الهواتف الذكية... ليست ذكية بيئيا

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, September 13, 2017

الهواتف الذكية... ليست ذكية بيئيا

خاص "غدي نيوز" - ترجمة سوزان أبو سعيد ضو

 

       خلال 10 سنوات ومنذ اكتشافها، أصبحت الهواتف الذكية (النقالة) من ضرورات الحياة العصرية، وتتميز كل عام بأشكال ومزايا تكنولوجية جديدة، ما يدفع العديد من المستخدمين لتبديلها، لمواكبة التكنولوجيا ومتطلباتهم الحياتية والمهنية، وقد أظهر بحث فرنسي حديث أن الهواتف الذكية، وغالبا ما يعمد مستخدموها إلى تغييرها بوتيرة كبيرة، كما أنه لا يعاد تدويرها بنسب كافية تخلف أضرارا بيئية متزايدة لا سيما في مرحلة تصنيعها.

 

إحصاءات

 

       وكجزء من جهد تعاوني، اقترحت "بيئة وطبيعة فرنسا" France Nature Environnement و"وكالة البيئة وإدارة الطاقة"Agence de l'environnement et de la maîtrise de l'énergie أو اختصارا ((ADEME دراسة هذه التأثيرات وإعطاء بعض الطرق للمستهلكين حتى يتمكنوا من التصرف بموجبها، والمحافظة عليها قدر الإمكان بهدف التخفيف من الهدر باستعمالها.

       وأوضح البحث أنه منذ العام 2007 مع صدور أول طراز من هواتف Iphone، بيع حتى اليوم سبعة مليارات هاتف ذكي في العالم، وتتجه هذه الأرقام إلى الإزدياد، فبعدما كان عدد الأجهزة المباعة في العالم 139 مليونا في العام 2008، ارتفع ليتخطى المليار عام 2013 وليقترب من 1,5 مليار في 2016، بحسب التقرير، وأشار إلى أن أثر كل هاتف يزداد كلما كبر حجم الشاشة أو زادت دقة الكاميرا الموجودة في الجهاز.

 

تأثيرات بيئية

      

       وفي المعدل، ثمة نحو خمسين نوعا من المعادن موجودة في تركيبة الهاتف الذكي (أي ضعف عدد المعادن في الهواتف المحمولة من الجيل القديم). وغالبا ما تصعب إعادة تدوير هذه المواد لأنها عادة ما تكون خليطا من المعادن.

       ويمتد التأثير البيئي للهواتف الذكية طوال دورة حياتها، ومع ذلك، تتركز 75 بالمئة من بصمة هذه الأجهزة البيئية في مرحلة التصنيع، وتتمثل في استخراج المعادن من الطبيعة، والتي تشكل اليوم مشكلة هامة، مع ما يؤدي هذا الأمر من تدمير النظم الإيكولوجية والتلوث المتعدد الأشكال، كما هو الحال بالنسبة للمياه لجهة الاستخدام المكثف لعمليات استخراج المواد الكيميائية.

       ويتكون الهاتف الذكي بين 30 و40 بالمئة من البلاستيك، 10 بالمئة من السيراميك والزجاج، وبين 40 بالمئة و60 بالمئة من المعادن، منها بين 80 و85 بالمئة من المعادن الفلزية مثل الزينك والنيكل والألومنيوم الكروم وغيره، بين 15 و20 بالمئة من الكربون والليثيوم والكوبالت والمغنيزيوم وغيره، و0.5 بالمئة من المعادن الثمينة مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم، و0.1 بالمئة من المعادن النادرة مثل يوروبيوم، ييتيريوم، غاليوم وغيرها.

 

الأمن الإنساني والبيئي

 

       وقالت مديرة المشروع في مؤسسة "بيئة وطبيعة فرنسا" هيلويس غابورلHéloïse Gaborel: "لقد رافق جنون الهواتف الذكية زيادة استخدام المواد الخام، ما أسهم في استغلالها المفرط على نطاق عالمي، فيجب استهلاك أكثر من 70 كيلوغراما من الموارد الطبيعية لإنتاج هاتف ذكي واحد، ويمكن لكل جهاز أن يحتوي على ما يصل إلى 50 معدن مختلفا، كما أن استغلال المعادن له عواقب كارثية على البيئة، ولكن أيضا بالنسبة للسكان المحليين، كما هو الحال في الصين مع النيوديميوم  neodymium، أو في جمهورية الكونغو الديموقراطية الغنية بالتنتالوم والكوبالت".

       وذكر البحث أن الاستخدام الهائل للمياه في تشيلي والأرجنتين وبوليفيا لإنتاج الليثيوم (معدن موجود في بطاريات الهواتف الذكية) يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الناس المحليين، فضلا عن أنه في الكونغو ووفقا لليونسيف UNICEF، يعمل أكثر من 40 ألف طفل في استخراج التنتاليوم والكوبالت من المناجم في البلاد، كما أن استخدام معدن النيوديميوم ينتج عنه مياه حامضية فضلا عن معادن ثقيلة ومواد إشعاعية.

       ووفقا للبحث يلجأ المستهلك لتغيير الهاتف النقال ​​كل سنتين في المتوسط، بينما يكون الهاتف في 88 بالمئة من الحالات لا يزال صالحا للإستعمال، ويجد المستهلك أن هاتفه قد أصبح قديما، وهذا التقادم في هذه الهواتف يرتبط بالعوامل النفسية والاجتماعية، وهي تفسر عمليات التغيير المتكررة مثلا، وفقا لآخر الأخبار، وتأثير العروض الترويجية والتحريضية بهدف شراء لنماذج الجديدة من قبل المصنعين ومشغلي شبكات الهاتف النقال.

       وأضاف البحث كما أنه يتم استبدال هذه الهواتف، بعد مدة قصيرة من استخدامها نتيجة بعض المشاكل المتعلقة بتصميمها، البطاريات المعطوبة وعدم توفر قطع الغيار من الموصلات والشواحن وأنظمة التشغيل الحصرية، وفي معظم الحالات، لا يتم تصميم الهواتف الذكية لتكون قوية بما فيه الكفاية أو قابلة للتصليح، ولا متوافقة ومتطورة مع مرور الوقت، لذا يجب وضع تدابير لمكافحة التقادم الوظيفي والبرمجيات للهواتف الذكية.

 

الحلول

      

من خلال اتخاذ خيارات أكثر استدامة واعتماد ممارسات استخدام جيدة، يمكن للمستهلكين أيضا العمل للحد من الآثار البيئية للهواتف الذكية، فقبل الشراء، من المهم أن تحدد بوضوح احتياجاتك ومعرفة خصائص الهاتف وشروط البيع: منها إمكانية تفكيك الهاتف المحمول لتغيير البطارية على سبيل المثال، نمط الجهاز، قطع الغيار، ضمانات الشراء، كما أنه من الممكن أيضا في بعض البلدان لاختيار الهاتف من جهة ثانية  استئجاره خصوصا إذا كنت ترغب فقط في استخدامه مؤقتا، والأفضل العناية بالهاتف الذكي الخاص بك كل يوم وإصلاحه في حالة حدوث أي عطل أو كسر، ما يمكن أيضا منع التجديد المبكرة، فمن الأفضل بكل الأحوال إعطاء الهاتف الذكي الخاص بك، حياة ثانية.

       وقال المهندس إروان فانجيت  Erwann Fangeat من ADEME، أنه "يتم جمع 15 بالمئة من الهواتف بعد الإنتهاء من استعمالها، ويبقى ما لا يقل عن 30 مليون هاتف محمول في أدراجنا، ومع ذلك، يمكن إعادة استخدام عدد من هذه الهواتف من قبل أشخاص آخرين، الأمر الذي من شأنه أن يوفر الموارد المتعلقة بتصنيع الأجهزة الجديدة، عندما يريد المستهلك التخلص من هاتفه، يمكنه أن يعيد بيعه أو إعطائه لشخص ما حوله، أو إلى مؤسسة تعيد استخدامه"، وقال انه "يمكن أيضا إعادته إلى المخزن والبائعين لاستعادة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية القديمة، وبمجرد جمعها، يتم تجديد الهواتف أو إعادة تدويرها، اعتمادا على حالة الجهاز".

لقراءة المقال على الموقع الأصلي:

http://www.fne.asso.fr/communiques/les-smartphones-des-t%C3%A9l%C3%A9phones-pas-si-%C2%AB-smart-%C2%BB-pour-l%E2%80%99environnement

لقراءة البحث:

https://ged.fne.asso.fr/silverpeas/LinkFile/Key/784c9b6d-ac63-49d5-b437-4b59ceddf931/Note_FNE_empreinte_cachee_smartphones_sept2017.pdf

 

روابط أخرى

http://presse.ademe.fr/wp-content/uploads/2017/09/guide-pratique-impacts-smartphone.pdf

 

      

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن