شيرين عبدالوهاب... ومصير الكوكب!

Ghadi news

Thursday, November 16, 2017

شيرين عبدالوهاب... ومصير الكوكب!

"غدي نيوز" – ميشال حسون -

 

انشغلت وسائل الإعلام العربية في الأيام الثلاثة الماضية بشيرين عبدالوهاب، وقضية منعها من الغناء لأسباب لا تعنينا من قريب أو بعيد، وراحت المواقع الإلكترونية تتسقط أخبارا وتفاصيل – ولا تزال – عن المغنية السمراء، لتحجب موضوعات وقضايا تمس حياتنا ومصيرنا ومستقبلنا في عالم يتطور على إيقاع لا يمكن التخلف عنه إذا أردنا أن نكون على قائمة الشعوب اللاهثة في سبيل أن تفرد لنفسها مكانا في حاضرة الثقافة والعلم.

شيرين عبدالوهاب تفصيل صغير، يؤكد كم انحدرنا إلى حضيض التفاهة والسخف والتسطيح، فيما يشهد العالم تحديات وجودية، من بوابة المناخ والسلاح النووي والحروب القائمة والمتوقعة والأسلحة الذكية، فضلا عن الجوع والفقر والتنمية، إلى الذكاء الاصطناعي وسط تحذيرات ومخاوف من تهديد البشرية وفنائها.

شيرين عبدالوهاب ومئات من "الفنانين" من لبنان إلى مصر إلى سائر الأقطار العربية، يستأثرون بالإعلام المفترض أن يكون رافعة ثقافية، لا أن يتحول "الهوت شورت" الذي ارتدته هيفاء وهبي "قضية قومية"، وقِس على ذلك الكثير من ترهات مفروضة علينا، فبعض وسائل الإعلام "يسترزق" من عطايا وتقديمات هؤلاء، وبعضه الآخر يتقصد نشر أخبار من نوع أن الممثل الفلاني "عطس" في مكان عام، أو مغنية سقط قسم من ردائها فبانت محاسن "البوتوكس" و"السيليكون" بهدف رفع نسبة المشاهدة.

كل هذا الهراء مفسدة وتطاول على الذوق العام، فيما العالم منشغل بقضية التحرش التي بدأت في هوليوود لتلقي الضوء على تسلط المجتمع الذكوري وحماية المرأة من سيادة وظلم وامتيازات الذكر، ومساعدة المرأة على كسر حاجز الخوف، بعد أن ساهم الإعلام في فضح هذه الممارسات ليس من موقع أنها فضائح، وإنما من كونها قضية إنسانية أولا وأخيرا.

مفارقة غريبة أن يكون العالم منشغلا بمصير الكوكب في مؤتمر المناخ في بون، فيما نحن نتابع ما هو مفروض علينا من فصول أزمة شيرين عبدالوهاب ومنعها من الغناء!     

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن