بحث

الأكثر قراءةً

اخر الاخبار

العيناتي يدعي على شركتي ترابة

"خطر وبائي".. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود

حملة توعية لجمعية غدي للتعريف عن الملوثات العضوية الثابتة وأخطارها

دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟

الصحة العالمية تتخوف من تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر.. "أخطر من كوفيد 19"

لويس غصن... أيقونة محطة بحمدون

Ghadi news

Friday, November 9, 2012

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو

  رحل الدكتور لويس غصن عن 104 أعوام، مضى متدثرا سماء محطة بحمدون وهو الذي وفد إليها "غريبا" من بلدة صغيرة مجاورة اسمها عين موفق، فأضحى واحدا من أبرز رجالاتها، رئيسا لمجلسها البلدي، وظل إلى جانب موقعه طبيب الفقراء وأديبا وشاعرا وسياسيا أمضى ست سنوات مع الشهيد كمال جنبلاط في مراحل تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى أن اختار العمل العام سبيلا لتحقيق أحلامه الكبيرة، حتى غدا "أيقونة محطة بحمدون"، وإن كان حضوره أكبر من أن يختزل بالبلدة التي وهبها سني حياته.
ما يميز مسيرة الراحل الكبير هو التعفف عن المراكز والمواقع، فالطبيب في الاربعينيات من القرن الماضي كان يتخذ مهنته سبيلا إلى المجلس النيابي، وتوظيف المهنة في الارتقاء إلى مواقع السلطة، أما هو فآثر أن يبقى إلى جانب ناسه، يخفف معاناتهم وآلامهم، يعبر إلى القرى سيرا على الاقدام لينقذ مريضا ويعالج آخر بنهج رسولي فلم يجنِ ثروات، ولعل كثيرين لا يعلمون أن الدكتور لويس غصن لا يملك من حطام الدنيا سوى بذلتين اثنتين، ذلك أن رصيده الحقيقي كدسه في قلوب محبيه.
سيبقى مكتبه في بلدية محطة بحمدون موجودا يمثل قيمة رمزية وان حال رحيله دون ان يتواجد فيه، في لفتة رمزية خصه بها الرئيس الحالي اسطه ابو رجيلي فيها الكثير من الوفاء لرجل يصر دائما على أنه "فلاح ابن فلاح" ولم يجاهر يوما أنه تخرج طبيبا من جامعات ليون الفرنسية سنة 1939، أو أنه تتلمذ على يد الاديب الراحل مارون عبود استاذه في الجامعة الوطنية في مدينة عاليه، ولا في ما أصدر من كتب توزعت بين الشعر والأدب والتنمية، ولا في أنه كان يوما زميلا لرائدة العمل النسائي الاديبة نظيرة زين الدين في الـ "الليسيه الفرنسية" في بيروت
ولم يكن من قبيل الصدفة في منتصف القرن الماضي أن يجمع وجهاء محطة بحمدون (غالبيتها من الطائفة الارثوذكسية) وأبرزهم: أمين عبد النور، شكرالله ابو رجيلي وامين نعمان متى، على تزكيته رئيسا لبلديتها، وهو الماروني الوافد إليها بحثا عن آفاق أوسع من حدود قريته الصغيرة.
رحل الدكتور لويس غصن تاركا إرثا كبيرا من القيم والمناقب، وقد كرمته محطة بحمدون قبل ست سنوات في احتفال كان من المفترض أن يقلد فيه وسام من الدولة اللبنانية، إلا أن ثمة من ضن عليه بهذا الوسام، ولم يكن من طالبيه، وأمثاله أكبر من كل الاوسمة ومراسم التكريم.
وقد شيع أمس في مأتم مهيب في قاعة كنيسة مار الياس المارونية في بحمدون، واقيم قداس على راحة نفسه رأسه رئيس اساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر الذي ألقى عظة قال فيها: "حياة المرحوم الدكتور لويس غصن كانت رسالة لبني قومه ومماته كانت ايضا رسالة للمنطقة بأسرها، ويقول الدكتور غصن في وداعه لنا، هذه المنطقة منطقتكم ايها المسيحيون والمسلمون والدروز، منطقتكم معا ولبنان هذا لبنانكم معا، فانهضوا بالمنطقة معا وانهضوا بلبنان، اكملوا فيه الحياة التي احبها وعشقها وخدمها بشرا وحجرا، اذا نظرتم الى الانسان فيه والطبيب دهشتم بمحبته للناس ولا سيما ذوي الحاجة منهم، ولد منذ مئة واربع سنوات (104 سنوات) واستمر الى اليوم في اسبوع تجديد الكنيسة وتقديسها".
بعد ذلك، تقبل رئيس البلدية ابو رجيلي وعائلة الفقيد التعازي. ثم ووري الجثمان في مدافن البلدة.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن