أدلة توثق الترابط بين العوامل البيئية وزيادة معدلات سرطان الثدي

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, September 9, 2017

أدلة توثق الترابط بين العوامل البيئية وزيادة معدلات سرطان الثدي

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

      

قدم باحثون في قسم علم النفس وبرنامج العلوم من "كلية فاسار"Vassar College في نيويورك، بحثا هو الثاني من نوعه بعنوان "أدلة في العام 2017: تحديث حول العلاقة بين سرطان الثدي والبيئة"State of the evidence 2017: an update on the connection between breast cancer and the environment، بعد البحث الأول قد قدم في العام 2010، وتوصل البحثان إلى أدلة متزايدة تربط بين المواد المختلفة والإشعاع في البيئة وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي.

 

عوامل الخطر

 

       وأتى البحث الجديد ليؤكد الدلائل العلمية التي تربط بين التعرض لمجموعة كبيرة من المواد الكيميائية والإشعاع بصورة مستقلة أو بمجموعها، ما يؤدي إلى زيادة الإصابة بسرطان الثدي الذي سجل على مدى العقود القليلة الماضية.

       ولاحظ البحث أن ثمة عناوين رئيسية متكررة في المؤلفات العلمية المختلفة والكثيرة حول سرطان الثدي وعوامل الخطر البيئية، ومنها:

1-أهمية فهم آثار الخليط والتفاعلات بين مختلف المواد الكيميائية والإشعاع وعوامل الخطر الأخرى للمرض.

2-الأدلة المتزايدة على أن توقيت التعرض لهذه العوامل البيئية ينطوي على أهمية خاصة وخطيرة، وأن التعرض خلال فترات مبكرة من نمو الإنسان يؤثر في وقت لاحق، وعلى نحو كبير، لجهة زيادة خطر الاصابة بسرطان الثدي.

 

برنامج المراقبة والوبائيات

 

       وقد شمل البحث 848 دراسة منجزة في هذا المجال، قسمت من خلالها الأدلة إلى سبعة أقسام رئيسية، هي: (1) الهرمونات في الأدوية ومنتجات العناية الشخصية، (2) مركبات تعطل عمل الغدد الصماء  Endocrine disrupting compounds  أو (EDCs)، (3) الهرمونات في الغذاء: الطبيعية والمضافة، (4) المواد الكيميائية الصناعية التي لا تؤثر على الغدد الصماء، (5) تدخين التبغ: الناشط Active والسلبي passive، (6) التحول في توقيت العمل، بين العمل في النهار والليل وتأثيره على الميلاتونين، و (7) الإشعاع.

وقدم الباحثون ملخصا موجزا ومسحا عاما للأدلة، بما في ذلك القيود المنهجية والممارسات الواعدة، فضلا عن توجيهات لاستكمال البحوث في المستقبل.

وكان قد توقع برنامج المراقبة والوبائيات والنتائج النهائية The Surveillance Epidemiology, and End Results أو (SEER) التابع للمعهد الوطني للسرطان National Cancer Institute أو NCI في وقت سابق، أنه في العام 2015 في الولايات المتحدة، سوف يتوفي 40،290 امرأة و 440 رجل من سرطان الثدي و 231،840 امرأة و 2350 رجال سيتم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي المنتشر invasive breast cancer، وسيتم تشخيص 60،290 امرأة أخرى بسرطان الثدي.

       ولحظ مسح NCI أن أفضل سنوات الإحصاءات كانت في العام 2012، وأظهرت على مدى خمس سنوات تفاوتا في نسب سرطان الثدي وفقا للعرق، مع النسبة الأكبر للعرق الأبيض 126.1، أما العرق الأسود فأقل بقليل 124.1 وبينت إحصاءات SEER أنه منذ بدء التعداد في 1975 فإن هذه النسب متقاربة، وأظهر متوسط معدلات الإصابة لمدة 5 سنوات أقل بالنسبة للهنود الأمركيين الأصليين (91.9)، ومن أصل إسباني (91.9)، وأولئك من جزر آسيا والمحيط الهادئ (88.3) امرأة*.

 

نظام غذائي منتظم

 

       ووفقا لدراسات علمية، تبين أن عوامل بيئية عدة لها علاقة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، بما في ذلك الهرمونات والمواد الكيميائية التي تعطل وتؤثر وتخّل بعمل الغدد الصماء، والمواد الكيميائية العضوية والمنتجات الثانوية للاحتراق الصناعي والإحتراق في المركبات، والإشعاع المؤين وغير المؤين على حد سواء، فضلا عن تعرض البالغين لحبوب منع الحمل والعلاج الهورموني، كما أظهر البحث أن العمل في الليل عامل مهم يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومن ناحية أخرى.

وأشارت الأبحاث الأساسية التي تدرس آثار استهلاك منتجات الصويا والقشور lignans الموجودة في النباتات والحبوب الكاملة كجزء من نظام غذائي منتظم، يمكن أن يكون لها تأثير وقائي ضد تطور سرطان الثدي في وقت لاحق.

 

 

الوقاية في أعمار صغيرة

      

ولفت البحث إلى أن الحيوانات وغيرها من النماذج في المختبر، تدعم فرضية أن العديد من المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في المنتجات الاستهلاكية المستخدمة عادة، وكذلك في الهواء والماء والغبار، ترتبط جميعها مع زيادة خطر تطور الأنسجة الثديية لأورام، كما تدعم هذه البيانات الروابط القوية الموصوفة أعلاه بالنسبة للمواد الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء.

وتشير البيانات المأخوذة من الدراسات الوبائية إلى وجود ارتباط بين التعرض لهذه المواد والتطور اللاحق للسرطان، على الرغم من أن القيود المنهجية كثيرا ما تقيد الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها، وأشار البحث إلى نقطة تثير القلق بوجه خاص في معظم الدراسات الوبائية في هذا المجال، وهي عدم وجود قياس مباشر لمستويات التعرض للمواد السامة لدى الأفراد، كما توثق الأبحاث بوضوح، بأنه غالبا ما يكون هناك وقت طويل بين التعرض والتشخيص، وأن التعرض في فترات النمو بأعمار صغيرة يمكن أن يؤدي بشكل كبير لجهة التأثير على تطور سرطان الثدي، حتى بعد عقود، ولتوسيع نطاق العمل ذي الصلة، سيكون من المهم بالنسبة لدراسات شاملة كبيرة بمستويات عمرية معينة، أن تجمع بانتظام معلومات التعرض على مدى فترة طويلة من العمر، وأن يساهم تطور التكنولوجيات اللازمة لتحديد مستويات التعرض والمؤشرات الحيوية والنتائج الصحية على مستويات كبيرة.

 

الأولوية للبحث العلمي

 

       وأكد الباحثون أنه "خلال ثماني سنوات منذ نشرهم بحثهم الأول، تجمعت لديهم مئات من الأبحاث الجديدة التي تدعم هذا الرابط، والأدلة على هذا الموضوع هي أكثر اتساعا وأفضل نوعية من تلك المتاحة سابقا"، وأضافوا أنه "بعد وصف منهجيتنا في اختيار التقارير العلمية والإبلاغ عن النتائج الإحصائية، نقدم أقساما تمهيدية حول إحصاءات سرطان الثدي والأنواع الفرعية، فضلا عن المفاهيم الهامة لتأطير البيانات المعقدة التي نستكشفها، ثم عملنا على درس الأدبيات حول التعرض للسميات البيئية وخطر الإصابة بسرطان الثدي".

       ولحظ البحث أن الدراسات التي تعنى بأي المواد التي قد يؤدي التعرض لها من مختلف المواد السامة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، كان بطيئا في التطور، لأن الدراسات السمية التنظيمية التي تدرس الآثار التناسلية والتي تساعد في نمو الأورام، نتيجة التعرض لمختلف الأدوية أو المواد السامة المحتملة لم تتطلب فحص نقاط النهاية في الأنسجة الثديية، لتحديد كمياتها وأنواعها ومدى سميتها على هذه الأنسجة والجينات والغدد ومدى مساهمتها في زيادة نسب الإصابة بسرطان الثدي.

       واستنتج الباحثون أن التعرض لمجموعة واسعة من المواد السامة - وكثير منها موجود في المنتجات اليومية، والمنتجات الثانوية - يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. وعلى نحو ما خلصت إليه تقارير سابقة منها الفريق الرئاسي المعني بالسرطان the Presidential Cancer Panel ولجنة التنسيق بين الوكالات المعنية بسرطان الثدي والبحوث البيئية the Interagency Breast Cancer and Environment Research Coordinating Committee، فمن الأهمية بمكان الاعتراف بالدراسات والأبحاث المتزايدة التي تبين الصلات بين التعرض للسميات البيئية والتطور اللاحق للمرض، بما في ذلك الثدي والسرطان، وإعطاء الأولوية للوقاية سواء على مستوى البحث أو الصحة العامة.

       لقراءة البحث على الرابط التالي:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5581466/

       https://d124kohvtzl951.cloudfront.net/wp-content/uploads/2017/03/02025340/Report_State-of-the-Evidence_July_2010.pdf

* https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/26513636

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن