علاج واعد لمرض التوحد... عمره قرن!

Ghadi news

Saturday, May 27, 2017

علاج واعد لمرض التوحد... عمره قرن!

"غدي نيوز"

 

يعتبر مرض التوحد مجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات الطيف الذاتوي أو Autism، وتؤثر هذه الحالة على تواصل الطفل مع محيطه لجهة اللغة والسلوك، فضلا عن عدم القدرة على بناء علاقات مع الأشخاص الآخرين، ويمكن تشخيصه في السنوات الأولى من عمر الطفل، لكن من المهم جدا التشخيص المبكر، إذ يمكن أن يكون سبيلا لتجاوب بعض الحالات مع العلاج  المكثف، ما قد ينعكس تغييرا ملحوظا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.

       إلا أنه وفقا لدراسة حديثة، فإن عقارا قديما يعود إلى قرن من الزمن ويستعمل لعلاج مرض النوم الأفريقي African sleeping sickness واسمه Suramin قد يشكل أملا لمرضى التوحد وذويهم.

       وأظهرت الدراسة التي شملت 10 أطفال ذكور بين سن الخامسة و14 عاما، قام بها باحثون في جامعة كاليفورنيا مستخدمين المعايير التشخيصية، ووجدوا أن هذا العقار يؤثر بشكل مباشر على الأعراض الرئيسية للتوحد، والتي لا يوجد أي علاج حالي لها، كما أن السلوكيات الأكثر تحسنا كانت مرتبطة بالاتصالات الاجتماعية واللعب والكلام واللغة، والهدوء والتركيز، والسلوكيات المتكررة ومهارات التكيف، كما لاحظت أسر الفتيان حدوث تغيير في سلوكهم.

       وقالت والدة طفل يبلغ من العمر 14 عاما شملته الدراسة، بحسب الـ Medical Daily: "لقد حاولنا كل علاج جديد موجود لأكثر من 10 سنوات، وليس هناك شيء قريب من كل التغييرات في اللغة والتفاعل الاجتماعي والاهتمامات الجديدة التي رأيناها بعد استخدام سورامين"، وأضافت: "رأينا أن ابننا يتقدم نحو ثلاث سنوات خلال ستة أسابيع فقط".

 

تطوير عقاقير جديدة

 

       وقد استعمل 5 فتيان سورامين واستخدم الخمسة الآخرون دواء وهميا، وتم تقييم أعراضهم بعد استخدام العقار، وذلك بإخضاعهم لمجموعة واسعة من الاختبارات والاستبيانات الموحدة، كما طلب من أولياء أمور الأطفال تسجيل الأعراض إذا تغيرت، ولكن فقط إذا استمر التغيير لمدة أسبوع، ولوحظ أن الفتيان الذين استخدموا العقار، أظهروا تحسنا في السلوك، ونطق إثنان منهم جملتهم الأولى في حياتهم، وهو ما لم يحصل في مجموعة الدواء الوهمي.

       على الرغم من أن النتائج كانت واعدة، إلا أن عمل العلاج كان مؤقتا وتلاشى تدريجيا على مدى بضعة أسابيع، وأشار الباحثون إلى أنه ينبغي إجراء دراسات أكبر، مع حالات أكثر تنوعا من التوحد لفهم الآثار على المدى الطويل للعقار.

ولم يتم الموافقة على سورامين من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA للاستخدام العلاجي وهو غير متاح تجاريا.

وقال كاتب الدراسة روبرت ك. نافيوكس في بيان "حتى لو كان السورامين نفسه ليس أفضل دواء مضادا للتوحد، فقد ساعدت دراساتنا في فتح المجال لتطوير عقاقير جديدة قد تكون أفضل"، وأضاف "قبل عملنا هذا، لم يكن أحد يعرف أن هذا النوع من التأثير العلاجي هو جزء من التوحد، والآن يمكن تطوير عقاقير جديدة في هذا المجال".

 

بتصرف عن الـ Medical Daily

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن