هل يصادر ترامب قمة العشرين من خاصرتي المناخ والاقتصاد؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, June 30, 2017

هل يصادر ترامب قمة العشرين من خاصرتي المناخ والاقتصاد؟

أنور عقل ضو

 

تنعقد قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبوغ الألمانية بين السابع والثامن من تموز (يوليو) الجاري، وسط أجواء متشنجة بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، بدأت تعبر عن نفسها في المواقف الرافضة لسياسة الرئيس ترامب، ليس في مجال المناخ وحسب، وإنما في مجالات اقتصادية عدة، وإذا ما تتبعنا مسار التحضيرات والمواقف المرافقة، نصل إلى خلاصة واضحة تؤكد أن هذا المنتدى الدولي ستخطفه الخلافات القائمة حيال الكثير من القضايا المطروحة، وسط توقعات بأن تكون قمة العشرين في هامبورغ من أكثر وأعقد القمم الدولية.

فهل نحن أمام مشهد مشرع على أسئلة تفضي ضمنا إلى أن الوقوف أكثر على نزعة الرئيس الأميركي في الهيمنة على العالم من خاصرتي المناخ والاقتصاد؟

 

توازنات جديدة

 

ما يعزز هذه الفرضية مواقف ترامب الواضحة والمتوهمة في الوقت عينه، خصوصا وأنها جاءت في مرحلة شديدة التعقيد، فأوروبا، ورغم ما تواجه من استحقاقات على مستوى الهجرة والإرهاب، تبحث عن دور أبعد من ذاك الذي "رُسمَ" لها بعد الحرب العالمية الثانية كحليف ملحق وتابع للولايات المتحدة، فيما روسيا تسعى لتأكيد دور موازٍ تستعيد معه حضورها الذي غيبه انهيار الاتحاد السوفياتي، وشد الحبال في سوريا بين واشنطن وموسكو يندرج في استعادة روسيا لعلاقة متوازنة مع الولايات المتحدة، فضلا عن الصين التي تطل كمارد اقتصادي ليس ثمة من قادر على مجاراته، دون أن ننسى تنامي دور الدول الاقتصادية الناشئة، وهي تمثل حيثية مهمة من ناحية التوازنات الدولية، ودون إسقاط عوامل وظروف أخرى متصلة بالتجارة الدولية.

 

مفاجأة ميركل

 

وما يشي بحجم التعقيدات الماثلة، موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقد فجرت مفاجأة من العيار الثقيل الخميس 29 حزيران (يونيو) عندما شنت هجوما على الرئيس الاميركي دونالد ترامب، منتقدة "نزعته الحمائية وانسحابه من اتفاق باريس حول المناخ".

وامتنعت ميركل عن ذكر ترامب بالاسم في كلمة أمام مجلس النواب حول أهداف القمة التي تضم أبرز القادة الدوليين، الا انه كان واضحا أنه المعني بكلامها.

وقالت ميركل إن كل التحديات الدولية "لا حدود لها، لذلك وأكثر من اي وقت مضى، يرتكب خطأ كبيرا من يظنون أن بالامكان حل مشاكل العالم من خلال الحمائية والانعزالية".

وتابعت أنها حددت للقمة التي يشارك فيها خصوصا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب هدف "أن يبرهن القادة على ادراكهم لمسؤولياتهم (ازاء الكرة الارضية بأسرها) ويتحملونها".

 

قضية المناخ

 

أما في ما يتعلق بالمناخ، فقالت ميركل "الخلاف (مع الولايات المتحدة) معروف ولن يكون من الصواب إخفاؤه، وانا لن أقوم بذلك في أي حال من الاحوال"، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام أوروبية.

واضافت ان أوروبا "أكثر تصميما من اي وقت مضى على مكافحة التغير المناخي"، مشددة على ان اتفاق باريس "غير قابل للتفاوض" من جديد، في استبعاد لطلب من الادارة الاميركية باعادة التفاوض حول الاتفاق.

وتقول مصادر عدة ان الأعمال التحضيرية لقمة مجموعة العشرين من أجل التوصل الى مشروع بيان مشترك بدت حتى الآن "صعبة جدا". ولذلك تريد برلين على الأقل ان تظهر أوروبا جبهة موحدة في مواجهة ترامب في هامبورغ.

 

مواقف

 

من جانبه، اتهم وزير خارجية ألمانيا سيغمار غابريال واشنطن صراحة بالسعي الى التخريب. قال غابريال الثلاثاء الماضي "ليست هناك استراتيجية مناهضة للولايات المتحدة وبالتأكيد ليس من جانب الحكومة الالمانية، لكن هناك واضعي استراتيجية أميركيين يخططون لسياسات مناهضة لاوروبا ولالمانيا".

واوضح جان دومينيك جولياني رئيس "مؤسسة شومان" المتخصصة في القضايا الأوروبية ان ذلك يجسد "موقفا تقليديا للدبلوماسية الاميركية في اللعب على انقسام الأوروبيين بين شرق وغرب، واتصور ان هذا الأمر يروق كثيرا لترامب".

حيال ما تقدم يبقى ثمة سؤال حول ما إذا كان ترامب قادراً على مصادرة القمة من خاصرتي المناخ والاقتصاد؟

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن