كاليفورنيا تواجه ترامب "مناخياً"... ودعوات للإنفصال!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, August 7, 2017

كاليفورنيا تواجه ترامب "مناخياً"... ودعوات للإنفصال!

"غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو

      

تمثل كاليفورنيا أو "الولاية الذهبية"سادس اقتصاد في العالم، مع ناتج سنوي يبلغ 2.4 تريليون دولار، وهي بالتالي أقوى اقتصاديا من فرنسا، وهي أكثر كثافة سكانية من كندا، ويبلغ عدد سكانها 39 مليونا، أي أكثر من عدد سكان بولندا، وتتمتع بثقل كبير على المستوى الفدرالي أيضا حيث يمثلها 53 عضوا في مجلس النواب الأميركي، ولكنها فضلا عن ذلك، قد تقود معركة المواجهة ومركز الصدارة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياساته المناخية، وقد دعت مجموعة من الناشطين بالفعل بعيد فوز الرئيس ترامب بالرئاسة إلى انفصال ولاية كاليفورنيا، وذلك بإجراء استفتاء في ربيع عام 2019، ودعت عبر وسم "هاشتاغ": "التصويت على كاليكسيت" #Calexit vote، أي ما يشبه حملة بركسيت Brexit والتي أدت إلى خروج المملكة المتحدة (بريطانيا) من الإتحاد الأوروبي، وذلك عبر موقع خاص على شبكة الإنترنت تحت عنوان "نعم لاستقلال كاليفورنيا" Yes California Independence Campaign، وقدم الموقع وناشطوه دواعي وأهداف هذا الإستفتاء، وتأمل كاليفورنيا عبر هذا الإتجاه ليس إلى حماية البيئة فحسب، إنما أيضا إلى قيادة معركة المناخ وتنصيب نفسها كنموذج يحتذى به للولايات الأميركية الأخرى وباقي دول العالم في مكافحة  التغير المناخي.

ويتجه الرئيس ترامب ونائبه العام جيف سيشنس Jeff Sessions لمعاقبة كاليفورنيا على مواجهتها ومعارضتها لسياسات واشنطن، إلا أن مجموعة من الخبراء القانونيين في كاليفورنيا تستعد لمواجهة أي محاولة من واشنطن للتأثير على قرارات كاليفورنيا، خصوصا لجهة التقليل من الانبعاثات الناتجة عن تلوث السيارات في الولاية، أو القوانين الأخرى التي أقرتها الولاية في مجال الإستدامة البيئية.

 

خطوات المقاومة

 

ومنذ الانتخابات الرئاسية وفوز ترامب، وقفت كاليفورنيا باعتبارها الرائدة في المقاومة الديموقراطية لإدارة ترامب، على مجموعة من القضايا بما في ذلك الهجرة والرعاية الصحية، وقد خسر ترامب بالفعل أمام هيلاري كلينتون بأربعة ملايين صوت تقريبا في الولاية، بالإضافة إلى أن كل مسؤول منتخب على مستوى الولاية هو ديموقراطي، ويتحكم الحزب في مجلسي السلطة التشريعية بمقدار الثلثين، وبعد فترة وجيزة من انتخاب ترامب، عين القادة التشريعيون الديموقراطيون إيريك ه. هولدر الابن Eric H. Holder, Jr.، النائب العام السابق، لتمثيل كاليفورنيا في المعارك القانونية مع الإدارة المركزية في واشنطن.

وفي هذا السياق، تكمل هذه الولاية خطوات مواجهتها للإدارة في واشنطن مع توجه وزراء البيئة الكندي والمكسيكي إلى مدينة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا في شهر نيسان (أبريل) الماضي للتوقيع على اتفاق عالمي، صاغته الى حد كبير كاليفورنيا، لخفض التلوث الناتج عن الاحتباس الحراري في العالم، كما يتوجه حاكم الولاية جيري براون الى الصين الشهر المقبل للاجتماع مع قادة المناخ هناك، في حملة للحد من الاحترار العالمي.

       وبينما يتحرك الرئيس ترامب خلافا لسياسات إدارة أوباما بشأن تغير المناخ، وذلك بانسحابه من اتفاق باريس للمناخ مؤخرا، تبرز كاليفورنيا كمفاوض وطني للأمة مع العالم في مجال البيئة، وتتحدى ولاية كاليفورنيا كل جهود البيت الابيض الرامية الى التراجع عن قواعد التلوث على السيارات ومداخن المصانع، وغيرها من الخطوات مثل دعم الفحم والوقود الأحفوري التي تساهم بتغير المناخ.

       وشغل جيري براون Jerry Brown حاكم كاليفورنيا الحالي هذا المنصب لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، ويعتبر براون من المدافعين الشرسين عن البيئة لفترة امتدت لـ 40 عاما، وقد جعل معركة البيئة مركزية، خصوصا وأنه يدخل الـ 17 شهرا الأخيرة في منصبه، وقال في مقابلة: "أريد أن أفعل كل ما بوسعي للحفاظ على أميركا على المسار الصحيح، فضلا عن الحفاظ على العالم على الطريق الصحيح، وسأحاول بكل الطرق التي تملكها كاليفورنيا"، وأضاف: "اننا نتطلع الى بذل كل الجهود لدفع برنامجنا بغض النظر عن كل ما يحدث في واشنطن"، مشيرا إلى أن "محو تغير المناخ قد يحدث في عقل دونالد ترامب، ولكن ليس في أي مكان آخر"، وقال إن: "عمل الرئيس خطأ فادح ويتحدى العلم".

       ولم تكن المعارضة محصورة بالحزب الديموقراطي فحسب، فالممثل السابق والذي شغل منصب حاكم الولاية في الفترة من 2003 إلى 2011 والمنتمي إلى الحزب الجمهوري أرنولد شوارزنيغر، برز كأحد أكبر المنتقدين الجمهوريين لسياسة ترامب، لا بل عمل على تطوير البرامج المهمة لمكافحة التلوث في الولاية والبلاد.

 

ردود فعل

      

وتبدو إدارة الرئيس ترامب جاهزة للقتال، أمام المواقف المتشنجة بين إدارته وأكبر ولاية في البلاد!

وفي هذا المجال، برز موقف رئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت Scott Pruitt وهو الموكل من قبل ترامب بمهمة إجراء التعديلات للتراجع عن السياسات البيئية في عهد أوباما، وعبّر عن اعتقاده بأهمية الفدرالية وحقوق الولايات، وأوضح أن مقترحات ترامب هي وسيلة لرفع نير القمع من اللوائح الاتحادية وعودة السلطة إلى الولايات، كما وصف توسيع سياسات كاليفورنيا البيئية لتشمل كافة الولايات والعالم بالأجندة السياسية، وقال: "هذه ليست فدرالية، بل إنها أجندة سياسية تختبئ وراء الفدرالية"، وأضاف: "هل الفدرالية أن تفرض كاليفورنيا سياستها على الولايات الأخرى؟ يبدو لي ان السيد براون هو المعتدي هنا"، وأشار إلى توقعه بأن "القانون سيظهر هذا الأمر!".

       وكانت إحدى أقدم خطوات في هذا المجال توقيعه أمرا تنفيذيا في آذار (مارس) 2017 بهدف تفكيك خطة الطاقة النظيفة، وتعديل وتغيير وحتى إلغاء سياسة المناخ التي انتهجها الرئيس السابق باراك أوباما، والتي اعتمد في الكثير من بنودها من سياسات كاليفورنيا البيئية الرائدة، وهي التي وصفها ترامب بـ "القاتل للوظائف"، وسرعان ما ردت عليه غرفة التجارة في كاليفورنيا  California Chamber of Commerce بأن أعدت لائحة شملت 25 قرارا يمكن أن يضاف عليها بنودا أخرى، تمثل خطوات الرئيس ترامب الآيلة إلى قتل الوظائف في كاليفورنيا.

       وتستمر المعركة بين إدارة الرئيس ترامب في واشنطن وبين ناشطي البيئة والمدافعين عن تشريعات الولاية البيئية، ويبدو أن المعركة في بداياتها وستشهد فصولا ومواجهات عدة.  

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن