بحث

الأكثر قراءةً

اخر الاخبار

حفاظا على البيئة.. قهوة من بذور التمر والجوافة

درجة حرارة المحيطات تثير قلق العلماء.. الآثار مدمرة

للعام الثاني على التوالي.. كاليفورنيا بدون سمك السلمون

إكليل الجبل.. يحمي من هذه الأمراض

علماء: السردين والرنجة قد تنقذ حياة الآلاف سنويا حول العالم بحلول 2050

إكتشافات الغاز في أفريقيا تهدد أستراليا بالخسائر

Ghadi news

Sunday, October 7, 2012

"غدي نيوز"

  إن العثور على أكبر اكتشافات للغاز يشهدها العالم منذ 10 سنوات على امتداد الساحل الشرقي لأفريقيا يهدد بإلغاء الخطط الاستثمارية على الجانب الآخر من المحيط الهندي، فمن الممكن أن تقلص شركتا "رويال داتش شل" و "بي جي غروب" البريطانيتان وشركة "توتال" الفرنسية من مشروعات بناء وحدات لتصدير الغاز الطبيعي المسال في أستراليا وتتحول إلى تنزانيا وموزمبيق، حيث تكمن الفرص الجديدة وحيث تصل التكلفة إلى نحو النصف، وذلك بحسب ما ذكرته شركة "جيفريز إنترناشيونال ليميتد" ونقلته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية في تقرير مطول عن الغاز الطبيعي.
وتتعرض طفرة الغاز الطبيعي المسال في أستراليا، التي شهدت خطط استثمار يصل حجمها إلى 180 مليار دولار كانت ستجعل من الغاز أسرع الصادرات نموا في البلاد خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لخطر فقدان قوة الدفع في ظل ازدياد التكاليف نتيجة حالات العجز في العمالة والمواد المستخدمة. ومع تفكير شركات الطاقة في المشروعات المقبلة التي تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار، فإن الانتقال المحتمل إلى شرق أفريقيا قد يؤثر على الحصة السوقية لأستراليا في الصين والهند، اللتين يتوقع أن يقفز استهلاك الطاقة فيهما بأكثر من 60 في المئة بحلول عام 2030.
ويقول بيتر هوتون، وهو محلل في شركة "آر بي سي لأسواق رأس المال" ومقرها لندن: في ظل الكميات التي تم اكتشافها في شرق أفريقيا، تحاول الاقتصادات أن تكون قادرة على تحدي مشروعات الغاز الطبيعي المسال في أستراليا، وبالنظر إلى ما تشهده من زيادة في التكاليف. جميع الشركات سوف تضع ذلك نصب أعينها.
وتقول شركة "ستانفورد بيرنستاين آند كومباني" إن السوق الآسيوية للغاز الطبيعي المسال، أي الغاز الذي يتم تبريده وتحويله إلى سائل من أجل شحنه في الناقلات، تمثل نحو ثلثي الطلب العالمي، وتتوقع الشركة أن تنمو هذه السوق بنسبة 6 في المئة سنويا خلال السنوات العشر القادمة. وفي تقرير صادر هذا الشهر، ذكر نيل بيفيريدج، وهو محلل بشركة "بيرنستاين" في هونغ كونغ، إن من بين 6 مشروعات أسترالية من المقرر أن يتم التوصل إلى قرارات استثمار بشأنها عام 2013، فإن عددا قليلا جدا سوف تتم الموافقة عليه بسبب ارتفاع التكاليف، مما يؤدي إلى تأجيلها أو إعادة دراستها أو ربما إلغائها على المدى البعيد.
وأحد هذه المشروعات الأسترالية إنشاء محطة معالجة ثالثة في "مشروع جزيرة كيرتس" التابع لشركة "بي جي"، وقد أعلنت الشركة، التي يقع مقرها في إنجلترا، في شهر أيار (مايو) الماضي أن الإنفاق على أول محطتين سوف يزيد بنسبة 36 في المئة ليصل إلى نحو 20 مليار دولار، بسبب زيادة التكاليف وارتفاع قيمة الدولار الأسترالي.
وتدرس الشركة الاستثمار في أول مشروع للغاز الطبيعي المسال في شرق أفريقيا في تنزانيا. وقال ثيبان جوثيلنغام، وهو محلل نفط لدى شركة "نومورا هولدنغ إنكوربوريشن": "قدرة تنزانيا على المنافسة على رأس المال في محفظة استثمارات شركة (بي جي) تزداد"، ولمح إلى أن الشركة قد "تعطي أولوية للغاز الطبيعي المسال في تنزانيا" على التوسع في استثماراتها في "مشروع جزيرة كيرتس" بولاية كوينزلاند. وامتنع كيم بلوملي، المتحدث باسم شركة "بي جي"، عن التعليق على أثمان الوقود التي سيتم دفعها لدول شرق أفريقيا، قائلا إن الشركة "ما زالت في مرحلة الاستكشاف حاليا" وإنه "من المبكر إلى حد ما قول ما هو أكثر من هذا".
وترجح شركة "جيفريز" أن تقوم شركات الاستكشاف في تنزانيا وموزمبيق ببناء محطتين على الأقل في كل بلد من البلدين، بتكلفة إجمالية تقترب من 32 مليار دولار، والبدء قريبا في شحن الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2018، وأضافت الشركة أن التكلفة لكل وحدة سعة في تنزانيا سوف تكون أقل بنحو 44 في المئة منها في "مشروع بلوتو" للغاز الطبيعي المسال في أستراليا، الذي يعد أغلى محطة تم بناؤها، بل وربما تكون التكلفة أقل في موزمبيق، التي تحتل المركز رقم 213 من بين 227 بلدا من حيث دخل الفرد.
وقد أقرت شركة "وودسايد بتروليوم ليميتد"، التي تتولى تشغيل "مشروع بلوتو" غرب أستراليا، بأن شرق أفريقيا "منطقة غاز هائلة"، إلا أن بيتر كولمان، الرئيس التنفيذي للشركة، قال في حوار أجري معه في سيدني يوم 23 آب (أغسطس) الماضي: "عندما أنظر إلى شرق أفريقيا، فأنا أنظر إلى الضوابط التنظيمية المتعلقة بالنفط والغاز، وعدم وجود بنية تحتية، وأنا أرى أن بعض تلك المشروعات في الغالب لن تبدأ العمل بالسرعة التي يعتقدها الناس". وقد أجرت شركتا "شل" و "توتال" محادثات مع شركتي "أناداركو بتروليوم كوربوريشن" و "إيني" لشراء حصة في حقول الغاز المكتشفة قبالة سواحل موزمبيق، التي تحتوي على كميات تتجاوز 100 تريليون قدم مكعبة (2.8 تريليون متر مكعب) من ثروات الغاز، وهو ما يكفي لتلبية الطلب الآسيوي لمدة 5 سنوات تقريبا. وسوف تكون هناك مخاطر في تطوير مشروعات الغاز الطبيعي المسال في شرق أفريقيا، الذي ليس له أي تاريخ في إنتاج النفط والغاز على نطاق واسع، والطرق والمطارات به تكون في الغالب دون المستوى نسبيا.
وتقول كلير ألينسون وآن فروهوف، وهما محللتان لدى شركة "أوراسيا غروب" في لندن: الفجوات الموجودة في الضوابط التنظيمية والبنية التحتية في شرق أفريقيا قد تعوق الانتقال من استكشاف الغاز إلى إنتاجه على المدى المتوسط. الآن وقد أصبح المستثمرون واثقين من وجود كميات تجارية من الغاز الطبيعي في المنطقة، فسوف يتحول التركيز إلى بيئة العمل الناشئة.
وتعمل شركة "بي جي" على وضع خطط لإقامة مشروع للغاز الطبيعي المسال في تنزانيا، بعد اكتشاف نحو 7 تريليونات قدم مكعبة من الغاز بالتعاون مع شريكتها "أوفير إنيرجي"، وفي الوقت ذاته، فهي تحاول العثور على شريك في "مشروع جزيرة كيرتس" من أجل خفض التكاليف في أستراليا. وقال نيل بوروس، وهو متحدث باسم شركة "بي جي": "رغم أن الأمور تسير على خير ما يرام في تنزانيا، عندما تأتي نتائج الاكتشافات الستة التي تحققت على التوالي مشجعة للغاية، فإننا لا نكون في وضع يجعلنا نمضي قدما في المناقشات" بشأن مشروع الغاز الطبيعي المسال. وامتنع الرجل عن التعليق على ما إذا كانت شركة "بي جي" ستؤثر تطوير "مشروع الغاز الطبيعي المسال في تنزانيا" قبل اتخاذ قرار استثماري بخصوص المحطة الثالثة في كوينزلاند.
وأكدت شركة "كينتز كوربوريشن"، وهي شركة آيرلندية متخصصة في هندسة النفط والغاز وتعمل في المشروع الخاص بشركة "بي جي"، أن نشاط إسناد الأعمال لم يتراجع "بصورة كبيرة" في أستراليا. وقال إدوارد باور، الرئيس المالي للشركة، في مقابلة هاتفية أجريت معه إن الشركات المتعاقدة "كل ما عليها هو الانتظار لرؤية" ما إذا كان هذا النشاط سيشهد تباطؤا أم لا، مضيفا: "كثيرا ما ترى قدرا ما من التأخير، لكننا لا نرى أي تباطؤ يظهر اليوم في المشروع" الذي تشارك فيه شركة "كينتز".
وتواجه صناعة الغاز الطبيعي المسال في أستراليا عجزا في العمال الماهرين، مما يضطرها إلى دفع أجور أعلى في أسرع اقتصاد متقدم نموا في العالم، كما أدت قوة الدولار الأسترالي أيضا إلى زيادة تكاليف مشروعات التطوير التي تجري بالدولار الأميركي، بعد أن ارتفعت العملة بنسبة 23 في المئة منذ عام 2008. وقال باري راش وورث، الرئيس التنفيذي لشركة "بانكونتيننتال للنفط والغاز" الأسترالية، التي تقوم بحفر بئر قبالة السواحل الكينية: "شرق أفريقيا لديه إمكانية في أن يصبح موردا للغاز الطبيعي المسال أكبر من أستراليا أو قطر مثلا وبقاعدة تكاليف أقل بكثير. كل ما هنالك هو أن الناس لا يدركون فعليا مدى الإمكانات التي يتمتع بها شرق أفريقيا حتى الآن".
ومن المقرر أن تزيد خطط الصادرات الأميركية الشمالية من المنافسة على أستراليا، بعد أن أدى حدوث طفرة في الإنتاج من النفط الزيتي إلى تراجع أسعار الغاز الطبيعي الأميركي إلى أدنى مستوياتها في 10 سنوات. وقد بدأت شركة "شل" بالفعل في إجراء مفاوضات مع شركة "فريبورت لتطوير مشروعات الغاز الطبيعي المسال" في ولاية تكساس، بهدف أن تصبح ثاني شركة تفوز برخصة أميركية لتصدير الوقود من ساحل خليج المكسيك بعد شركة "تشينيير إنيرجي إنكوربوريشن".
وتدرس شركة "شل"، التي تنوي استثمار 30 مليار دولار في أستراليا خلال السنوات الخمس التالية، فرصا في أفريقيا، حيث قامت الشركة، التي يقع مقرها في لاهاي، بالتنقيب في تنزانيا، وقد خفضت الشهر الماضي من عرضها البالغ 1.8 مليار دولار لشركة "كوف إنيرجي"، وهي شركة تنقيب بريطانية تمتلك أصولا في موزمبيق، لأن شركة النفط الحكومية التايلندية قدمت عرضا أعلى. ووصف الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية الهولندية، بيتر فوسر، قرارات الانسحاب بأنها "مثال على الانضباط الرأسمالي".
وقال هوتون المحلل في شركة "آر بي سي": "العرض المقدم إلى شركة (كوف) أبرز الحاجة المحتملة إلى نقل الانكشاف من مشروعات الغاز الطبيعي المسال في أستراليا إلى مسرح العمل الجديد في شرق أفريقيا.. نحن نرى أن شركة (شل) كانت على حق في الانسحاب، لكن التحول في الحافظة الاستثمارية ما زال ينبغي التطرق إليه". ولمح المتحدث باسم شركة "شل"، جوناثان فرينش، إلى التعليقات التي ذكرها فوسر يوم 26 تموز (يوليو) الماضي، عندما وصف الرئيس التنفيذي شرق أفريقيا بأنه "منطقة مثيرة للاهتمام" و "ثروة كبيرة".
وقد قامت شركة "توتال"، التي يقع مقرها في باريس، بزيادة حصتها في "مشروع إيخثيس" للغاز الطبيعي المسال شمال أستراليا"، الذي قد تتجاوز تكاليفه الرقم القياسي المسجل باسم "مشروع بلوتو"، طبقا لما ذكرته "هيئة الثروات واقتصادات الطاقة" الأسترالية.
وينوي الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية، كريستوف دو مارجيري، التوسع في شرق أفريقيا بعد الانضمام إلى مشروع بقيمة 10 مليارات دولار في أوغندا. وفي شهر حزيران (يونيو) الماضي، حصلت شركة "توتال" على أحدث تصريح لاستكشاف النفط والغاز قبالة السواحل الكينية، وصرحت أنستازيا زيفولينا، المتحدثة باسم الشركة: شرق أفريقيا منطقة استراتيجية للنفط والغاز بالنسبة لشركة (توتال)، حيث تسعى المجموعة إلى تحقيق وجود قوي فيها، وهي تقوم بأنشطة استكشافية هناك في الوقت الحالي.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن