في "اليوم العالمي للحيوان" نستلهم قيم القديس فرنسيس وقداسة البابا

Ghadi news

Wednesday, October 4, 2017

في "اليوم العالمي للحيوان" نستلهم قيم القديس فرنسيس وقداسة البابا

"غدي نيوز"

 

*فادي غانم

 

يحتفل العالم في مثل هذا اليوم، الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) بـ "اليوم العالمي للحيوانات"، التي نتشارك معها الحياة على كوكب واحد، ولهذه المناسبة رمزية خاصة، تحمل أكثر من رسالة، أهمها الرحمة والرأفة، وتاليا تعميم ثقافة المحبة وتكريسها في يومياتنا، بعيدا من مظاهر وممارسات تظهرنا وكأننا بعيدون من إنسانيتنا، ونحن نمعن في قتل الحيوانات الأليفة وتعذيبها، فيما هي تمحضنا الحب، بما تحمل من مشاعر تعبر عنها بغريزتها أو بما اكتسبته من علاقتنا اليومية بها، حتى أننا وفي موروثنا الشعبي نتحدث عن وفاء بعضها وذكاء بعضها الآخر.

لا يقتصر هذا اليوم على الحيوانات الأليفة فحسب، وإنما يطاول سائر الحيوانات التي نتشارك معها فضاءً واحدا، وتشكل جزءا من نظام إيكولوجي متوازن، وتسدي لنا خدمات لا تحصى، فالحيوانات البرية تؤمن التوازن بين اللواحم وآكلة العشب، ولكل منها دوره، وانقراض أو تراجع أعداد صنف بعينه تترتب عليه نتائج لا نكون نحن البشر في منأى عنها، فانقراض الضبع يعني انتشار النفايات والحيوانات النافقة في الطبيعة، وتكون موئلا للحشرات والأمراض، لا بل انقراض الضبع يتسبب بما هو أبعد من ذلك، فمناطق زراعية عدة في لبنان هجرها المزارعون وفقدوا مصدر رزقهم بسبب تراجع أعداد الضباع، التي يعتبر وجودها ضروريا للحد من تكاثر الخنازير البرية التي تقضي على المزروعات وهي تحفر الأرض بأنيابها بحثا عن الطعام من حشرات، فضلا عن قضم جذور النباتات، لا بل تقضي أيضا على مواسم الأشجار المثمرة، فتقوم بما تملك من قوة بهز الأشجار لتسقط ثمارها فتلتهمها، فيما الضبع يحد من تكاثرها مقتفيا أوجارها ليؤمن غذاءه عبر خنق والتهام صغارها، خصوصا وأن الضبع لا يصطاد ويعيش على المخلفات، فضلا عن أن انقراض الذئب في مناطق واسعة من لبنان ساهم أيضا بانتشار الخنازير البرية.

هذا مثال لا أكثر، والحديث يطول، لكن ما يهمنا في هذه المناسبة، هو التذكير بأهمية الحيوانات، مستلهمين الكثير من تعاليم القديس فرنسيس الأسيزي، شفيع الحيوانات، وهو الذي تقرب من الله في حبه للطبيعة، ومن لا يتذكر يوم "تحدث" إلى ذئب أثار ذعر أهالي احدى المدن الايطالية، وقال له: "تعال إلى هنا الآن! أريدك أن تعدني بأنك ستكون مسالما من الآن فصاعدا"، فرفع الذئب يديه ووضع فمه على ركبتي الأخ فرنسيس كحمل وديع، وكأنه يقول له: "أعدك بأنني سأكون أليفا"، فقال فرنسيس: "الآن آمرك باسم يسوع أن تسير خلفي. فنذهب معا لكي يرى الجميع أنك عقدت الصلح معهم وصرت مسالما".

وأطاع الذئب وسار خلف فرنسيس. فخرج سكان المدينة من بيوتهم، كبارا وصغارا، ورأوا صديقهم الأكبر القدّيس فرنسيس والذئب الأليف وراءه، ومنذ ذلك الحين، اخذ السكان جميعا يقدّمون الطعام للذئب الوديع المسالم. وأحبّه الجميع، لا سيما الأطفال، الذين كانوا يلعبون معه، وبنى السكان كوخا جميلا للذئب الذي أصبح حارسا للمدينة، فلم يعد اللصوص يستطيعون الدخول إليها وسرقة البيوت.

وثمة الكثير من المرويات عن القديس فرنسيس، لكن وبهذه المناسبة نتقدم من قداسة البابا فرنسيس بأسمى آيات التقدير، وهو الذي استوحى سيرة القديس فرنسيس الأسيزي، وقدم مقاربة إنسانية لمشكلة المناخ في العالم، داعيا على الدوام إلى أنسنة حضورنا كبشر، لصالح الكوكب الذي يجمعنا إلى جانب كائنات الله.

 

*رئيس "جمعية غدي"

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن