تقرير علمي: الفشل في التعامل مع تغير المناخ وراء تفشي الإرهاب

Ghadi news

Monday, October 2, 2017

تقرير علمي: الفشل في التعامل مع تغير المناخ وراء تفشي الإرهاب

"غدي نيوز"

      

       يرى عدد من قادة العالم والخبراء، أن الفشل في التعامل مع تغير المناخ، هو السبب الدفين وراء تفشي الإرهاب، والعنف في المجتمعات الدولية، التي تعاني الفقر وعدم المساواة الناجمين عن الجفاف.

       وأظهرت دراسة حديثة أجراها مركز "بيو" الأميركي للأبحاث Pew Research Center ومقره واشنطن، أن تهديدات تغير المناخ على العالم بمستوى خطر "الإرهاب" المتنامي يوما بعد يوم.

       وأوضحت الدراسة، أن "ارتفاع نسبة الوعي العالمي للعلاقة الوثيقة بين مشكلة تغير المناخ، والتحديات الأمنية الأخيرة، خلق بيئة مواتية لتسليط الضوء على تداعيات هذه المشكلة، لا سيما في أعقاب جرائم الإرهاب الأخيرة"، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.

       وتصدر اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ من ناحية، ومواجهة الإرهاب من ناحية أخرى، جدول الأعمال الرئيسي في اجتماعات قادة العالم خلال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أجريت في نيويورك خلال الفترة ما بين 20 و25 سبتمبر الماضي.

       وذكر التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن هذا التغير "يشكل تهديدا متزايدا على أمن البشرية".

       كما تطرّقت الخارجية الألمانية، إلى آثار التغير المناخي في ظهور جماعات إرهابية مثل: "داعش" (في سوريا والعراق)، و"بوكو حرام" (النيجيرية)، و"حركة الشباب" (الصومالية)، وغيرها.

       ووفقا للوزارة، فإن "الأعمال الإرهابية تولد من رحم تغير المناخ، الذي ينعكس سلبا على حياة المواطنين، ويجبرهم على ترك أراضيهم وتشريدهم".

       وبعبارة أخرى، يشكل الجوع والفقر، وعدم المساواة بين شرائح المجتمع الناجمين عن تغير المناخ بيئة مواتية، لتجنيد المزيد من الشباب المهمشين في الجماعات الإرهابية، بحسب المصدر نفسه.

       وبهذا الخصوص، قال ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، إن "هناك علاقة مباشرة بين تغير المناخ والصراعات والإرهاب".

       وأضاف في مقابلة تلفزيونية، أن "هناك دليل قوي بالفعل على أن من الأسباب الرئيسية للأهوال في سوريا، وغيرها من بقاع الأرض، هي جفاف دام لأكثر من 5 سنوات".

وعن الهجمات، التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لفت إلى أن "كل هذه الأعراض هي نتاج طبيعي لعدم حل المشكلة".

       واختتم حديثه قائلا: "منذ نحو 20 عاما قال بعضنا إنه إذا لم نتعامل مع هذه القضايا، سيشهد العالم صراعات أكبر على الموارد الشحيحة، وصعابا أكبر بسبب الجفاف وأثرا متراكما لتغير المناخ، وهو ما سيعني اضطرار الناس إلى الانتقال".

       من جانبه، قال لوكاس روتينغرLukas Ruttinger ، خبير سياسي ألماني بمجال الأمن والسلام، في تقرير تموّله الحكومة الألمانية، بعنوان "التمرد والإرهاب" إن "الجماعات الإرهابية تستخدم بشكل متزايد الموارد الطبيعية، مثل المياه، كسلاح في حربها ضد الأبرياء، وذلك من خلال التحكم بتلك الموارد".

 

       ووفقا للتقارير الأخيرة الصادرة عن الجيش النيجيري، لجأت حركة "بوكو حرام" إلى استخدام الموارد الطبيعية كسلاح، وجزء من استراتيجية العنف التي تتبعها.

       كما سمّمت عناصر "بوكو حرام" مصادر المياه، مثل الآبار والجداول، في المناطق التي طردوا منها، ما جعل استخدام تلك المياه خطرا على كل من البشر والماشية، حسب التقرير.

       من جهته، يرى كليمنس هوفمان Clemens Hoffman، محاضر في "السياسة الدولية" بجامعة "ستيرلينغ" في اسكتلندا، أن "الظواهر الجوية مثل الجفاف، والاحتباس الحراري، تساهم إلى حد كبير في تغذية الصراعات السياسية والاقتصادية، إلا أنها ليست العامل الوحيد لذلك".

       وقال هوفمان، الذي يعمل حاليا على مشروع بعنوان "استكشاف البيئة الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط"، إن "علينا عدم تجاهل المسؤولية البشرية والسياسية في تفاقم تلك الصراعات".

       وتابع: "إذا ألقينا اللوم على تغير المناخ بتفشي الصراعات والإرهاب في العالم، فإننا نخلي مسؤولية البشر الذين يرتكبون الجرائم والفظائع هنا وهناك".

       ويرى محللون أن عقلية "أميركا أولا"، التي يتبناها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، أثبتت بالفعل تأثيرها الضار على قضية الاحتباس الحراري العالمي والتجارة الحرة.

       فقرار ترامب، بانسحاب بلاده من "اتفاق باريس" بشأن المناخ والشراكة عبر المحيط الهادئ لا يبشر بالخير لمستقبل الالتزام الأميركي بالإرث المؤسسي متعدد الأطراف للأمم المتحدة.

       وقال إنه إذا كان السبب في إلقاء اللوم على تغير المناخ العالمي على الصراع والإرهاب، فلا يوجد "جاني بشري" لأي جرائم أو نزاعات، مؤكدا أنه في حالة سوريا، فإن ذلك يعني استبعاد مسؤولية نظام الأسد عن الحرب الأهلية، وبدلا من ذلك نلوم التغير المناخي العالمي.

       لذلك، فإن تغير المناخ هو مصدر قلق كبير ويجب على العالم أن يفعل المزيد عن ذلك، ولكن هذا لا يعني أن جميع المشاكل في العالم ترتبط بتغير المناخ، ولا يعني أننا بحاجة إلى تلك الحجج المقلقة لاتخاذ إجراءات ضد المناخ العالمي المتغير.

       وخلص إلى أن تغير المناخ لا يخلق إرهابيين أو مجرمين، ولكن في ظل تغير المناخ، فإن السياق الذي تعمل فيه هذه المجموعات يعمل بشكل كبير، لذلك، ما نراه هو أن تغير المناخ يخلق سياقا يمكن أن تتكاثر فيه هذه المجموعات وتنمو وتزداد عددا وقوة.

      

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن