لماذا "غدي نيوز"؟

Ghadi news

Monday, March 28, 2011

كثيرون تساءلوا – ونحن في طور الاعداد لاطلاق موقعنا الالكتروني الجديد – لماذا "غدي نيوز"؟

 نعم، ثمة ما يبرر هذا التساؤل وسط ما نشهد اليوم من طفرة في المواقع الالكترونية، بعضها ينمو كالفطر، يغتذي من فتات مواقع اخرى، دون أن يقدم إضافات تُثري وتُغني توقنا إلى المعرفة في عالم لا يهدأ، سمته الأبرز السرعة على إيقاع حياة دائمة التجدد، لا يمكن ملاقاتها إلا بإيقاع مماثل أو حتى على سرعة أكبر، إذا ما أردنا استشراف المستقبل من رحم الحاضر.

"غدي نيوز" لن يكون مجرد رقم على قائمة المواقع الالكترونية، ذلك ان ما نهجس به، هو الأمل. نعم، الأمل، زادنا الوحيد في مسيرة أردناها متخصصة، لمواكبة ما يجمع هذا الكوكب، أي البيئة وكل ما هو على صلة بها، وعندما نقول البيئة تسقط كل الحواجز ولا تعود ثمة قيمة للجغرافيا السياسية، فالهواء الذي نتشق لا يقر بما رسمنا من حدود فرضتها الشعوب في مسار حضارات كثيرة متعاقبة وصراعات لم تهدأ منذ بداية التاريخ، والمياه التي هي مصدر الحياة تجوب الكرة في دورة متكاملة مع الرياح والسحب، فيتساقط المطر دون جواز سفر وسمة دخول.

كما أن البيئة أكبر من ان نوجزها بالمياه والهواء والتربة وعناصر أخرى، لأنها الحياة بوجوهها المتعددة، ولسنا مع ذاك الشاعر الذي قال قبل مئات السنين: "إذا متُّ ظمآنا فلا نزل القطر"، فالبيئة ليست الهواء الذي نتنفس الآن، وإنما الهواء الذي سيتنشقه ابناؤنا بعدنا، بمعنى آخر هي مصير الانسان على هذه البسيطة.

صحيح أن "غدي نيوز" هو موقع متخصص في مجالات البيئة والنظم الايكولوجية في لبنان والعالم، ولن يقارب السياسة أو يطرق أبوابها لينتقل الى سراديبها المظلمة، بالرغم من أن ما يواجه البيئة هو بعض نتائج السياسة، لكننا قادرون إذا ما تضامنا أن نفرض مسارات سياسية لحماية البيئة، خصوصاً وأن الموقع سيكون مشرعا أمام الجمهور ليكون حاضراً في صوغ الرؤى والتطلعات لا مجرد متلق فحسب.

كما أن الموقع يشتمل على ابواب كثيرة ثقافية وتربوية وفنية وترفيهية، إضافة إلى إسهامات القراء وذوي الخبرة والاختصاص، ليكون ثمة تكامل مع فريق عمل سيبقى على تماس مباشر مع الحدث مواكبة ورصدا وتحليلا، ودائما بالتنسيق مع "جمعية غدي" التي شكلت خلال عقدين من الزمن علامة فارقة على مستوى عمل مؤسسات المجتمع الاهلي في لبنان.

إنها الخطوة الأولى، دأبنا أن نكون أمناء في مسيرة شاقة، وقد ارتضينا أن نكون في دائرة التحدي، نردد ما قاله أحد الخبراء البيئيين في قمة الأرض في ريو دي جانيرو – البرازيل: نحن لم نرث الأرض من آبائنا وأجدادنا... وإنما اقترضناها من أبنائنا.


والله ولي التوفيق

أنور عقل ضو
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن