"غدي نيوز"

نشرت وزارة البيئة المصرية مقالاً لأحد الشباب من خريجي كلية العلوم بالجامعة الأميركية قسم علوم بحار، عن الأسباب الحقيقية - في رأيه الشخصي - لانتشار قناديل البحر على السواحل المصرية، في ما يخص موضوع قناديل البحر في ساحل مصر الشمالي الذي شغل الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

وفي نص المقال كما نشره الموقع الرسمي لـ "الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية" في مصر

أنا اسمي سليم كفافي، حاصل على بكالوريوس علوم من الجامعة الأميركية بالقاهرة تخصص علوم بحار، شعرت إن علي توضيح بعض النقاط للحد من انتشار الشائعات والكلام غير العلمي بين الناس، إن موضوع مناقشة مشروع تخرجي كان يدور حول تأثير الفصائل الغازية من البحر الأبيض المتوسط علي البحر الأحمر منذ افتتاح قناة السويس عام 1869، وتم اكتشاف ما يزيد عن 300 فصيلة بحرية من البحر الأحمر في حوض الشام (مصر- فلسطين - لبنان - سوريا).

من بين هذه الفصائل قنديل البحر الجوال(Rhopilema nomadica) ، هذه الفصيلة موطنها الأصلي هو المحيط الهندي وتم اكتشافها في البحر المتوسط في سبعينيات القرن الماضي.

لذا فعلي التوضيح برأيي الشخصي إن قناة السويس الجديدة لم تلعب دورا في زيادة أعداد هذه القناديل هذا العام، لأن قناديل البحر ليست مخلوقات مهاجرة، إنما هي مخلوقات هائمة تحركها تيارات المياه. وقد أثبتت التجارب العلمية إن نسبه اختلاط المياه بين البحر الأحمر والبحر المتوسط حوالي 0.4 بالمئة،‏ مما يدل إن تيارات المياه ضعيفة جدا وليست السبب وراء نقل بيض الأسماك والقناديل للبحر المتوسط.

إذن فعلينا طرح سؤالين هنا:

1- ما هو سبب قدوم قنديل البحر الهائم للبحر المتوسط بعد قرن ونصف القرن من افتتاح القناة؟

2- ما سبب ارتفاع أعدادها هذا العام مما تسبب في عدد إصابات مرتفع؟

أولاً، يوجد جدل بين العلماء عن أسباب انتقال فصائل البحر الأحمر للبحر الأبيض، ولكن رأي الأغلبية العظمى يميل نحو سفن الشحن.

يوجد ما يسمي في السفن بالballast tank ، وهي خزانات تملؤها السفن من مياه البحر كي تعادل اتزان السفينة في المياه. المعايير الدولية تنص إن على السفن تطهير هذه المياه من الكائنات المجهرية العائشة بها قبل ضخها خارج السفينة مره أخرى حتى لا يتم إطلاق فصائل غازية في غير موطنها الأصلي.

ولكن للأسف، عادهً ما تتجاهل شركات الشحن عمليه التعقيم لارتفاع تكلفتها. أما عن سبب ارتفاع إعداد القناديل هذا العام في البحر المتوسط برأيي المتواضع إن الإجابة ببساطة هي درجه الحرارة وانخفاض إعداد الحيوانات التي تتغذى عليها (السلاحف البحرية) بسبب الصيد الجائر.

الاحتباس الحراري تسبب في ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات على مدار القرن الماضي (منذ الثروة الصناعية). وفي رأيي مصر شهدت شتاء قصير هذا العام مما تسبب في ارتفاع درجة حرارة البحر مبكرا في العام.

ارتفاع درجة حرارة البحر يوفر بيئة صالحة للتكاثر حيث يزيد الأكل وبالتالي نشهد ما نسميه بإزدهار لقناديل البحر (Jellyfish bloom) .

وفي ما يتعلق بالخلط الحاصل حول لدغات قناديل البحر، فعندما تلدغ في منطقة ولا ترى قناديل حولك، فهو لا يعني أنها تترك موادا سامة حولها. إنما هي لدغات من قبل قناديل صغيرة larvae، من الصعب رؤيتها بالعين المجردة في هذا السن.

في جسم قناديل البحر ما يشبه الرمح، تستخدمه عندما تلمس فريستها. إذا تم لدغك، استخدم مياه دافئة فوق المنطقة المصابة، ثم ضع خل اوbaking soda ، ولاحقا، يمكن استخدام كريم كورتيزون لتخفيف الألم.