الانسحاب من اتفاقية باريس... ترامب وسياسة "لحس المبرد"!

Ghadi news

Sunday, June 4, 2017

الانسحاب من اتفاقية باريس... ترامب وسياسة "لحس المبرد"!

"غدي نيوز"

 

كما كان متوقعا، أثار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ موجة انتقادات عالمية، وردود فعل شاجبة ورافضة، لكن دون الاستسلام أو التراجع عن المواجهة، وهذا ما عبرت عنه المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، إذ وصفت الخطوة الأميركية بأنها "مؤسفة"، ولتعلن في موقف صريح حيال الاتفاقية أن "لا شيء بإمكانه أن يوقفنا".

ولم يكن من قبيل الصدفة أيضا تأكيد المفوض الأوروبى ميغيل أرياس كانيتي أن" العالم يمكنه أن يواصل التعويل على أوروبا، لقيادة التصدى للاحتباس الحراري"، في رد واضح على إعلان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس".

ورأى رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب أن الاتفاقية "تعاقب الولايات المتحدة وتكلفها ملايين فرص العمل"، وقال "لقد انتخبت لأمثل سكان مدينة بيتسبيرغ لا سكان باريس"، ولقي قوله هذا تعليقات ساخرة، من منطلق أن تغير المناخ يستهدف نوعية الحياة على الكوكب، لا على مدينة دون غيرها.

 

صفقة!

 

المشكلة أن ترامب ينظر إلى قضية المناخ بعين التاجر ورجل الأعمال، لا بعين مسؤول رئيس يتحمل مسؤولية تاريخية تجاه شعبه أولا والبشرية ثانيا، خصوصا حين أعلن الخروج من الاتفاقية، وأنه يتطلع إلى "صفقة عادلة"، ويقول محللون إن انسحاب الولايات المتحدة سيجعل من الصعب على العالم التوصل إلى الأهداف التي حددها لنفسه في اتفاقية باريس، فأميركا تسهم بنسبة نحو 15 بالمئة من انبعاثات الكربون في العالم، بيد أنها في الوقت نفسه مصدر مهم لتقديم التمويل والتكنولوجيا للدول النامية لدعم جهودها لمكافحة ارتفاع درجات الحرارة.

وتلزم "اتفاقية باريس" الولايات المتحدة و187 دولة أخرى بالإبقاء على ارتفاع معدلات الحرارة عند مستوى درجتين مئويتين فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية، ومحاولة خفض هذا المستوى إلى 1.5 درجة، وبحسب "المنظمة الدولية للأرصاد الجوية" التابعة للأمم المتحدة، فإنه في اسوأ الحالات قد تضيف الولايات المتحدة 0.3 درجة حرارية إلى المستوى العالمي بحلول نهاية القرن.

وإذ أعلن ترامب في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستتخلى عن الاتفاق الحالي، ولكنها متفتحة للتفاوض بشأن اتفاق آخر، أشار إلى أن بلاده "ستتوقف بداية من اليوم (الخميس) عن تنفيذ بنود اتفاقية باريس غير الملزمة، وما تفرضه من أعباء مالية واقتصادية على بلادنا".

 

مكابرة ترامب

 

وزعم أن الاتفاقية ستكلف الولايات المتحدة خسارة ثلاثة تريليونات دولار من اجمالي ناتجها القومي و 6.5 مليون وظيفة، في حين لم يتطرق إلى سوق الطاقة النظيفة وفرص العمل التي يوفرها للأميركيين، وهذا السوق يمثل قطاعا واعدا، حتى أن الولايات المتحدة تمكنت من تأمين نحو ثلث حاجتها من الكهرباء (19 بالمئة) من مصادر نظيقة كالشمس والرياح، وفي فترة زمنية قياسية.

بات في حكم المؤكد أن أن المنتصر الأول من خروج الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ، هم كبار الملوثين القابضين الآن على زمام السلطة، وهم أصحاب الاستثمارات في الطاقة الأحفورية (النفط والفحم)، ولا تنفع مكابرة ترامب، إذ يبدو أنه اختار دون أن يعلم سياسة "لحس المبرد"، بانتظار ما سؤول إليه التطورات لاحقا، إن على مستوى الداخل الأميركي والمواجهة المتوقعة مع العلماء ودعاة حماية البيئة من جهة، وإن على مستوى العالم وجهوده المستمرة في مكافحة تغير المناخ من جهة ثانية!

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن