زيادة المحميات البحرية والحد من تغير المناخ

Ghadi news

Thursday, June 8, 2017

زيادة المحميات البحرية والحد من تغير المناخ

"غدي نيوز"

 

يارا المغربي -

خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن المحميات البحرية بمساحاتها الشاسعة تساهم في الحد من تأثيرات تغير المناخ، وتاليا التخفيف من نتائجه المدمرة لكوكب الأرض، ما يؤدي إلى حماية الأنظمة البيئية وويساعد السكان على الاعتياد على تغيرات أقل حدة.

الدراسة التي أعدها فريق دولي من العلماء، استندت أيضا إلى أكثر من 140 دراسة سابقة، ونشرت في "مجلة الأكاديمية الأميركية للعلوم" journal of the American academy of science، وأشارت إلى أنه "يمكن للمحميات البحرية أن تساهم في تخفيف ظاهرة ارتفاع درجة حموضة مياه المحيطات (التحمض)، وانخفاض نسبة الأوكسجين فيها، وأن تخفف أيضا من وتيرة الأعاصير وسائر الظواهر المناخية القصوى، والاضطراب في الأنواع الحية".

 

تعديل مناخ الأرض

 

ويمكن لهذه المحميات أيضا أن تزيد قدرة المحيطات على تخزين غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن النشاط البشري، وخصوصا في المناطق الساحلية حيث تقع غابات المانغروف ومنابت الأعشاب البحرية والملاحات.

وتخزن هذه الأنظمة البيئية الكربون العضوي بواسطة عملية التمثيل الضوئي للنبات، وتؤدي المحيطات دور آبار تخزين الكربون، وهي بهذا تساهم بشكل كبير في تعديل مناخ الأرض، وفقا للمشرفين على الدراسة.

ولا تزيد مساحة المحميات البحرية حاليا عن 3.5 بالمئة فقط، منها 1.6 بالمئة محمية من أي نوع من الاستغلال.

 

توسيع مساحات المحميات

 

وتسعى مجموعات حماية البيئة إلى توسيع المحميات البحرية إلى ما لا يقل عن 10 بالمئة من المساحة الإجمالية للمحيطات، وذلك بحلول العام 2020، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".

واتفقت الوفود المشاركة في "المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة" في العام الماضي 2016، على ضرورة توسيع مساحات المحميات إلى ما لا يقل عن 30 بالمئة من مساحة المحيطات، وذلك بحلول عام 2030.

ويقول كالوم روبرتس عالم الأحياء في قسم علوم الأحياء في "جامعة يورك" البريطانية والمشرف على هذه الدراسة "أظهرت دراسات عدة أن المحميات البحرية التي تحظى بإدارة جيدة يمكن أن تحمي الأنواع الحية وتحافظ على أنشطة الصيد المنتجة". وأضاف: "نريد أيضا أن نوسع دائرة البحث لنرى ما إن كانت هذه المحميات تخفف من الآثار السلبية للاحترار فقط أم أنها تساهم في تحسين الأمور أيضا".

 

التصدي للاحترار المناخي

 

وأدرك الباحثون سريعا أن هذه المحميات البحرية لديها أثر مهم على الأنظمة البيئية وأيضا على السكان إزاء أثر الاحترار المناخي السريع، وفقا لروبرتس.

وكانت دراسات سابقة أظهرت أن هذه المحميات البحرية يمكن أن تساهم في تعزيز الأنواع المستهلكة بسبب الإفراط في الصيد وتدمير مواطنها الطبيعية، وذلك من خلال حماية الأنظمة البيئية. وهذه الآثار الإيجابية أكبر في المحميات البحرية المقامة منذ زمن طويل، والتي تحظى بإدارة جيدة تؤمن حماية تامة من الأنشطة البشرية مثل الصيد والتنقيب عن النفط والمعادن.

وترتكز قدرة هذه المحميات البحرية على التخفيف من أثر التغير المناخي على هذه الخاصيات على الأرجح، وفقا للعلماء.

ويقول بيث أوليري الباحث في جامعة يورك "يظهر تحليلنا أن هذه المحميات البحرية تشكل ما يشبه الوسيلة ذات التقنيات البسيطة والكلفة المنخفضة في التكيف مع التغير المناخي، ولها أثار جيدة أخرى على المستوى المحلي والعالمي". ووفقا لفيليب كوري عالم الأحياء البحرية في المعهد الفرنسي لأبحاث التنمية وأحد معدي الدراسة فإن المحميات البحرية يمكن أن تكون في البرامج الوطنية والدولية للتصدي للاحترار المناخي.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن