"غدي نيوز"

هل يتمكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من إقناع نظيره الأميركي دونالد ترامب بالعدول عن موقفه حيال الانسحاب من اتفاق باريس؟ وهل سينجح في أولى مهامه كرئيس لفرنسا التي لعبت دورا حاسماً في إقرار هذا الاتفاق عالميا؟

يبحث ماكرون عن إثبات حضوره على الساحة الدولية في أول استحقاق يخوضه، عبر مشاركته في القمة الثالثة والاربعين لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية)، والتي تنطلق أعمالها في تاورمينا في جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا، وتستمر يومين متتاليين بين 26 و 27 أيار الجاري، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن حزمة من القضايا السياسية والاقتصادية على رأسها كيفية تحقيق نمو اقتصادي إضافي عبر إصلاحات بحلول عام 2018، إلا أن قضية تغير المناخ ستكون حاضرة من خارج جدول الأعمال.

وأشارت "رويترز" إلى أن دبلوماسيين أكدوا أن الرئيس ماكرون سيسعى يوم الخميس، عشية القمة، إلى إقناع الرئيس ترامب بالالتزام باتفاق عالمي لمكافحة التغير المناخي قبيل اجتماع زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.

ويشكك ترامب في أن يكون التغير المناخي ناتجا عن النشاط الإنساني، وتعهد أثناء حملته الانتخابية بالعمل على "إلغاء" اتفاق باريس لعام 2015. وقد أرجأ اتخاذ قرار بشأن الانسحاب من الاتفاق كان منتظرا خلال مؤتمر بون للمناخ الذي انعقد على مدى الأسبوعين الماضيين، إلا أنه في اللحظة الأخيرة أصدر البيت الأبيض بيانا أشار فيه إلى أن ترامب أرجأ إعلان موقفه من اتفاق باريس، ورأى مراقبون أنه يمكن أن يعلن موقفا من الاتفاق - الذي ساهمت الولايات المتحدة في إعداده في عهد الرئيس باراك أوباما - وإقراره في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، إلا أنه حتى الآن ليس ثمة ما هو واضح في هذا المجال.

ويسافر ماكرون، الوافد الجديد على الساحة الدبلوماسية الدولية، يوم الخميس إلى بروكسل لحضور قمة لحلف شمال الأطلسي، قبل أن يتوجه إلى صقلية لحضور قمة مجموعة السبع التي تضم كذلك ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا.

وقبيل اجتماع حلف شمال الأطلسي سيجتمع ماكرون مع ترامب لأول مرة خلال غداء غير رسمي سيختبر على الفور مهاراته الدبلوماسية، نظرا لطبيعة الرئيس الأميركي الذي يصعب التنبؤ بردود أفعاله، ورغبة فرنسا في ضمان ألا تتراجع الولايات المتحدة عن اتفاق المناخ.

وقال دبلوماسي فرنسي بارز لـ "رويترز" إن ماكرون سيعرض موقفه على ترامب في محادثات وجها لوجه في العاصمة البلجيكية، وتابع "لا نريد أن تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق، لأن ذلك سيكون إشارة سيئة للغاية تقود آخرين للانسحاب".

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد اتفاق على هذه القضايا قبيل اجتماع مجموعة السبع، ما يعني أن الزعماء سيسعون للتوصل لاتفاق في ما بينهم.

وقال دبلوماسي آخر "الولايات المتحدة لم تقبل (موقفا مشتركا) خلال المحادثات الوزارية، لذلك فإن أحد القضايا الرئيسية هي محاولة ضمان التزام جميع أعضاء مجموعة السبع والأميركيين".

وأضاف أن من المحتمل أن تصدر الرئاسة الإيطالية بيانا منفصلا عن التغير المناخي إذا لم يؤيد ترامب اتفاق باريس. وتابع "هذا أمر غريب لأن البيان الختامي عادة ما يتم الاتفاق عليه قبل عشرة أيام، لكننا هذه المرة سنتفاوض على الأرجح طوال الليل بين الجمعة والسبت".

المصادر: غدي نيوز – رويترز تومسون - ووكالات