هرمون من لعاب الزواحف لعلاج السكري... يكبح مرض الباركنسون

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, August 9, 2017

هرمون من لعاب الزواحف لعلاج السكري... يكبح مرض الباركنسون

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

      

اكتشف الطبيب جون إنج John Eng الهرمون  exendin-4في العام 1992، وهو بروتين مكون من 39 حمض أميني، يؤثر بتحفيز إفراز الإنسولين وتنظيم السكر في الدم لدى الإنسان، ويستخرج من لعاب "وحش غيلا" Gila Monster وهو أحد الزواحف السامة في الولايات المتحدة الأميركية، وتم تطوير النسخة الصناعية منه وهو عقارExenatide  على شكل حقن أسبوعية، وقد أقرت إدارة الأغذية والدواء الأميركية FDA استعماله لدى مرضى السكري الذين لم يتمكنوا من السيطرة على المرض بالحبوب الخافضة للسكر، إلا أن دراسة حديثة قد وجدت، أن هذا العقار يعمل على كبح أعراض مرض "باركنسون" أو "الرعاش"Parkinson’s.

       ويتسبب مرض باركنسون، وهو مرض مزمن يتطور مع الوقت، بالرعاش وانقباض العضلات ونقص الحركة، مع مشاكل في السلوك والتفكير، وقد يعاني المرضى في المراحل المتقدمة من الخرف، ومن المتوقع أن يعاني في العام 2020 حوالي 162 ألف شخص في المملكة المتحدة من هذا المرض، وعلى الرغم من وجود علاج للتخفيف من أعراضه، إلا أنه لا يوجد أي علاج لكبحه، ووقف تقدم هذه الأعراض مع الزمن.

 

دراسة

 

وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة "لانسيت"Lancet  العلمية، وجد العلماء أن عقارExenatide  ساهم بتخفيف آثار باركنسون على العضلات، وقد دام تأثيره حتى بعد التوقف عن تناوله أكثر من 12 أسبوعا، ما يعني أنه يوقف تطور أعراض هذا المرض.

وقال توماس فولتيني Tom Foltynie، وهو أستاذ طب الأعصاب في "كلية لندن الجامعية" ومؤلف مشارك في الدراسة: "لا زلت غير مستعد لأن أقول، حسنا، الجميع بحاجة إلى البدء بتناول هذا الدواء"، وأضاف: "ولكن إذا تمكنا من تكرار هذه النتائج في مراكز عدة، ومع متابعة أطول، فإن هذا يمكن أن يغير نهجنا لعلاج مرض باركنسون".

وقد كان ثمة ملاحظات من دراسات سابقة أشارت إلى مشاكل مع إشارات الأنسولين في الدماغ التي يمكن أن تكون مرتبطة بالاضطرابات العصبية التنكسية، وأثار هذا الأمر الآمال أن أدوية السكري يمكن أن تستخدم أيضا لمعالجة "باركنسون"، وباجراء التجارب باستخدام الخلايا والحيوانات وحيدة الخلية، فضلا عن الدراسة التجريبية مؤخرا من قبل فولتيني وزملائه فقد دعمت هذه الفكرة الرائدة.

 

تقييم سنوي لمرضى باركنسون

 

وفي تفاصيل هذه الدراسة، وهي أول تجربة سريرية، تم تخصيص 60 شخصا يعانون من مرض باركنسون بشكل عشوائي، وأعطي نصفهم أحد علاجين، إما تلقي حقن من عقارExenatide  أو دواء وهمي مرة واحدة في الأسبوع، وتم تقييم المشاركين في كلا المجموعتين على مقياس شدة المرض على أساس الحركة في بداية الدراسة، وبعد ذلك كل 12 أسبوع، بما في ذلك الرعاش، تيبس الأطراف  stiffness وعدم القدرة على استعادة التوازن، وأجري التقييم في بداية اليوم، قبل أن يأخذ المشاركون أدويتهم المعتادة، ومرة أخرى بمجرد أخذ الدواء.

كما أن هناك تقييما سنويا لمرضى باركنسون على مقياس مكون من 132 نقطة، ومن المتوقع أن ينخفض أداء الأشخاص الذين يعانون من مرض "باركنسون" حوالي ثلاث نقاط على هذا المقياس السنوي مع عدم وجود دواء، ولكن بعد 48 أسبوعا أظهرت الاختبارات الصباحية لأولئك الذين يتناولون عقارExenatide  تحسنا بمعدل نقطة واحدة في حين أن أولئك الذين يتناولون الدواء الوهمي أظهروا انخفاضا بمعدل ثلاث نقاط.

وعندما تم تقييم المرضى بعد 12 أسبوعا، وجد الفريق البحثي أن أولئك الذين تم علاجهم بعقارExenatide  كانوا بمعدل 3.5 نقطة أعلى على المقياس مقارنة مع أولئك الذين يتناولون الدواء الوهمي.

 

نتائج ذات قيمة هائلة

 

ويقول الباحثون إن الدراسة تشير إلى أن عقارExenatide  قد لا يساعد فقط في السيطرة على أعراض "باركنسون"، ولكن يمكن أن يساعد في إبطاء تطور المرض، على الرغم من اعترافهم بالحاجة إلى المزيد من البحوث.

وقال فولتيني: "ما أظهرناه هو أن هناك ميزة 3.5 نقطة في استخدام هذا الدواء، وإذا كان هذا هو كل ما نحصل عليه، فإن هذا الأمر قليل للغاية"، وأشار إلى أنه "إذا كانت هناك ميزة تراكمية، لجهة أن يصبح المرضى بعد عامين على استخدام الدواء الوهمي، ووفقا للمقياس السنوي المعتمد، فتسوء حالة المرضى بمعدل ست نقاط، وكانت مجموعة Exenatide مستقرة، وبذلك نكون قد أوقفنا تطور المرض، وهذه النتائج ذات قيمة هائلة".

 

فوائد واعدة

 

وكان علماء آخرون متفائلون بحذر أيضا، وفي هذا المجال قالت خبيرة أمراض الاعصاب التنكسية neurodegenerative diseases في جامعة شيفيلد University of Sheffield هيذر مورتيبويز Heather Mortiboys أن "هذه النتائج مثيرة وهامة للغاية"، مشيرة إلى أن استعمال الأدوية التي يعاد استخدامها لهدف آخر يمكن أن يعجل العلاج مقارنة مع تطوير العلاجات من البداية، غير انها لاحظت انه "لم تظهر آثار واضحة على صور مسح scan أدمغة المشاركين في الدراسة، كما لم يتضح بعد كيفية عمل هذا العلاج بالضبط".

وقال ديفيد ديكستر، نائب مدير الأبحاث في باركينسون – المملكة المتحدة "إن نتائج الدراسة مشجعة"، وأضاف: "إن الفوائد الصغيرة التي تظهر في هذه الدراسة واعدة بشكل خاص، لأن مستوى قليل فقط من العقار الذي حقن فعلا وصل إلى الدماغ"، وقال: "وهذا يشير إلى أن إيجاد العلاجات التي تعمل بطريقة مماثلة، ولكن أكثر قدرة على اختراق حاجز مجرى الدم إلى الدماغBlood brain barrier  وقد تكون أكثر فعالية".

 

لقراءة الدراسة على الرابط الأصلي في مجلة "لانسيت" Lancet:

http://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(17)31585-4/fulltext

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن