تسريب فيديو انتقاد الوزير الخطيب... تلويث لقيمنا كبيئيين!

Ghadi news

Saturday, August 12, 2017

تسريب فيديو انتقاد الوزير الخطيب... تلويث لقيمنا كبيئيين!

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو -

المفروض أنه "منتدى إقليمي للتنوع الحيوي"، شاركت فيه اليوم "مؤسسة الحديقة النباتية الملكية – الاردن" ووزارة البيئة المصرية وشخصيات وفاعليات عربية، وممثلون عن الجمعيات الأهلية في لبنان، وبالتأكيد وزير البيئة طارق الخطيب، أي أنه ليس مخصصا لبحث قضية أو فضيحة بعينها، وجاء ثمرة جهود رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة – لبنان الناشط زاهر رضوان، في خطوة المراد منها تأكيد مكانة لبنان على المستويين الإقليمي والدولي لجهة احتضان هذا المنتدى.

لم نكن نتمنى أن يحدث أي إشكال، أما وقد حدث، فكنا نتمنى أن يبقى بين قاعات المنتدى، لا أن يتم تسريب فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في خطوة غير بريئة، كون ثمة من يتقصد "تصفية حسابات" مع الوزير الخطيب، رغم أن لدينا الكثير من الملاحظات حول أدائه، فهذا الـ "ثمة" لا يعلم أننا ننشر "غسيلنا الوسخ" على "جدران" العالم.

وهنا لا بد الإشارة قبل الإسهاب في عرض ما حصل أن نؤكد أننا كبيئيين لسنا ملائكة ولا أنصاف آلهة، وغالبا ما نكون محملين بضغائن ومحكومين بمصالح شخصية أنانية، خصوصا من يصبح منا في دائرة الضوء، فتتحول البيئة منصة لأغراض معروفة، إذ يسيل اللعاب لتسنم موقعا في بنية النظام السياسي الفاسد الذي ننتقده!

لا نقصد بهذا الكلام رئيسة "حملة الأزرق الكبير" السيدة الفاضلة عفت إدريس، ونحن نعلم إسهاماتها الوطنية خدمة لبيئة لبنان ومستقبل أجياله، وإنما نقصد ذاك الذي نشر وروج و"شيَّر" الفيديو، فما قالته السيدة إدريس نوافق عليه ألف ومليون بالمئة، وإن كنا نتمنى أن لا يكون هذا المنتدى منصة لانتقاد الوزير الخطيب، حول ما ساقه في إحدى المناسبات عن أن ردم البحر يتم وفقا للشروط المطلوبة.

بهذا المعنى، ثمة تقصير من قبلنا، لأننا انتظرنا مناسبة للرد على وزير البيئة، بدلا من أن ننظم تحركا واسعا حول فضائح ردم البحر وجعله قضية يومية وخطوة نضالية لتصويب مسارات ورثها الخطيب من سلفه، ومن حكومة سابقة فشلت في مقاربة أزمة النفايات مع مسلسل لا ينتهي من الفضائح كان أبرزها قرار تسفير النفايات إلى الخارج، وتورط مسؤولين كبارا في هذا الملف.

عبرت السيدة إدريس عن وجع نعيشه يوما بيوم، رغم اقتناعنا أن المناسبة كانت تفترض أن ننأى قليلا عن تفاصيل المشهد البيئي في لبنان، خصوصا وأننا لا نواجه مشكلة تلويث البحر وتخريب النظم البيئية وتدمير التنوع الحيوي فحسب، وإنما نواجه فضيحة إنشاء "معمل الموت" في عين دارة، وفضائح الكسارات وغيرها، والسلطة – مع الأسف – شريك في بعض هذه الملفات، وبالأمس عرضنا جهارا لفضيحة معمل الإسمنت في عين دارة.

نؤكد في هذا السياق، أننا لا نهادن ملوِّث ومخرِّب مهما علا شأنه، وفي أي موقع كان، لكن كنا نتمنى ألا يتم تسريب الفيديو، لأنه يسيء إلينا كلبنانيين جميعا، خصوصا وأنه في مثل هذه الاحتفالات قد يعلو الصراخ قليلا، لكن ثمة من أراد توظيف الوجع في غير المقصد الذي تطالب به إدريس.

في كل الأحوال، أما وقد تم نشر و"تشيير" الفيديو، فلا بد من كلمة، تبدأ بضرورة النقد الذاتي لكل منا، لكل من يعني بالشأن البيئي، وهذا يفضي إلى حقيقة واحدة، وهي أنه طالما أننا كبيئيين بجمعياتنا ومؤسساتنا نعمل فرادى وجماعات، فلن يكون لنا صوت، ولن نشكل عامل ضغط ليس على وزير البيئة فحسب، وإنما على الحكم والسلطة بكل مكوناتهما.

ونقول أكثر، إن كثيرين ممن يحتكرون البيئة لا يعبرون عن تطلعاتنا، ولا يمكن لأي كان مهما علا شأنه أن يضعنا في الـ "سيلة"، وإن أي خطوة للاستئثار سيترتب عليها نشوء حركات وتيارات متنابذة، وهذا مطلب أي سلطة.

إن ما حصل اليوم، يمثل فضيحة أيضا، أو بمعنى أدق أراده البعض فضيحة لأغراض خاصة، هي أبعد ما تكون عن البيئة، عملا ونهجا ورؤى وتطلعات!

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن