"غدي نيوز" – يارا المغربي

ما يزال علماء الفلك يتطلعون إلى كوكب قابل للحياة في مجموعتنا الشمسية، وإذا كان مثل هذا الأمر كان يمثل "ترفا علميا" منذ ثمانينيات القرن الماضي، فقد تحول مؤخرا إلى حاجة، خصوصا وأنه بحسب الخبراء، فإن موارد كوكب الأرض بعد أقل من قرن لن تكون كافية لإطعام نحو تسعة مليارات نسمة، فضلا عن تحديات المناخ، وسط توقعات بأن تبلغ درجات الحرارة مستويات ستجعل مناطق واسعة من الكرة الأرضية غير قابلة للحياة.

وفي السياق عينه، حذر عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، من أن البشرية لن تعيش 100 عام أخرى إلا بالفرار من الأرض، مستشرفا التطور السريع في مجال اسكتشاف الفضاء، حتى أنه أبدى تخوفا من أن يتفوق العقل الصناعي على عقل الإنسان خلال المئة عام المقبلة، وتنبأ هوكينغ أن مثل هذا الأمر سيكون ممكنا مع التطور الهائل في مجالات العلوم.

من أصغر الأجسام السماوية

وفي هذا السياق، أكد عدد من علماء الفلك اكتشافهم أربعة كواكب شبيهة بالأرض تدور في "كوكبة الحوت" على بعد 12 سنة ضوئية تقريبا من كوكبنا، وفق ما ذكر موقع "لينتا رو" الروسي.

وفي مجال متصل، نشر موقع arXiv مقالا، قال فيه العلماء: "لقد تمكنا من اكتشاف 4 كواكب تشبه الأرض في كوكبة الحوت التي تبعد عنا 12 سنة ضوئية تقريبا"، وأضافوا: "نعتقد أن اثنين منها يقعان في منطقة تجعلها مرشحة لوجود الماء على سطحها أكثر من الكواكب التي تم اكتشافها مؤخرا في محيط نجم "TRAPPIST-1" الموجود في كوكبة الدلو".

وأوضح العلماء أن كتلة هذه الكواكب التي اكتشفوها مؤخرا تعادل 1.7 تقريبا من كتلة الأرض، ما يجعلها من أصغر الأجسام السماوية المكتشفة بالقرب من النجوم الشبيهة بالشمس.

كواكب صخرية

واستخدم العلماء لاكتشاف الكواكب الأربعة معدات وتقنيات دقيقة وحساسة جدا، قادرة على قياس أدق الإشارات الإشعاعية الكونية، وذلك عن طريق "فلترة" التلوث الإشعاعي الذي يصادفه علماء الفلك أحيانا، من أجل رصد الأجسام السماوية باستخدام التلسكوبات العادية.

وأضافوا أن "الأجرام الأربعة التي اكتشفناها تعد من الكواكب الصخرية. الكوكبان الأبعد هما الأكثر شبها بالأرض، لكنهما معرضان بشكل مستمر لخطر المذنبات والنيازك كونهما محاطان بكم هائل من الحطام الكوني".

ويذكر في هذا المجال - وفقا لـ RT الروسية - أن "هذا الاكتشاف يأتي بعد فترة من الإعلان التاريخي لوكالة الفضاء الأميركية ناسا عن اكتشافها 7 كواكب شبيهة بالأرض، تدور حول النجم "Trappist-1" في كوكبة الدلو، وصرحت أن أسطح 3 منها قد تحتوي على الماء السائل، الأمر الذي يجعلها من الكواكب المؤهلة للحياة عليها.