الحقائب المدرسية وخطرها على أبنائنا

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, October 10, 2012

"غدي نيوز" – صفا ليّون حجّار

عاد أبناؤنا الى مدارسهم، وعادت الهموم لتلقي بثقلها ككل عامٍ مع بداية الموسم الدراسي، على كاهلهم وكاهل ذوويهم، فمن همّ القسط الأكبر إلى أسعار الكتب والدفاتر وصولاً للقرطاسية يضاف إليها هم آخر يتمثل في الحقيبة المكدّسة بالضروري وغير الضروري.
فالحقيبة المدرسية وغير أنها أصبحت تشكل عبئاً مادياً على الآباء، لما وصلت إليه من أسعار مرتفعة، فهي قد تؤثّر بطريقة سلبية جداً على صحتهم، تؤدي في معظم الأحيان إلى إنحناءات في العمود الفقري للطالب وتشوهات في القوام وآلام في الرقبة والظهر. ومعروفٌ طبياً إن خطر الإصابة بآلام الظهر يتضاعف ويتعاظم خلال فترة المراهقة بسبب حمل المراهقين لحقائب مدرسية مليئة بالكتب الثقيلة، فمع تزايد المتطلبات الأكاديمية، تزايد عدد الكتب التي يطالب التلميذ بحملها على ظهره يومياً، وقد ازدادت نسبة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة في الفترة الأخيرة والذين يقومون بحمل حقائب ثقيلة الوزن بنحو خمسين بالمئة ،مما زاد من خوف وقلق معظم أولياء الأمور والمعنيين بصحة الأطفال إزاء إسهام حمل الحقائب المثقلة بالكتب في التسبّب بآلام الظهر لدى المراهقين على نحو خاص.
وقد أشارت دراسة طبية أجريت مؤخراً في واشنطن إلى أن الحقيبة المدرسية الثقيلة والمكدسة بالكتب والدفاتر، بصورة تفوق الحاجة الدراسية اليومية للتلميذ، تؤثر سلباً على سلامة وقوة ظهر الطفل، وتعرضّه للكثير من الإصابات الخطرة، وأكدت الدراسة إن إحصاءً آخر كان من نتيجته إن نحو ربع التلاميذ تحت سن الرابعة عشرة في كل أنحاء العالم يحملون الحقائب المثقلة بالكتب والدفاتر والتي تزن أكثر من عشرين بالمئة من أوزانهم وهذا أمر بالغ الخطورة، وغالباً ما يسبب آلاماً مزمنة ومشكلات طويلة الأمد في الفقرات الممتدة من الرقبة إلى أسفل الظهر. وقد ارتفعت نسبة الإصابات التي تنتج عن زيادة الأحمال على الظهر لأكثر من الضعف في السنوات الخمس الماضية.
عن هذا الامر سألنا الطالبة باتريسيا ١٢ عاماً، فأجابت: "إن عدد الكتب وحجمها، يلعبان الدور الأول في ثقل الحقيبة المدرسية، فأحياناً تبلغ أجزاء المادة الواحدة، ثلاث أو أربع كتب وهناك بعض الكتب التي تتعدّى صفحاتها الألف صفحة، مما يضطرنا إلى شراء حقائب كبيرة الحجم. هذا بالإضافة إلى إن البرنامج اليومي يحوي تنوعاً في المواد مما يضطرنا لحمل العديد من الكتب ودفاتر التطبيقات، وهذا يزيد من وزن الحقيبة ويسبب لنا إزعاجاً، وآلاماً، ويتراوح وزن الحقيبة أحياناً بين سبعة كيلوغرامات و ثلاثة عشر كيلو غراماً.

ما هو سبب حدوث هذه الالام؟

هناك أمورٌ أخرى تتسبب بحدوث آلام الظهر والأكتاف والرقبة غير حمل حقيبة ثقيلة، منها إختيار الحقيبة الخطأ، وحملها بطريقة خاطئة".  والسبب في اختيار الطالب هذا النوع من الحقائب هو عدم القدرة على  إختيار الحقيبة المثالية أو إتباع الموضة والتشبه بزملائه. أيضاً لا ننسى السبب الأهم ألا وهو عدد الكتب المدرسية واستخدام دفاتر بأوراق كثيرة وحمل الطلاب أشياء غير ضرورية وعدم الإلتزام أحياناً بجدول دراسي ثابت. وأخيراً عدم مراقبة الأهل والمعلمات.
وقال التلميذ جمال حداد (عشر سنوات) "نضطر في كل عام إلى شراء حقائب كبيرة الحجم وبطبقات عديدة لتسع كمية كتبنا، وبالنسبة لي أحب الحقيبة التي تحمل ماركة معينة، لا أحب أن أكون مختلفاً عن زملائي، وأختار الحقائب المزينة بشخصيات كرتونية والتي تحمل على الأكتاف، مع أن الحقيبة ذات الدواليب مريحة أكثر لكن نضطر لحملها في عدة أماكن وخصوصاً عند صعود ونزول الأدراج في المدرسة".
وفي هذا الصدد نجد أنه مع وجود حمل ثقيل على ظهر التلميذ، يكون الجذع في وضعٍ أمامي مما يسبب ضغطاً وقوة كبيرة على العمود الفقري، وهذا الوضع يدفع الرأس إلى الأمام، والنظر إلى أسفل وعند رفع الرأس إلى أعلى لتخفيف هذا الضغط يكون جزء من الرقبة منحنياً بدرجة كبيرة،  مما يسبب ضغطاً شديداً عليها، وهذا أيضاً ما يؤذي عضلات الظهر ويزيد من تقويسه وإذا استمرت المشكلة تسبب إنزلاق العمود الفقري،  وتعب في الأربطة التي يمكن أن تسبب له مشاكل في الظهر كالديسك عند التقدم في السن، بالإضافة إلى التسبب  بإرتخاء في عضلات البطن. لذلك لا بد من توفر بعض الشروط في الحقيبة المدرسية.

الحقيبة ذات العجلات

من الممكن ان تزن الحقيبة ذات العجلات أكثر من الحقيبة التي تحمل على الكتف فالطالب يلجأ في أكثر الأحيان إلى حشو حقيبته هذه بكل ما يرغب من كتب حتى يصل وزنها أحياناً إلى خمسة وعشرين كيلوغراماً وأكثر خلال الدوام المدرسي، ويضطر التلميذ إلى حمل الحقيبة هذه لدى دخوله إلى المدرسة أو على أدراجها وهذا ما يفاقم حجم الضرر على عموده الفقري.

حقيبة الكتف الواحد

يؤدي هذا النوع من الحقائب إلى ضرر أكبر من الضرر الذي تحدثه الحقيبة ذات الكتفين. فهي تعيق حركة العمود الفقري، وبالتالي تؤدي إلى إعاقة حركة كل فقرة على حدة وهذا ما يسبب ألماً مزمناً من جراء حدوث إنزلاقات غضروفية، تؤدي بدورها مع الوقت إلى الإصابة بترقق العظم. ويقول أحد الأطباء إن حمل حقيبة مدرسية ثقيلة على كتف واحدة كل يوم، كفيل بأن يسبب أضراراً بالغة في العمود الفقري وضعف وظيفي في مناطق معينة منه.
مع كل ما سبق ذكره عن أضرار الحقائب الثقيلة الوزن، ما هي نصائح السلامة لحمل تلك الحقائب:
1-أن يكون وزن الحقيبة فارغاً لا يتعدّى النصف كيلو، وأن يشكل وزنها ١٥ بالمئة فقط من وزن التلميذ كحد أقصى، فالتلميذ الذي لا يزيد وزنه عن أربعين كيلوغراماً يجب ألا يتعدّى وزن حقيبته الستة كيلوغرامات وإذا قام الطالب بالإنحناء إلى الأمام فهذا يعني إن الوزن الذي يحمله يفوق قدرته على الحمل.
2-إختيار حمالات الحقيبة محشوة جيداً كي لا تشكل عبئاً على الكتفين أثناء حملها.
3-التأكد من إن الحقيبة ثابتة، وإن حجمها متناسق.
4-عدم أخذ التلميذ لأغراض غير ضرورية إلى المدرسة.
5-يجب ثني الركبتين فقط أثناء حمل الحقيبة، وليس الجذع إذا كانت ثقيلة.
6-تجنّب وضع حمالة حقيبة واحدة على كتف واحدة.
7-ضرورة ربط حزام الحقيبة المثبّت على الوسط.
أخيراً وليس آخراً، فإن لجنة سلامة المستهلك الأميركية صرّحت إن أكثر من سبعة آلاف غرفة طوارىء في الولايات المتحدة الأميركية إستقبلت العام الماضي عدداً كبيراً من الطلبة أغلبهم يعانون من إصابات أو آلام في الظهر وكلها ذات صلة بحمل الحقائب الثقيلة، ورأى أحد الأطباء إن المسألة أصبح لها حجم" الوباء" وأصبحت تشكل مصدراً مرضياً قد يسبب تشوّهات تدوم مدى الحياة.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن