"غدي نيوز"

منذ أيام، أعلن وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور رفضه إقامة معمل اسمنت في منطقة عين داره- قضاء عاليه، معتبراً أن للمصنع تداعيات بيئية وصحية مُضرة على أهالي المنطقة، ومعلناً أنه سيُتابع "الإجراءات من الناحية القانونية لمنع إقامة هذا المعمل في منطقة شوّهتها المرامل والكسارات".
أثار هذا الموقف استياء عدد من أهالي إقليم الخروب الذين يعانون من معمل ترابة سبلين منذ عقود، فضلاً عن معاناتهم من المرامل والكسارات ومقالع الحجارة التي، برأيهم، لم تستدعِ رفضاً وتحركاً قانونياً من قبله كما فعل في عين دارة. يتهم بعضهم أبو فاعور بـ"الاستنسابية" ويُحيلون سببها الى كون رئيس مجلس إدارة معمل سبلين هو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط "فلماذا سيتحرّك أبو فاعور في وجه المعمل المملوك من قبل الجهة السياسية التي ينتمي اليها؟". كذلك يُرجّح هؤلاء، أن يكون هناك سبب آخر متصل بمنطقة عين داره المحسوبة ضمن النفوذ السياسي للحزب التقدمي الاشتراكي "وبالتالي لن يُحرج أبو فاعور نفسه مع الأهالي".
يرى رئيس لجنة طوارئ البيئة في إقليم الخروب حسيب الخطيب، أن خطوات أبوفاعور تجاه معمل عين دارة وتناسيه لمعمل ترابة سبلين "يدلُّ على ازدواجية في التعاطي واستنسابيته"، لافتاً إلى أن "الإقليم يحتاج إلى رعاية أبو فاعور ولحركته التي نقدِّر، وما نعانيه من معمل ترابة سبلين والمعامل الأخرى يستدعي تحرك الدولة بأكملها نظراً للضرر القائم"، ومُشيراً إلى "استعداد الجميع للتحرك من أجل رفع ضرر هذا المعمل عن إقليم الخروب بأكمله". بدأ العمل في معمل ترابة سبلين منذ عام 1987، وبقيت سمومه تغطي المنطقة إلى حين تركيب الفلتر قبل شهر فقط (سموم معمل ترابة سبلين: ختامها فلتر http://www.al-akhbar.com/node/253070). تركيب "الفلتر" جاء ثمرة نضال الأهالي المُستمر في ظل الوعود التي كانت تُعطى منذ عام 2011. رغم ذلك يرى "تجمع شباب من أجل برجا أفضل" أن ضرر المعمل لا يزال قائماً، وأن كلام أبو فاعور يعد "انتهاكاً واضحاً لصحة الناس في الإقليم من خلال تناسيه للمعمل وأضراره".
يقول جاد دمج أحد الناشطين في التجمع، أن "منطقتنا من أكثر المناطق تلوثاً في لبنان جراء وجود معمل الإسمنت ومعمل الكهرباء والكسارات ومحطة تكرير مياه المجارير، لكنّ وزارة الصحة لا تزور الإقليم إلا لسلامة الغذاء لا الهواء". ويُضيف دمج: "إنّ مسؤولية وزارة الصحة تشمل الهواء أيضاً وهذا ما أكّده تحرك أبو فاعور ورفضه لقرار إنشاء معمل للإسمنت في عين دارة". ويلفت إلى أن أهالي الإقليم متضامنون مع عين دارة في رفضها إنشاء معمل اسمنت "لكن ما نستنتجه هو أن أبناء الإقليم مواطنون درجة ثالثة بالنسبة لهم، إذ لم نرَ الوزير أبو فاعور أو أي وزير آخر ينتفض ويطالب بوضع حد للتلوث في منطقتنا، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى زيادة مصادر التلوث في الإقليم وآخرها عن طريق الضغط لفرض مطمر للنفايات، وهذا ما لن نقبل به". من جهته، يقول رئيس بلدية برجا نشأت حمية لــ"الأخبار" إن على أبو فاعور التحرّك "كما تحرّك في عين دارة"، لافتاً إلى أن أهالي برجا "يعانون منذ فترة من روائح كريهة مصدرها منطقة معمل سبلين رغم وجود فلتر"، ومُشيراً إلى "قيام البلدية بالتواصل مع بلدية سبلين للتقصي والتحقيق بالموضوع". ووضع حمية موضوع الرائحة السامة بمثابة إخبار لوزارة البيئة وبرسم الوزير أبو فاعور، وطالبه "بإرسال خبرائه لتحديد مصدر الرائحة والوقوف على الأضرار الكبيرة الناجمة عن معمل ترابة سبلين، لأن الناس تريد هواءً نظيفاً".

المصدر: الأخبار