عودة وعل الجبل إلى موطنه لبنان... من بوابة محمية أرز الشوف!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, November 12, 2017

عودة وعل الجبل إلى موطنه لبنان... من بوابة محمية أرز الشوف!

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

      

       هنا، في هذا المدى المفتوح على الجمال، من ذرى أشجار الأرز الدهرية حتى تخوم السماء. هنا، في محمية أرز الشوف، لا مكان للارتجال، لا بل ثمة خطط ومشاريع ورؤى إبداعية خلاقة، وعمل دؤوب لا ينقطع يوائم بين العلم والفطرة الأولى، والعودة إلى الجذور، إلى منابع الألق، وسط قدسية المكان، حيث تغدو الطبيعة واحة حب وفعل إيمان يقربنا من الله وندنو من ترانيم مرنَّخةٍ بالعطر.

       في منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كانت محمية الشوف للمحيط الحيوي  Shouf Biosphere Reserve على موعد مع مشروع يعد الأول من نوعه في لبنان، مع انطلاقة مشروع يهدف لإعادة توطين وعل الجبل (الوعل النوبي)  Capra nubiana من منطقة "وادي رم" في المملكة الأردنية الهاشمية إلى لبنان، والجدير ذكره أن آخر مشاهدات موثقة لهذا النوع من الوعل في لبنان كان في العام 1900، وانقرض بعد ذلك نتيجة الصيد الجائر وتدمير البيئة الطبيعية التي كان يتواجد بين ظهرانيها.

 

هاني: 12 وعل نوبي

 

       وقال مدير محمية الشوف للمحيط الحيوي نزار هاني لـ ghadinews.net: "استقدمنا مجموعة مكونة من 12 من حيوانات الوعل النوبي من الأردن، وقمنا بوقت سابق بعملية تقييم واسعة ودراسة حول إعادة إدخاله في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، بعنوان "دراسة للتخطيط للمرحلة الأولية من إعادة إدخال الوعل النوبي Capra nubiana في محمية الشوف للتنوع الحيوي"Study for the planning of the preliminary phase of the reintroduction of Nubian ibex (Capra nubiana) in the Shouf Biosphere Reserve (SBR) REPORT، بالتنسيق والمشاركة مع الجمهورية الإيطالية، "الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي" Agenzia Italiana per la Cooperazione allo Sviluppo ومعهد "أويكوس أونلوس" Istituto Oikos Onlus، وتندرج هذه الخطوة ضمن مبادرة "برنامج التنمية المستدامة للمنطقة العازلة في الشوف"Sustainable Development of the Buffer Zone of the Shouf Cedar reserve.

 

مشروع مشترك

      

       وأضاف: "أما هذا المشروع فهو جزء من برنامج تعاون بين محمية الشوف المحيط الحيوي، "الجمعية الملكية لحماية الطبيعة"the Royal Society for the Conservation of Nature (الأردن)، "محمية وادي رم"Wadi Rum Protected Area، "مؤسسة أويكوس" Istituto Oikos (إيطاليا)، كما دعمت تنفيذه المؤسسة الإيطالية للتعاون The Italian Cooperation in Lebanon ومؤسسة "مافا" MAVA السويسرية، فيما ساهمت "شركة طيران الشرق الأوسط" MEA بتحمل تكاليف نقل الحيوانات على متن طائرتين تابعتين لها، ومن الجدير ذكره أنه جرت مراعاة القوانين اللبنانية والدولية التي تنظم هكذا أعمال وبموافقة ودعم وزارة البيئة اللبنانية".

 

استعادة التنوع البيولوجي

 

       وأشار هاني إلى أن "هناك مشاريع ونشاطات ومبادرات عدة ومتنوعة نتابعها ونقيمها وندرسها في محمية أرز الشوف، وهدفها التنمية الإجتماعية والبيئية والإستدامة والإقتصاد الدائري، ومن هذه المشاريع إعادة الوعل النوبي الذي انقرض منذ أكثر من قرن، نتيجة الصيد الجائر وتدمير موائله الطبيعية، وهو أحد هذه المشاريع العلمية الهامة وأول المشاريع العلمية في لبنان التي تستعيد حيوانا انقرض من لبنان، ويتجه المشروع لاستعادة التنوع البيولوجي، والدورة الإيكولوجية السليمة في المنطقة، وتوعية المواطنين حول أهمية المحافظة على الطبيعة والتنوع البيولوجي والأنظمة الإيكولوجية، ودراسة مستفيضة حول دور هذا الوعل في النظام الإيكولوجي، وبدأنا في المرحلة الأولى من المشروع بنقل هذه الحيوانات إلى منطقة (عانا) في البقاع لتأهيلها ضمن منطقة مسيجة مساحتها 3 هكتارات في منطقة تعود ملكيتها للعميد كارلوس إده، وبإدارة السيد فؤاد ناصيف، وقد ساهما مشكورين في مشروع اعادة إدخال الوعل إلى لبنان، داخل محمية الشوف المحيط الحيوي".

وقال: "مرت الحيوانات بمرحلة تأقلم مؤقتة، أتاحت لفريق عمل المحمية مراقبة ودراسة الحيوانات وذلك بتزويدها ببطاقة تعريف خاصة، وطوق للمراقبة، ومن خلال زيارات دورية، فضلا عن استخدام كاميرات خاصة لهذه الغاية، تمهيدا لنقلها إلى المحمية وتأسيس قطيع يتكاثر ضمنها".

 

الوعل جزء من الدورة الإيكولوجية

 

وعن إمكانية أن يؤدي وجود الوعل إلى أضرار بالمحمية لجهة الرعي الجائر فضلا عن وقوعه فريسة لحيوانات لاحمة، قال: "إن هذا الوعل، وخلافا للماعز الذي يرعى بصورة جائرة، يساهم في الرعي وتنظيف الأحراج، ما يساهم بتجدد الغطاء النباتي بصورة صحية، والوقاية من الحرائق، كما أنه جزء من الدورة الإيكولوجية الطبيعية في المنطقة، حيث يعتبر غذاء للحيوانات المفترسة من ذئاب وابن آوى وغيرها، وهذا يمكن أن يساعد على الإنتقاء الطبيعي لجهة بقاء الأقوى منها بنية، فضلا عن ضبط الأعداد بصورة طبيعية".

وأكد هاني أن "نجاح المشروع يحتاج إلى التعاون الوطيد مع السكان المحليين، وسوف تسعى إدارة المحمية إلى إشراك المجتمع المحلي بنشاطات متنوعة تهدف إلى توثيق العلاقة بينهم وبين هذا الحيوان الجديد في المحمية، فضلا عن إصدار إرشادات عامة للسكان والسياح لتأمين سلامة وعل الجبل لجعل السياحة مستدامة وتنسجم وتتماشى مع المحافظة على التنوع البيئي"، مشيرا إلى أنه " ستحدد أعمال المراقبة والبحث العلمي تاريخ المرحلة الأخيرة من هذه العملية، ألا وهي إطلاق الوعل الجبلي في الطبيعة".

       وأكد هاني على "ضرورة مساهمة المؤسسات والشركات اللبنانية في عملية إعادة إدخال وعل الجبل، من خلال الدعم المباشر أو بناء شراكات تهدف إلى تعزيز المرحلة الحالية، أو إلى استقدام أعداد أخرى من الوعل تساهم في تثبيت تواجد هذا القطيع الأول المؤسس".

 

الوعل النوبي

 

       الوعل النوبي واسمه العلمي Capra nubiana هو نوع من الماعز الاجتماعي البري التي تعيش على تضاريس شديدة الانحدار وفي المنحدرات (Gross et al., 1995a)، ويبلغ متوسط وزن ​​الذكور 62.5 كيلوغراما، بينما تبلغ الإناث ثلث حجم الذكر ووزنها 26 كيلوغراما، ويتميز بلون بني فاتح مع بطن أبيض والذكور تتميز يشريط بني داكن أسفل الظهر وبلحية داكنة اللون، ويبلغ معدل الطول وقوفا 65 سنتمترا للإناث و75 سنتمترا للذكور، ومعدل طول الجسم 125 سنتمترا للذكور و105 سنتمترا للإناث، وللذكور قرون رقيقة طويلة تمتد إلى الوراء وإلى الأسفل، وبينما يصل طول القرون لدى الذكور حوالي المتر فإنها لدى الإناث حوالي 30 سم، خلال معظو أيام السنة تبقى الإناث وصغارها والذكور دون ثلاث سنوات في قطعان منفصلة من حوالي 20 فردا، وتبقى الذكور في قطعان منفصلة، حتى وقت التزاوج، وتبلغ الإناث بعمر سنة ونصف السنة، ويمكن أن تحمل في عمر السنتين أما الذكور فتبلغ بين 3 وست سنوات، وتحمل الأنثى في فصل الخريف عادة وتبلغ فترة الحمل بين 150 و165 يوما (بين 5 و5.5 شهرا)، لتضع وعلا أو إثنين، معدل حياة الوعل النوبي في الأسر 17 عاما، إلا أنه أقل من ذلك في البرية، أما تصنيفه من قبل "الإتحاد الدولي لصون الطبيعة"IUCN: International Union for Conservation of Nature فهو  "معرض للخطر" Vulnerable.

 

محمية الشوف المحيط الحيوي

 

       أنشئت "محمية الشوف المحيط الحيوي" Shouf Biosphere Reserve بموجب القانون رقم ٥٣٢ تاريخ ٢٩ تموز ١٩٩٦، وتقدر مساحتها بـ 50 ألف هكتار أو 0.5 بالمئة من مساحة لبنان، تحتوي منطقتين محميتين وهما "محمية أرز الشوف" و"أراضي عميق الرطبة" Ammiq Wetland التي تعد من آخر الأراضي الرطبة في لبنان، ومن أهم مناطق الطيور في الشرق الأوسط، وتديرها لجنة محمية أرز الشوف بالتعاون مع جمعية أرز الشوف وتحت إشراف وزارة البيئة، وهي أكبر محميات لبنان الطبيعية، وتمتد من ضهر البيدر شمالا إلى جبل نيحا في الجنوب، بين خطوط الطول 35 '28' 'و35' 47 '' شرقا وخطوط العرض 33 '32' 'و35' 48 '' شمالا على ارتفاع يتراوح بين 1200-1980 م، وهي محاطة بغابات البلوط على منحدراتها الشمالية الشرقية والعرعر وغابات البلوط على منحدراتها الجنوبية الشرقية، أما محميات الأرز الأكثر شهرة فيها فهي ثلاث وهي غابات "معاصر الشوف"، "الباروك" وعين "زحلة – بمهريه"، وتمثل هذه الغابات ربع غابات الأرز المتبقية في لبنان، ويقدر أن عمر بعض الأشجار فيها حوالي 2000 سنة.

وتضم ويحيط بالمحمية 22 قرية وهي: "نيحا" Niha، "جباع"Jba’a، "الخريبة" El Khraibe، "مرستي" Mrousti، "بعدران" Baadaran، "معاصر الشوف" Maasser el Chouf، "بتلون" Batloun، "الباروك"Barouk، "عين زحلتا" Ain Zhalta، "بمهريه" Bmohray، "عين داره" Ain Dara، "قب الياس" Qab Elias، الصفرا El Safra، "عميق" Ammiq، "عانا" Aana، "كفريا" Kefraya، "خربة قنافار" Kherbit Kanafar ،" عين زبدة" Ain Zebde، "باب مارع" Bab Mareaa، "صغبين" Saghbine ،"عيتنيت" Aitanit  و"مشغرة"Machghara.

والمحمية موطن لـ 32 نوعا من الحيوانات الثديية منها قط الأدغال اللبناني  Felis chaus، الذئب، الطبسون Hyrax وغيرها، فضلا عن 500 نوعا من النباتات، 24 نوعا من الأشجار، 50 نوعا من الطيور و27 نوعا من الزواحف.

 

       لرابط الفيديو:

https://www.facebook.com/shoufcedar.org/videos/1521112104643672/

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن