أعماق الليل؟"

وتابع: "أتذكر الآن تفيؤك ظل سيلين، ورثاءاتك ل دو مونر لان، وأحزانك على فؤاد حداد وفؤاد كنعان، وحيرتك الطفولية أمام اراغون، شاعر إلزا. وأتذكر كيف كنت لا تخرج من غابة الأدب والكتاب والقلم الى أي ضوء. لطالما خجلت بوداعتك العظيمة أن تخرج بإشراقك الداخلي الى العالم".

وقال: "ما أعظم خيبتك بالناس والأشياء والأوطان وعاقدي الصفقات وموثقي عقود الخيانة. لذلك اخترت باكرا أن تبني سورك من حولك، وألا تطل إلا من نوافذه على عالم تحبه ولا ترتضيه. تعشقه وتمتعض من هوانه. عالم مسف لم تدعه يقترب من أعماقك".

ندى الحاج


بعد ذلك، ألقت رئيسة مؤسسة أنسي الحاج الشاعرة ندى أنسي الحاج قصيدة "غيوم" من الكتاب الجديد ثم كانت وقفة فنية مع شريط بالصوت والصورة للفنانة ماجدة الرومي تنشد فيه قصية "إبحث عني" للشاعر أنسي الحاج.

مارلين كنعان


ثم ألقت رئيسة تحرير مجلة "حوليات" العلمية مداخلة مطولة عن الشاعر وشعره ورد فيها: "أحب أن أبدأ بقولين لفيلسوفين ألمانيين أحدهما شوبنهاور الذي يقول إن الكتب لا تعمر أبدا إلا إذا وضع فيها كاتبها نفسه. ويقول شيلينغ إن كل إبداع جمالي هو وليد القلق أو الجرح الحقيقي الذي لا نهاية له. يصح هذان القولان في كل ما كتب أنسي الحاج وبخاصة في آخر مجموعة "كان هذا سهوا"، هي تأملات وقصائد شذرية لعلها فعلا خواتم شعره وقد خطت جلها، والكلمة له، في زوبعة الشدة أيام المرض الموحش حيث الوجود معلق بين الكينونة والعدم وحيث تأجج الروح الإنساني يتبعثر ويتيه في غليان سؤال أزلي عن الذات ومعنى الحياة والحب والأدب والفن والإيمان والمرض والموت حتى ترتضي الروح أو لا ترتضي ".

أضافت: "بهذه الخواتم ينسكب شعر الحاج الذي ارتبط اسمه منذ الستينيات بالسوريالية والحداثة وقصيدة النثر النابعة من التجربة الحياتية والمتحررة من كل ما يعيق الأنا من الظهور".

فرحات


أما المداخلة الختامية فكانت للباحث والشاعر أحمد فرحات الذي قال: "منذ السبعينات من القرن الماضي وأنا على تمام كلي بشعرية أنسي الحاج والتي لا أراها متجسدة في دواوينه الشعرية فقط، وانما في مختلف أحاديثه ومحاوراته، وحتى في الأغلب الأعم من النصوص التي دونها الشاعر الكبير، بما فيها تلك التي حملت عناوين، وجاءت بمضامين محض فكرية وسياسية واجتماعية وثقافية عامة، ممن عرفناها في غير وسيلة اعلامية احتل فيها أنسي موقع رئيس التحرير أو الموجه المهني المركزي العام وواضع العناوين أو المونشيتات... الخ. فهو ينظر الى كل شيء من حوله بعيون شعرية، وبخصوبة انهمار تلكم الرؤى الشعرية لديه في أكبر عملية طوباوية ثورية فردية قاطعة عرفت كيف تتلبث القوة المطلقة والسحرية للكلمات".

أضاف: "أنسي الحاج هو البوابة الفعلية والحقيقية للشعر العربي الحديث. يؤكد ذلك نسق لغته الشعرية الجديدة المغايرة والمفارقة للغة أقرانه من شعراء الحداثة العرب. ففي حين ظل الآخرون يقدمون لغة شعرية مخضرمة، تتناوبها صراعات القديم مع الجديد على مستوى اللفظة الواحدة ومن ثم البنية العامة للقصيدة، جاء هو باللغة الحية الضاربة، العارية، القاطعة والمفجرة للخيال والحدس وهما يتلاقيان غالبا عنده".

ورأى أن "أنسي شاعر حقيقي، وهو نزيل وحدته دائما، حتى ولو تبدى لكثيرين عرفوه وتعاملوا معه". وقال: "هو شاعر فردي ومتوحد حتى الثمالة. إنه نزيل وحدته، ولذلك هو حضارة نفسه وحضارة العالم الآتي. إنه يضيف للعالم ما ليس فيه. إنه كامل بذاته، مستغن عن غيره".

وبعد وقفة موسيقية مصورة لقصيدة "تبقى لي" للشاعر الحاج بصوت السوبرانو والمؤلفة الموسيقية هبة القواس، أشارت ندى أنسي الحاج الى "استمرار التعاون مع جمعية أندية الليونز بهدف إلقاء المزيد من الضوء على إرث الشاعر عبر إنشاء مكتبة تحفظ أعماله". واختتم اللقاء بصورة تذكارية وكوكتيل.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن